بداية أنا لا أعرف المدعو «كافانا»، لكن استفزني (العين العوراء) التي يرى بها الإعلام الغربي الأمور، ومطالبتهم لقيادة دبي بالعفو عنه بعدما أدانه القضاء، فما القصة ؟
تقول وقائع القضية أن كافانا شاب بريطاني عمره 18 عاما جاء دبي في زيارة بصحبة أسرته للسياحة وهنا التقى مع فتاة قاصر (بريطانية أيضاً) حيث قضى معها سهرة وعاشرها معاشرة الأزواج.
وحينما عادت الفتاة إلى أهلها واكتشفت الأم وقائع الجريمة تقدمت بشكوى عبر القنوات الرسمية حتى وصلت إلى يد الجهات المختصة في دبي.
وعلى الفور تعامل المسؤولون وفق قواعد العدالة الناجزة والقانون وتم الحكم على المذكور بالحبس عاما.
ثمة أسئلة جوهرية تفرضها الحادثة لنفهم عقلية هؤلاء المتغطرسين:
القضية كما ترون تخص طرفان أجنبيان، لكن الملاحظة اللافتة أن الإعلام تعامل مع هذه الحادثة العادية بازدواجية مريبة!
كيف فاتهم ولم تشغلهم الضحية ولو للحظة ولم يتوقفوا ليسألوها وأسرتها عن الآثار السلبية التي خلفتها الواقعة عليها في حاضرها ومستقبلها، بينما اكتفوا فقط بالمطالبة على لسان المعتدي بالعفو عنه وضرب القانون عرض الحائط !
وكيف الحال لو كانت الضحية تنتمي لبلد آخر لنقل من دول العالم الثالث الفقير، هل كانوا سيطلبون بمحاكمتها على جرأتها للمطالبة بالقصاص من المعتدى؟!
والأخطر من ذلك ماذا لو أنّ الجاني كان إماراتيا أو عربيا - لا قدر الله - هل كان يقبل هؤلاء بالعفو عنه؟! أم أنهم سيعلنونها حرباً إعلامية لا تهدأ نارها ؟!!
ثم لماذا لم يسعوا لدى الضحية وأهلها للتصالح والتنازل عن شكواها، بدلا من السعي نحو كسر القانون والمطالبة بغض الطرف عن معاقبة الجاني؟!
الدولة التي تطبق القانون لن تغْلف عن إعطاء أي موقوف حقّه القانوني الذي كفله له القانون، ولن تتردّد في تطبيقه للحفاظ على استقرار المجتمعات، وحماية المواطنين والوافدين والسيّاح الباحثين عن المتعة والاسترخاء.
والإمارات دولة يشهد لها المجتمع الدولي أنها دولة قانون.
فالمؤكد إن أصحاب ازدواجية المعايير لا يهمّهم كافانا ودعمه للإفلات بجريمته من العقاب ولا يشغلهم القصاص للمعتدى عليها، بل هدفهم الحقيقي هو دبي والنيل من مكانتها بعدما باتت منافسا قوياً ومتفوقاً عليهم في كثير من المؤشرات، فلا يوجد مدينة في العالم دون حوادث، ودبي هي الأقل عالمياً وفق الأرقام الرسمية (سجلت أرقام شرطة دبي 24.6 جريمة فقط لكل 100 ألف شخص في عام 2023، وهذا أقل بكثير من المعدل في المملكة المتحدة، والبالغ 84 لكل 1000 شخص).
الهدف هو تشويه هذه الإمارة التي تفوّقت وعبرت الآفاق وتجاوزت كل حدود المعقول وبات الملايين يفضلونها سنوياً لقضاء أمتع الأوقات بعيداً عن لندن وباريس ومدريد وغيرها من كبريات المدن.
الحقيقة أننا عانينا كثيراً من ازدواجية المعايير الغربية والكيل بمكيالين في عالم السياسة وباتت مواقفهم مفضوحة في العديد من الأحداث، وانتقالهم الآن بهذا السلوك المشين إلى ميادين أخرى لا ينبغي تجاهله أو السكوت عليه بل لابد من ردعه.