تحية مرة أخرى .. بداية أنت الأن لم تعد صحفيا بل سياسيا ومرشحا للبرلمان وقد تفوز وتخطب بإسمنا تحت القبة مع تمنياتي لك بالتوفيق ، وقد تخسر .. لذلك فكل ما تقوله وتفعله ملك لنا كمواطنين وكناخبين وبالنسبة لمعشر الصحفيين فما تقوله وتفعله تحت العين والرقابة كبقية خلق ألله من الذين قرروا التنطح للشأن العام.
تتهم تقريري بأنه {مفبرك}.. سؤالي .. كيف ألا يستند {تحليلي}-وليس تقريري بالمناسبة- على حقيقة واقعة قوامها إعلانك شخصيا وعبر "عمون" بمضمون الخبر الذي قمت انا بمناقشته... إذا من فبرك ماذا؟.تتحدث عن غياب {المهنية} والتضليل وفي مناقشة أخرى بيننا أنكرت حتى وجودي وليس مهنيتي فقط وتساءلت من يكون بسام بدارين؟ لكنك الأن تهتم بما كتبته مع مئات القراء الأخرين ومن مختلف المستويات وترد بالتفصيل الممل ولذلك ساتجاوز الإتهام على إعتبار انه الخيار الأسهل في ثقافتنا المحلية وإسمح لي بمناقشة سريعة لبعض تفاصيل ردك على أمل أن يسامحني ويسامحك ألله .
أولا- لا أعلم بوجود يسار أردني وطني واحد وموحد حتى الأن, ووصف{البائس المغمور} لا علاقة له بأي برنامج لأي يسار لكنه يخص حصريا البرامج الإنتخابية {الفردية}التي تظهر في عمون وغيرها وتقرر {تخوين} من يؤيد الكونفدرالية, وما أعرفه من أساتذتي وزملائي اليساريين ان برنامجك المعلن لا يمثل كل الطيف اليساري الأردني بدليلين 1- إقتصار الأسماء المؤيدة على نخبة تمثل{اليمين} في الفكر السياسي الأردني وعدم وجود أسماء يسارية {كبيرة} تبارك الترشيح بإستثناء شيخنا يعقوب زيايدن ,2- ردود بعض الرفاق من خلال تعليقاتهم على الموضوع الذي خصصته عمون لبرنامجك الإنتخابي حيث يوجد تعليقات{ يسارية} تذكر القاريء بأن المضمون لايمثل اليسار ولا حتى الحزب الشيوعي تماما وأخرى {تتبرأ} بوضوح من المضمون.
ثانيا- تسأل لماذا أهتم بالموضوع؟.. ببساطة موضوعي الصحفي لم يكن عن المرشح ناهض حتر ولا عن برنامجه الإنتخابي فقد إهتم {صحفيا} بهذا الأمر في الأسابيع المقبلة لكن موضوعي تناول جزئية تتمثل في ظهور أسماء رؤساء الوزارات وأقترح عليك وانت الزميل الفصيح بكل الأحوال إعادة القراءة لكي تتاكد بان التحليل {غيرالمهني} لا علاقة له إطلاقا لا بالمرشح ولا ببرنامجه وقد إهتم لاحقا بالمسألتين .
ثالثا- تسأل لماذا لم أتصل بك؟ وجوابي: أتصل بك لماذا ؟.. ما كتبته لا يتعلق بك اصلاً حتى تكون طرفا بالموضوع أما موقفي المؤيد للكونفدرالية فمثلك تماما لا ينسحب على الأردنيين من أصل أردني ولا على الأردنيين من أصل فلسطيني بل يخص كل أردني وفلسطيني وعربي شريف وأنا أكررها بوضوح هنا ..إني أؤمن بوحدة المستقبل والكيان والهدف والمصير على ضفتي نهر الأردن.. هذا هو قراري بكل بساطة ولا أخاطب به أحدا محددا.
رابعا- بكل تأكيد أقف معك في الخندق المعادي لأي كونفدرالية على المقاس الإسرائيلي وإيماني مطلق بتحرير كامل فلسطين وليس بالدولة الفلسطينية فقط وبان صراعنا معهم – كأردنيين- {صراع وجود} دون أن يعني ذلك إرتهان عقلي في دائرة المخاوف والهواجس ودون ان يكون لذلك علاقة بإيماني الموازي بوحدة المصير والترابط.
وسؤالي للمرشح ناهض حتر: ألا تعتقد ان إستخدام تعبير {الخيانة} تطرف وتشدد مبالغ فيه عندما يتعلق الأمر بفكرة سياسية إسمها {الكونفدرالية} قد نتفق او نختلف عليها؟.. ألا توافق معي بان احدا في الكون لا يملك الحق {بتخوين} أخر على مجرد رأي؟.. وألا تعتقد انك بإستخدام مفدرة {الخيانة} تلجأ لتكتيك إنتخابي محض قد يرتد عكسيا على الأهداف الموضوعة.
.. الأن إسمح لي بمناقشة أسرع لرسالتك للأردنيين من أصل فلسطيني,وهنا أعلق كناخب مسجل في الدائرة الثالثة ويمثل نسبة من سكان أحد أهم أحيائها:
-عندما نتحدث عن المستقبل سواء بالكونفدرالية او غيرها لا نضع بالإعتبار مصالح صغيرة للأفراد وللمجموعات بل نتحدث عن سياق وطني تاريخي وجغرافي يحمل مستقبل الأردنيين حول نهر الأردن بصرف النظر عن الإعتبارات التكتيكية والسياسية وبصرف النظر عن مواقف الحكومة الأردنية او النخب من الطرفين وعن إسرائيل .. أنا لا أتحدث بالممكن بل بالأساسي.. هذه نظرتي للمسألة كمواطن أردني من أصل فلسطيني .. قد تعجبك وقد لا تعجبك فهل أصبح خائنا إذا قلت ذلك.
- {الأبوات} موجودون في كل مكان حول نهر الأردن وكذلك الفساد والشراكة التي نقصدها لا علاقة بها بالسلطة الفلسطينية وبأجهزتها الأمنية إنما نتحدث عن شراكة وحدوية شعبية في ظل {مملكة هاشمية}
لا علاقة لها بالنخب في المكانين وهي شراكة لايصادق عليها برأينا الواقع الموضوعي جغرافيا وبشريا فقط بل تنطلق تأسيسا من حقيقية دستورية تميلون دوما لتجاهلها وهي ان الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من أرض المملكة الأردنية الهاشمية وان قرار {فك الإرتباط} مجرد قرار إداري سياسي {غير دستوري} له ظروفه ولا بعني شيئا قياسا بمصلحة الشعب حول النهر خلافا لقرار {وحدة الضفتين}.
- ما يعمق الأزمات الداخلية برأيي الشخصي وما يعزز وجود شرخ ويهدد مصالح الأردنيين جميعا هو تجنب الإعتراف بالحقائق المشار إليها سابقا والمشاريع المجهولة { البريء وغير البريء منها} التي تحاول العزل بين شعب واحد اصلا مرة بذريعة الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية ومرة بحجة الحفاظ على نظيرتها الفلسطينية.. هذه دعوات إنعزالية غير ديمقراطية .. بغيضة ومغرضة وتقود لخراب المجتمع على جانبي النهر اما المصلحة المباشرة للأردنيين والفلسطينيين فتتطلب توحيدهم ووحدتهم بعيدا عن المبالغات والمخاوف .
- التطبيع حاصل أصلا بين نخب السلطة في الجانبين الأردني والفلسطيني وبين الإسرائيليين وأمراض {السلطة} ليست حكرا عليها فعندنا الكثير منها وما يميزينا فقط هو دولة صلبة متماسكة وشرعية نظام تهضم الجميع وجماعات السلطة يقولون بانهم {إستوردوا} منا الكثير من الأفكار خصوصا المضادة للديمقراطية والمتعلقة بالبيروقراطية الإدارية ومن تقصدهم بجماعات السلطة يجلسون في عمان أكثر من رام ألله ولهم جميعا بدون إستثناء شركاء وحلفاء وأصدقاء من {نخبتنا} وعليه فإذا كانوا {مرضاً} تخشى علينا إنتقاله فالمرض مستوطن اصلا وموجود بيننا هنا وليس بعيدا عنا بكل الأحوال وتقديري انه لن تحصل تغييرات {سلبية} في البنية الإجتماعية والإقتصادية لإن بعض جماعة السلطة لديهم إمبراطيوية {فساد} وليس برنامجا حقيقيا للتحول الإجتماعي والإقتصادي والعكس تماما برأينا سيحصل فأفضل رد على الفساد المالي والإداري حول نهر الأردن هو الإندماج والتوحد قبل الإسترخاء والتركيز على بناء المستقبل الواعد إقتصاديا للدولة {الموحدة}.
- لن يتحول أحد من أردني إلى {فلسطيني يقيم في الأردن} لإن الجميع في الأردن {أردني} ولإن أهل الضفة الغربية في الواقع {أردنيون} دستوريا وثقافيا وحضاريا وإجتماعيا ,ومن قال لك ان طموحي مثلا أن أنتخب في مدينة الخليل؟.. لماذا لا ينتخب الخليلي في إربد مثلا؟.. نتحدث عن وطن واحد هو نفسه الوطن الذي {إنتخب} مرشدكم الروحي الذي تستخدمون إسمه الفاضل الدكتور يعقوب زيادين .. ألا تعني تجربة زيادين في الإنتخابات لك شيئا كمثقف يساري قرر خوض المعركة الإنتخابية؟... أختم بهذا السؤال.