ماذا يخفي الزوج خلف جدار التجاهل؟ .. المستشارة البطوش تجيب
07-01-2025 09:42 PM
عمون - قالت الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش، إنّ تجاهل الزوج لزوجته يشكل مشكلة شائعة في العديد من العلاقات الزوجية، من أسوأ المشاعر التي تمر بها الزوجة خلال الزواج، وقد يؤدي إلى تآكل الروابط العاطفية وتدهور جودة الحياة الزوجية، وغالبًا ما يتجلى هذا التجاهل في البرود العاطفي، الانسحاب من التواصل، وعدم الاهتمام بشؤون الشريك.
وقالت البطوش في حديثها لعمون، إنّ العلاقة الزوجية في الشريعة الإسلامية جعلها الله عز وجل قائمة على المودة والعطف والسَّكِيْنة والرحمة بين كلا الزوجين ليسكن كل منهما للآخر ولتتوطد أواصر المحبة والرحمة والعطف بينهما، وليتعاون الزوجان في الحياة الزوجية فيما يُرضي الله تعالى ورسوله، يقول الله سبحانه وتعالى {ومن ءاياته أنْ خَلَق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إنَّ في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون} (سورة الروم ءاية 12).
وأكدت أنّ تصرف الزوج بالبرود والابتعاد عن زوجته بصمته إلى أنه يتجاهلك عمدًا، غالبًا ما يحدث بعد الخلافات كوسيلة للتعبير عن الاستياء أو لجذب انتباهك، إلا أن استمرار هذا التجاهل لفترات طويلة دون سبب واضح قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة والإحباط، وربما الاكتئاب ويترك جرحًا عميقًا في نفس الزوجة.
وأشارت البطوش إلى أن ذلك قد يكون وراء تصرف زوجك بالبرود وتجاهلك أسباب عدة، منها الرغبة في معاقبتك على أمر ما، أو وجود مشاكل أخرى في العلاقة لم يتم التطرق إليها، وفي بعض الحالات قد يكون هذا السلوك نابعًا من صعوبات شخصية يمر بها زوجك، فمهما كان السبب فإن تجاهل الشريك يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية ويضر بمشاعر الطرف الآخر، وقد يكون السبب في تجاهل الزوج لزوجته أيضاً الإلحاح المستمر على الزوج وتوجيه الانتقادات الحادة له، إن هذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية، فبدلاً من تحفيزه على القيام بالمهام المطلوبة منه، قد يدفعه للتجاهل كوسيلة للابتعاد عن الصراعات المستمرة، قد يؤدي هذا التجاهل إلى تدهور التواصل بين الزوجين وتفاقم المشاكل القائمة، وقد يكون سبب تجاهل الزوج لزوجته هو انغماسه الشديد في العمل، فإذا كان يخصص معظم وقته وتركيزه لمشاريعه المهنية، حتى في أوقات فراغه، فإنه قد يجد صعوبة في تخصيص وقت وجهد لعلاقته الزوجية، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاختلاف في الاهتمامات والرؤى إلى فجوة عاطفية بين الزوجين، مما يعزز الشعور بالبعد والتهميش.
وبينت البطوش أن الملاحقة المستمرة والنقد اللاذع للزوج، قد يكون السبب الرئيسي في تجاهل الزوج لزوجته، فبدلاً من ذلك، يمكن للزوجة تجربة أساليب أخرى للحصول على ما تريد، مثلًا يمكنها التعبير عن احتياجاتها بطريقة هادئة ومحترمة، أو مشاركة زوجها في المسؤوليات المنزلية، أو التعبير عن تقديرها لجهوده، هذه الطرق قد تساعد على بناء جو من التعاون والتفاهم بين الزوجين، ويتجاهل بعض الأزواج شركائهم لأسباب تتعلق بسلوكيات معينة،فالشعور بالملل في العلاقة وعدم تخصيص وقت كافٍ للشريك، أو التركيز الزائد على العلاقات الاجتماعية الأخرى، قد تدفع الزوج إلى الانسحاب والتجاهل، كما أن الاختلافات في العادات الإنفاقية، مثل التبذير، قد تؤدي إلى مشاكل مالية تؤثر على العلاقة الزوجية وتزيد من التوتر بين الزوجين.
وتكمل البطوش عن أسباب تجاهل الزوج لزوجته، قد يكون نابعاً من شخصيته المماطلة والمترددة في التعبير عن مشاعره، فبعض الأشخاص يفضلون الصمت والتجاهل كآلية دفاعية للتعبير عن استيائهم أو عدم رضاهم عن موقف معين، وقد يكون هذا السلوك جزءاً من نمط شخصيته العام.
ولتحديد سبب تجاهل زوجك، تقول البطوش على الزوجة محاولة ملاحظة لغة جسده وإشاراته غير اللفظية، قد يكون هناك الكثير من المعلومات التي يمكنكِ استخلاصها من هذه الإشارات، بالإضافة إلى ذلك يمكنكِ محاولة التحدث معه بهدوء وصدق حول مشاعرك، ولكن تأكدي من اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لذلك.
ولتجنب تجاهل الزوج لزوجته، من المهم على الزوجين العمل على الحفاظ على شرارة الحب في العلاقة من خلال قضاء وقت ممتع معاً وتجربة أشياء جديدة، كما ينبغي على كل منهما أن يخصص وقتاً للاستماع إلى احتياجات الآخر وتلبية رغباته، بالإضافة إلى ذلك ينبغي على الزوجين العمل على حل الخلافات المالية والوصول إلى اتفاق حول إدارة الميزانية المنزلية.
وأكدت البطوش على تحسين التواصل بين الزوجين، بأن يحاول كل منهما فهم شخصيه الآخر وأسلوب تعبيره عن مشاعره، وأن يجد كل منهما وقتاً للآخر وأن يشاركاه اهتماماته وهواياته، كما ينبغي على الزوجين العمل على تطوير مهارات التواصل الفعال، مثل الاستماع الفعال والتعبير عن المشاعر بشكل واضح ومباشر، وتطوير اهتمامات مشتركة لتعزيز الروابط بينهما، بالإضافة إلى ذلك يمكن للزوجين اللجوء إلى متخصص في العلاقات الزوجية للحصول على المساعدة والدعم اللازمين.
وتوجه البطوش حديثها للزوجة ، بدلاً من الانسحاب إلى عالمك الخاص عندما يشعرك زوجك بالتجاهل، حاولي كسر هذا النمط السلبي من خلال التواصل معه، قد يكون الصمت رد فعل طبيعي، ولكن الحوار هو الأداة الأكثر فعالية لحل المشاكل الزوجية، وعبري عن مشاعرك بصدق ووضوح، واستمعي إلى وجهة نظره، وحاولي معاً الوصول إلى حلول مرضية لكليكما.
وإن اللطف والتسامح هما سلاحان فعالان في التعامل مع أي موقف صعب، بما في ذلك تجاهل الزوج، ولكي يدوم الزواج بسلام وسلام لابد أن يمارس الزوجان التسامح ويضبطا نفسيهما حتى لا يحملا الضغائن، ولا شك أن التزام الزوجين بالإسلام وحده هو الذي سيمكنهما من الأمل في إقامة علاقة زوجية ناجحة ووظيفية وعاطفية ومرضية مع الحفاظ على مكانة عالية في الآخر ، فنصيحتي لكل زوجة حاولي أن تكوني صبورة ومثابرة، واعلمي أن التغيير يحتاج إلى وقت، فقد لا ترين نتائج فورية، ولكن استمري في بذل الجهد، وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه زوجك قيمة ما تقدمه له، وإن رد الجميل بالمثل قد لا يكون هو الحل الأمثل، فبدلاً من ذلك حاولي كسب ثقته من خلال اهتمامك بشؤونه وأفعاله، قد يكون هذا التصرف هو الشرارة التي تشعل من جديد شمعة الحب بينكما.
وتقول البطوش عندما يشعرك زوجك بالتجاهل، قد يكون من الصعب الحفاظ على هدوئك، ولكن تذكري أن رد الفعل العاطفي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، بدلاً من ذلك حاولي الابتسام له، واسأليه عن يومه واعبري عن تقديرك لأشياء صغيرة يفعلها، قد يبدو هذا الأمر بسيطاً ولكنه قد يكون له تأثير كبير على علاقتكما، فأحياناً الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، قدمي له الحب والاهتمام، قد يكون إظهار اهتمامك بزوجك من خلال الأعمال الصغيرة، مثل تحضير فنجان قهوة له أو الاستماع إليه باهتمام، أكثر فعالية من محاولة إشراكه في حوار مباشر، قد يفسح هذا التغيير في سلوكك المجال أمام حوار أكثر إيجابية،وأحيانًا لا تحتاج الكلمات إلى أن تكون معقدة أو عميقة المعنى،قد تكون مجرد لمسة رقيقة، أو هدية صغيرة، أو حتى ملاحظة لطيفة كافية لإعادة الاتصال بزوجك،حاولي أن تجدي طرقًا جديدة لإظهار حبك وتقديرك له باستمرار حتى لو كانت بسيطة.
وأكدت البطوش على أنه من الطبيعي أن تشعر الزوجة بالقلق والتوتر عندما يتجاهلها زوجها، فقد تتوارد إلى ذهن الزوجة العديد من الأفكار السلبية، ولكن من المهم أن تحافظي على الأمل والإيجابية، وتذكري أنك لا تمتلكين كل الحقائق، وأن هناك العديد من الأسباب المحتملة لسلوكه، قد يكون يمر بفترة صعبة أو يواجه تحديات شخصية، فحاولي أن تكوني داعمة لزوجك صبورة ومتفائلة، فربما يكون هذا مجرد مرحلة عابرة.
وأنهت البطوش حديثها ، في بداية مواجهة هذه المشكلة من الأفضل تجنب مشاركة تفاصيل العلاقة مع الآخرين، خاصة الأهل والأصدقاء، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها، حيث قد يقدم لكِ كل شخص رأيًا مختلفًا، مما يزيد من حيرتك وقلقك، كما أن مشاركة هذه الأمور الشخصية قد تؤثر سلبًا على صورة زوجك أمام الآخرين، مما قد يزيد من التوتر بينكما، ومن الواجب على الزوجة أن تحترم زوجها في كل وقت، فلا تتسلط عليه، وتحترم امتيازاته وسلطته عليها، ويجب على الزوجة أن تضع في اعتبارها أن زوجها هو الشخص الأحق برعايتها واهتمامها وتفانيها.
وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه” ))
وهو حديث صحيح، وفيه بيان أعظمية حق الزوج على المرأة على حقّ غيره .