الخرائط المزعومة: جريمة صهيونية تستهدف كل الأمة العربية
يحيى الحموري
07-01-2025 09:35 PM
إلى كل من لا يزال يؤمن بعدالةٍ مزعومة أو أخلاقٍ مدعاة لهذا الكيان الغاصب، أفيقوا من سباتكم! إننا أمام عدوٍ لم يعرف يوماً سوى لغة الدماء والبارود، عدوٌ يعيد صياغة الخرائط بمدادٍ أسود من الأكاذيب والأوهام، عدوٌ يزعم وجود “إسرائيل الكبرى”، ليبتلع فلسطين، ويطوّق الأردن، ويمتد إلى لبنان وسوريا، كوحشٍ استعماري جائع لم يشبع من التهام الأرض وسرقة التاريخ.
ما هذه الخرائط المزعومة إلا طعنة جديدة في قلب الأمة، تُرافقها تصريحات سموتريتش، الوجه الحقيقي للعنصرية الصهيونية، الذي يدعو دون حياء إلى ضم الضفة الغربية، بل ويُحيي حلم الاستيطان في غزة. هو نفسه الذي يُصرّح كأنما يتحدث باسم إله الحرب والدمار، مستبيحاً ما تبقى من رمقٍ في سيادة شعوبنا. لكننا نسأله ومن معه: بأي حقٍ تدّعون ملكية أرضٍ قد شهدت آلاف السنين من العروبة والصمود؟ بأي حقٍ تتطاولون على ذاكرة الشعوب الحيّة؟
يا نتنياهو، يا من تقود مسرحية الدم هذه، أنت وأبواقك العنصرية، نقولها بوضوحٍ لا يقبل التأويل: أنتم وحوش التاريخ، عبيد الأطماع، ومصاصو دماء الإنسانية. أنتم من حرقتم الأخضر واليابس، وهدمتم البيوت على رؤوس ساكنيها، ونثرتم الموت في شوارع القدس وغزة والخليل. أنتم من جعلتم من الأطفال أهدافاً لرصاصكم، ومن النساء رماداً تحت ركام طائراتكم. فهل تظنون أن التاريخ سينسى؟ هل تظنون أن الشعوب ستصمت؟
أيها الحكام العرب والمسلمون، أيها العالم الحر، ما هذه الخرائط والتصريحات إلا إعلان حربٍ صريح على تاريخنا، على سيادتنا، على كرامتنا. إنها محاولة جديدة لتكريس مشروعٍ استعماري مقيت، لا يرى فينا سوى ضحايا يتسابق على دفنهم. إن صمتكم اليوم هو تمكينٌ لهذا الكيان المجرم، وهو تواطؤٌ لن يغفره لكم التاريخ.
لقد أثبت الاحتلال مراراً وتكراراً أنه لا يفهم إلا لغة القوة، وأن دعوات السلام ليست سوى أوراق تُحرق تحت أقدامه. كيف يمكن للسلام أن يكون خياراً مع من ينظر إلينا كحشراتٍ تُسحق تحت عجلات دباباته؟ كيف نفاوض من يرسم خرائط لابتلاع أرضنا وهو يبتسم ابتسامة الذئب؟
أيها الكيان الصهيوني، اعلموا أن فلسطين ليست أرضاً تُشترى أو تُباع. إنها جزء من ذاكرة الأمة ووجدانها. كل حبة تراب فيها تحمل دماء أجدادنا، وكل زيتونة تشهد على صمودنا. لن تغير خرائطكم المزعومة هذه الحقيقة، ولن تمحو عنكم صفة الاحتلال المجرم، مهما حاولتم تزيين جرائمكم بألوان الخرائط المزيفة.
ختاماً، نقول لهذا الكيان المجرم: اعلموا أنكم لن تحصدوا من مشاريعكم الاستعمارية إلا الخراب. الأرض التي بُنيت على الظلم لا تُنبت إلا شوكاً في قلوبكم. والشعوب التي تتسامح أحياناً، لا تنسى أبداً. أنتم إلى زوالٍ، ولو استعبدتم الأرض دهراً. فالتاريخ لا يرحم الجبناء، والأمم لا تغفر للغاصبين.