facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأمير الحسن .. رمز الإنجاز والتفاني في خدمة الوطن


بهاء الدين المعايطة
07-01-2025 07:05 PM

الأمير الذي استطاع أن يصنع الحب في قلوب من عرفوه، الأمير الذي تمكن من بناء جدار الثقة الراسخ بين أبناء الشعب الأردني والقيادة الهاشمية، والذي استطاع أن يرسخ مسيرة الإنجاز في جميع المحافل الدولية.

لم يتوقف يوماً سمو الأمير الحسن بن طلال، حفظه الله ورعاه، عن سياسة الإنجاز، حيث كان دائماً مثالاً يُحتذى به في العمل الدؤوب والتفاني في خدمة الوطن. كما ساهم في تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية، وفتح آفاق جديدة للتنمية والتقدم في مختلف المجالات، مما جعله رمزاً للقيادة والرؤية المستقبلية.

ولم تكن الكلمات يوماً مجرد كلمات، بل استطاع أن يحقق الغاية الحقيقية لمعناها الصحيح، واستطاع أن يقدم ويساهم ويرسخ مبدأ العمل الجماعي القادر على مواكبة التطورات الحقيقية على أرض الوطن الحبيب، والتي تظهر مدى التزامه العميق تجاه رفعة الوطن وتحقيق تطلعات أبنائه.

وكما يُؤمن، باعتباره من دُعاة التّعدّديّة والتّضامن الإنسانيّ واحترام الآخَر، بالمجتمعات الإنسانيّة التي يُمكن فيها لكل الشّعوب العيش والعمل بحرّيّة وكرامة، وهذه الرؤية تعكس التزامه العميق بقيم العدالة والمساواة، وتظهر أهمية التفاهم بين الثقافات المختلفة.

ومنذ أن كان سمو الأمير الحسن بن طلال ولياً للعهد، استطاع أن يساهم في تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، وأن يكون صوتاً للسلام والتفاهم. كما عمل على تطوير العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعددية والتسامح، مما جعله شخصية محورية في دعم القضايا الإنسانية والاجتماعية.

الأمير الذي يبتعد دوماً عن الظهور الإعلامي، ويعمل بجد وإخلاص من أجل إرساء مبدأ الشراكة بين جميع فئات المجتمع، يسعى دائماً لتعزيز القيم الإنسانية والتعاون بين الشعوب. إن تركيزه على العمل يعكس التزامه العميق بتطوير المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

كما عُرف الجميع بقربه الحقيقي من العشائر الأردنية بأكملها، كان الأمير الذي استطاع أن يجمع بين المسؤولية وتوافق الجميع. لم يكن يوماً إلا أباً وأخاً وصديقاً وقريباً لكل العشائر، والروابط القوية التي تجمعه بالمجتمع جعلته رمزاً للتلاحم والتآزر. كان دائماً حاضراً في المناسبات والأحداث، مما ساهم في تعزيز الثقة والمحبة بينه وبين أبناء العشائر. كما أن رؤيته الثاقبة واهتمامه بمصالح الجميع جعلاه شخصية محبوبة ومقدرة من قبل الجميع.

وأتذكر حينها وأنا في سن صغير من العمر زيارة الأمير الحسن بن طلال لقرية أدر في محافظة الكرك لمنزل معالي العين الأسبق، أبي أمجد، الشيخ حماد المعايطة. واستذكر أدق التفاصيل للكثير من المعاني التي تجلت في سمو الأمير الحسن، وأرى بين الحين والآخر صور الحب الحقيقية التي تجمع سموه بالكثير من الأشخاص. حينها أدركت أن الهاشميين إن أحبوا صدقوا، ومن عرفهم عرف ما أكتب. ربما لم يكن لي يومًا أي مطلب، لكن بعض المواقف تجبرنا على أن نكتب حتى لو بالقليل من الكلمات لتبقى راسخة فينا.

30-12-2024 كان اليوم الأجمل منذ 29 عامًا، فقد كان صباحًا مختلفًا تمامًا عن أي يوم من أيام حياتي. كان التاريخ الذي بدأ بصوت سيدي الحسن بن طلال، حفظه الله، الصوت الذي جعلني شخصًا لا يستطيع أن يتحدث، لتوقعي أن ذلك لم يكن حقيقة، وربما أنني في حلم أخشى الاستيقاظ منه. كانت مكالمة استطاعت أن تنمي حب الهاشميين بداخلي، واستطاعت أن تعوضني عما افتقدته في الماضي. لم تكن الرسالة الأولى لي، لكن الحظ كان حليفي حينها.

ليس جديدًا على أبٍ وقائدٍ وأخٍ، كيف لا والجميع يعلم أن الأمير الحسن بن طلال تربى في بيت كان الحب فيه سيد الكون. والده الملك طلال ووالدته الملكة زين الشرف، طيب الله ثراهما، وأشقاؤه الملك المغفور له الحسين بن طلال، والأمير محمد بن طلال، رحمه الله، والأميرة بسمة بنت طلال، حفظها الله.

وكان آخرها مشاركته لإخوتنا المسيحيين بالأعياد المجيدة، والذي رسخ المبدأ الحقيقي للهاشميين الذي تربى عليه. كما يُظهر هذا التوجه التزام الأمير الحسن بن طلال بالتعايش السلمي وتعزيز القيم الإنسانية بين جميع فئات المجتمع، مما يعكس روح الوحدة والتسامح التي تميز القيادة الهاشمية.

تربى بجانب شقيقه الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وكان الأخ الشقيق القريب الذي ترعرع معه في ظل القيم الهاشمية. تعلما معًا أهمية خدمة الوطن والمجتمع، وتجسيد مبادئ العطاء والتسامح التي تميز الأسرة الهاشمية. كانت تلك السنوات هي الأساس الذي شكل شخصياتهما وقيادتهما في المستقبل.

رحيل سيدي الحسين بن طلال لم يكن أمرًا طبيعيًا، بل كان حدثًا مؤلمًا ترك أثرًا عميقًا في نفوسنا جميعًا، كما ترك أثرًا في قلوب أحبائه. لم يكن مجرد شقيق، بل كان الأب والأخ الأكبر لسمو الأمير الحسن، مما جعل الفقدان أكثر عمقًا وتأثيرًا.

حفظ الله سيدي الحسن بن طلال، وبارك الله في جهوده وعطاءاته، ورحم الله سيدي الحسين بن طلال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :