* المرأة العاملة في العالم العربي: شراكة عادلة أم عبء مضاعف؟
أدت مشاركة المرأة في سوق العمل الى تحولات كبيرة في المجتمعات العربية، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا من القوى العاملة في مختلف القطاعات. بفضل هذا التحوّل، ارتفع دخل المرأة بشكل ملحوظ، مما جعلها تشارك الرجل في تحمل المسؤولية المالية للمنزل. ولكن يبقى السؤال: هل أدى هذا التغيير إلى تخفيف الأعباء التقليدية التي كانت تتحملها المرأة كربة منزل، أم أن العبء ازداد ليشمل العمل الخارجي إلى جانب المهام المنزلية؟
هل تحققت التشاركية أم ازداد العبء؟
رغم أن المرأة في العالم العربي تسهم بشكل كبير في النفقات، إلا أن المهام المنزلية التقليدية لم تُوزع بعد بشكل عادل. ففي الأردن، 70% من النساء العاملات يقمن بجميع المهام المنزلية دون مساعدة، بينما في السعودية، أكدت 50% من النساء العاملات أن مشاركة الزوج في شؤون المنزل شبه معدومة. ومن هنا، رغم أن المرأة قد حققت استقلالًا ماديًا في العمل، فإنها أضافت إلى نفسها عبئًا إضافيًا يستحق الوقوف عنده.
كما أن خيارات الاستقلال المادي التام للمرأة لايزال هشا ومشوشا لدى الكثير من السيدات العاملات من نواح متعددة كشراء وتسجيل العقارات او حتى التحكم الكامل براتبها دون تدخلات من الزوج وصلت بالبعض الى التحكم الكامل بدخل الزوجة رغم ان القوانين والتشريعات الدينية تعطي المرأة حقها الكامل في الذمة المالية المستقلة.
المرأة كمعيل رئيسي: أرقام تروي الواقع
في العديد من الدول العربية، زادت نسبة الأسر التي تعيلها المرأة. في الأردن، 15% من الأسر تعتمد على المرأة كمصدر رئيسي للدخل، بينما في السعودية، ارتفعت هذه النسبة إلى 12% بعد تمكين المرأة قانونيًا واقتصاديًا. هذا التحول يعكس تغيّرًا في الأدوار التقليدية ويُظهر أن الاستقلال الاقتصادي للمرأة أصبح ضرورة.
الشراكة العملية بين الزوجين: هل تحقق التوازن؟
رغم ما حققته المرأة من استقلالية مادية، فإن التشاركية بين الأزواج لا تزال ناقصة وغير متوازنة في معظم الأحيان. في الأردن، على سبيل المثال، يرى ما لا يقل عن 35% من الأزواج حديثي الزواج أن التشاركية في النفقات ضرورية، لكن المهام المنزلية تبقى على عاتق المرأة.
تأثير عمل المرأة على الأسرة: التوازن هش؟
* الإيجابيات:
o تحسين المستوى المعيشي.
o توفير تعليم أفضل للأطفال.
* التحديات:
o ضغوط مضاعفة على المرأة بين العمل والمنزل.
o ضعف التواصل مع الأبناء في بعض الحالات.
وتشير الدراسات إلى أن 60% من الأمهات العاملات يواجهن صعوبة في التوازن بين العمل والأسرة، في حين يشعر 30% منهن بأن دعم أزواجهن غير كافٍ.
وهنا نطرح السؤال رغم أن المرأة في العالم العربي حققت تقدّمًا كبيرًا على الصعيدين الاقتصادي والمجتمعي، إلا أن التوازن بين العمل والمنزل ما يزال تحديًا كبيرًا هل نجحن قادرون على تحقيق الشراكة العادلة، بحيث يتم توزيع المسؤوليات داخل الأسرة بشكل أكثر توازنًا لمصلحة الاسرة والاستقرار النفسي للمرأة وبالتالي الأسرة ككل؟
وكما يقول المثل الأجنبي
HAPPY WIFE HAPPY LIFE