لماذا أبو الحسين؟
المحامي حسام حسين الخصاونة
07-01-2025 05:08 PM
كشاب حزبي سياسي، أتابع بفخر واعتزاز الدور الريادي الذي يلعبه الملك عبد الله الثاني بن الحسين في إدارة التحديات الإقليمية والدولية. في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تحولات جذرية وأزمات معقدة، يتجلى دور الملك عبد الله كزعيم يمتلك رؤية سياسية عميقة، وقيادة قادرة على التوازن بين المصالح الوطنية والعلاقات الدولية، مما يجعل الأردن في موقعٍ متميز قادر على التأثير الفعّال في السياسة الإقليمية والدولية.
الملك عبد الله الثاني يقود الأردن في وقت تتصارع فيه القوى العالمية والإقليمية على النفوذ في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، استطاع الملك عبد الله أن يضع الأردن في موقع استراتيجي يحظى باحترام القوى الكبرى على الساحة الدولية. علاقات الأردن الوثيقة مع الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والعديد من العواصم العالمية الأخرى جعلت المملكة ركيزة للاستقرار الإقليمي وصوتًا مؤثرًا في صياغة الحلول السياسية للأزمات. سياسة الملك عبد الله قائمة على الحياد الإيجابي والقدرة على إقامة توازنات مع القوى العالمية. من القضية الفلسطينية إلى الأزمة السورية، ومن مكافحة الإرهاب إلى بناء تحالفات اقتصادية، يثبت الملك عبد الله دومًا أن الأردن قادر على قيادة هذه الملفات بشكل مستقل ومتوازن، مما يعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية.
أعتبر الوصاية الهاشمية التي يواصل الملك عبد الله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس رمزًا للسيادة الأردنية وحماية الهوية العربية والإسلامية للمدينة. هذه الوصاية تمثل رسالة قوية تؤكد أن الأردن لن يتخلى عن دوره في الدفاع عن القدس، رغم الضغوط التي تمارسها القوى الاحتلالية. الملك عبد الله الثاني يواصل جهوده في المحافل الدولية لحماية حقوق الفلسطينيين ورفض المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس. هذه السياسة تجسد التزام المملكة العميق بقضية القدس وتزيد من أهمية الدور الأردني كداعم رئيسي للحقوق العربية والإسلامية في المنطقة.
يضع الملك عبد الله القضية الفلسطينية في صلب سياساته الإقليمية والدولية. في وقتٍ تراجعت فيه الاهتمامات الدولية بالقضية الفلسطينية، يصر الملك عبد الله على أن الحل العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. الأردن، بقيادة الملك، يتبنى مواقف ثابتة، ترفض التوطين وتؤكد على حق العودة، كما يعمل على دفع المجتمع الدولي إلى دعم حل الدولتين كأساس لتحقيق السلام في المنطقة. هذه المواقف تعكس الوعي العميق بأن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية الشعب الفلسطيني، بل هي جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني الأردني، مما يعزز موقف المملكة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية على المستوى الدولي.
في إطار التحديات الإقليمية والدولية التي تطرحها الجماعات الإرهابية، يلعب الملك عبد الله الثاني دورًا استراتيجيًا يتجاوز حدود الأردن. من خلال مشاركته الفاعلة في التحالف الدولي ضد داعش، ومبادراته الفكرية مثل “رسالة عمان”، يقدم جلالته نموذجًا للدولة التي تجمع بين القوة العسكرية والفكرية لمواجهة التطرف والإرهاب. هذه الاستراتيجية جعلت من الأردن شريكًا موثوقًا في الحفاظ على الأمن الدولي، حيث يعزز الملك عبد الله الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب وتطرف الفكر المتشدد. ويمثل الأردن بقيادة الملك جسرًا للتعاون الدولي في مواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود.
تحقيق الاستقلال الاقتصادي يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق السيادة الوطنية. الملك عبد الله الثاني يدرك أهمية الاقتصاد في تعزيز الاستقلال السياسي، لذلك يسعى إلى تطوير الاقتصاد الأردني عبر جذب الاستثمارات، وتحفيز الابتكار، وتطوير القطاعات الحيوية التي تسهم في تعزيز قدرة الأردن على مواجهة الضغوط الاقتصادية الدولية. رؤية الملك تؤكد أن الاقتصاد لا يُعتبر فقط أداة لتحقيق التنمية، بل هو جزء من استراتيجية السيادة الوطنية التي تضمن للأردن مكانًا متقدمًا على خريطة العالم السياسي والاقتصادي.
دعم جلالة الملك عبد الله الثاني للإصلاح السياسي والتعددية الحزبية يعزز من قدرة الشباب على المساهمة الفاعلة في صنع القرار السياسي، مما يفتح المجال أمام جيل جديد للاضطلاع بدوره في تطوير الحياة السياسية والمشاركة في صنع المستقبل.
لكن ما يميز الملك عبد الله الثاني عن العديد من القادة في العالم هو قدرته الفائقة على تقديم حلول عملية وعميقة للأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط. يتسم جلالته بفهمه العميق للتعقيدات الإقليمية، وهو دائم السعي لإيجاد مسارات سلمية لحل النزاعات، مما جعله أحد القادة القلائل القادرين على إيجاد حلول متوازنة ومستدامة للأزمات المعقدة التي تواجه المنطقة. تحت قيادته، أصبح الأردن نموذجًا للسلام، الاستقرار، والاعتدال، ولقد نجح الملك عبد الله الثاني في وضع الأردن في موقع يُمكنه من التأثير بشكل إيجابي في مجريات الأحداث الإقليمية والدولية.
لذلك، الإجابة على السؤال: لماذا أبو الحسين؟ تكمن في كونه الزعيم الذي يمتلك حلولًا حقيقية للشرق الأوسط، قائد عميق الرؤية، يسير بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل آمن ومستقر لمنطقة لطالما كانت مسرحًا للتحديات والصراعات.