facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دولة الرئيس .. هل ستصيد العصفورين بحجرٍ واحد؟!


محمود الدباس - ابو الليث
07-01-2025 04:23 PM

دولة الرئيس.. حينما تُبنى البيوت على قواعد راسخة.. تقاوم الرياح والعواصف.. وتستوعب ما يُلقى عليها من أثقال.. كذلك الدول.. إنما قوتها في صلابة قواعدها.. وعدالة أنظمتها.. ونقاء إدارتها.. فأول خطوات البناء العظيم.. تبدأ بإصلاح الداخل.. ذلك الإصلاح الذي لا يرضى بالمظاهر الخادعة.. بل ينبش إلى الجذور.. ويعيد ترتيب ما اختل.. ويعالج ما أفسدته الأيام..

دولة الرئيس.. إن تسليم القيادة لمن عايش الإقصاء.. أو التجاهل طويلاً.. دون التأهيل المناسب.. من المؤكد سيخلق كارثةٍ إداريةٍ لا محالة..

فهذا الإنسان.. وقد أُعيد إلى واجهة القرار.. يحمل داخله جرحاً لم يندمل.. ويعمل بعقلية انتقامية.. تحركها مشاعر النقص.. والحقد.. والرغبة في إثبات الذات.. ومن هنا.. تتحول الإدارة من خدمة الوطن.. إلى تصفية الحسابات.. فتُقصى الكفاءات.. ويُهمَّش المخلصون.. ويتحول المشهد إلى صراع شخصي.. يضرب المؤسسة في صميمها..

علم النفس والإدارة يؤكدان.. أن الإنسان الذي يشعر بالظلم.. أو يقنع نفسه بأنه تعرض للإقصاء دون مبرر.. يتجه إلى ما يُعرف بعقدة الانتقام الإداري.. فيسعى للسيطرة المطلقة.. وإقصاء كل من يظن أنهم كانوا جزءاً من أزمته.. أكان بشكل مباشر.. أو غير مباشر.. وهذا ما يفسر انهيار العديد من المؤسسات.. حين تُسلَّم قيادة غير مهيأة.. ولا مؤمنة بقيم العدالة والمهنية.. وقد قال الخبراء.. إن الشخص الذي يدخل إلى المنصب.. محمَّلاً بمشاعر الانتقام.. يخلق بيئة سامة.. تدمر الإبداع.. وتقتل الروح التنافسية البناءة..

دولة الرئيس.. إن بعض مؤسساتنا اليوم -ولا أقول غالبيتها- تعاني من ظاهرة "الإدارة الفردية".. حيث يصبح المسؤول هو المحور الوحيد.. الذي يدور حوله كل شيء.. يُكافئ من يواليه.. ويقصي من يُعارضه.. وتتلاشى معايير الكفاءة.. والحرفية.. أمام معايير الولاء الشخصي.. وهنا.. يبدأ الانحدار.. فمتى كانت الولاءات الفردية.. تُبنى عليها أوطان؟!..

دولة الرئيس.. الحل يكمن في إعادة ضبط البوصلة.. في إصلاح البيت الداخلي.. بترسيخ قيم العدالة.. ووضع الإنسان المناسب.. في المكان المناسب.. دون اعتبارات جانبية.. أو مصالح شخصية.. فلا نظرة استثنائية لأخ مسؤول.. أو أبٍ متنفذ..
والحل في محاربة الفساد من الداخل.. عبر تفعيل وتشجيع المشاريع الصغيرة.. والمتوسطة.. التي تمثل شريان الاقتصاد الحقيقي.. مشاريع لا تستقطب الفاسدين لنهبها.. لأنها تعتمد على البساطة.. والنزاهة.. ولا وجود لذلك الهامش المادي.. الذي يستغله الفاسدون.. وهكذا مشاريع.. تلامس احتياجات الشعب مباشرة..

دولة الرئيس.. إنك بإصلاحك البيت الداخلي.. وضمان عدالة إدارته.. ستضرب العصفورين بحجر واحد.. سترضي الشعب الذي أنهكته المحسوبيات والفساد.. وستقطع الطريق على كل من يتخذ من المناصب.. وسيلة لتحقيق أطماعه.. وستبني للأردن قواعد راسخة.. تمتد لتلامس عنان السماء.. رشداً ونماءً وازدهاراً..

دولة الرئيس.. نتوسم فيك الخير الكثير.. فقد كنت قريباً جداً من جلالة الملك.. ولا شك أنك على اطلاع عميق.. برؤى جلالته السامية.. والتي كلنا ثقة.. بأنها تصب في مصلحة الأردن.. ومؤسساته.. ومواطنيه.. تلك الرؤى التي تحارب الفساد بكل أشكاله.. وتدفع نحو الإصلاح والعدالة والنزاهة..

فكن الرئيس الذي يسطر صفحات الأردن بحروف من نور.. ومداد من ذهب.. وابدأ رحلة التغيير التي ينتظرها الشعب بشغف وأمل.. ليبقى الأردن واحة للأمان والازدهار.. كما أراده الهاشميون.. وكما يستحقه الأردنيون..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :