facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن: التاريخ والمكانة


د. تمارا زريقات
07-01-2025 04:22 PM

في خضم الأحداث الإقليمية تزداد في الاونة الأخيرة جدالات وحوارات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي من شأنها أن تخرف البوصلة عن مسارها الحقيقي وتشوه الواقع وتتجاهل القضايا الحساسة التي يتعامل معها الأردن يوميّاً، وهذه الجدالات لا يجوز قبولها تحت اي مسوغ؛ لأنها تختزل تاريخ كبير بنقاشات سطحية متجاوزة العمق الحقيقي والتاريخ العظيم الحافل لوطن عمره اكثر من مئة عام، فالأردن بجغرافبته الملاصقة للأزمات الإقليمية تمكن من الحفاظ على توازنه الداخلي رغم كل التحديات الكبيرة والتي تتجاوز حوارا او جدالاً حول مواضيع تقف حائرة أمام تاريخ هذ الوطن الحافل والمليء بالإنجازات الكبرى التي رسخت مكانتها على الساحة الإقليمية والدولية، بالرغم من التحديات الجسام التي شهدها تاريخه، إلا انه تجاوزها بحنكة ووعي قيادته وبشجاعة أبناء جيشه الباسل.

منذ التأسيس عام 1921، قامت القيادة الهاشمية بتوجيه دفة البلاد بحنكة ودراية، وبقيت ثابتة في وجه التحديات التي مرت بها المنطقة لما تتسم به القيادة الهاشمية من حرص على الأمن القومي الأردني أولاً، وعلى تعزيز الاستقرار الإقليمي ثانيًا، كما كان لها دور كبير في تعزيز السلام بين الشعوب.

فالملك عبد الله الأول، مؤسس المملكة، كان من أبرز القادة الذين وضعوا لبنات الوحدة العربية والحفاظ على استقرار المنطقة ولم يقتصر دوره على القيادة الداخلية، بل لعب دورًا هامًا في السياسة الإقليمية والدولية جعل منه رمزًا للكرامة العربية والوطنية؛ وقد ورث أبناء الملك عبد الله الأول هذا الإرث العظيم من الحكمة والشجاعة والتفاني في خدمة وطنه وقضايا الأمة؛ رغم التحديات الكبرى التي فرضها الوضع الإقليمي؛ بدءا من الملك طلال رحمه الله ، ثم المغفور له جلالة الملك الحسين الباني طيب الله ثراه، ثم الملك المعزز جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.

ويواصل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله المسيرة في الحفاظ على هذا الخط الثابت من الحكمة والموازنة بين مصالح الأردن ومصالح المنطقة، من خلال تعزيز مواقف الأردن الثابتة في محاربة الإرهاب، ودعم قضايا السلام؛ فمنذ تولي جلالته حفظه الله ورعاه العرش في عام 1999، اتسمت سياساته بالمرونة والواقعية والموازنة بين الإصلاحات الداخلية وتحقيق الاستقرار، في وقت شهدت فيه المنطقة تغيرات جذرية من خلال صراعات إقليمية وأزمات متلاحقة، وعلى الصعيد الدولي، أظهر جلالة الملك عبد الله الثاني براعته الدبلوماسية في تعزيز مكانة الأردن على الساحة العالمية، كما عمل على تعميق الروابط مع الدول العربية ودول الجوار، مؤكدًا على دور الأردن كطرف محوري في قضايا المنطقة، وفي خطاباته، يعبر جلالة الملك عن رؤية عميقة لضرورة تعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب، وتكريس قيم العدالة وحقوق الإنسان، ما جعله صوتًا معتدلًا ورمزًا للسلام في عالم مليء بالتوترات.

ولا يمكن لأي حديث عن الأردن أن يكتمل دون الإشارة إلى جيشنا الأردني الباسل الذي كان ولا يزال أحد أبرز أعمدة استقرار الدولة منذ التأسيس، فقد كانت ولا زالت القوات المسلحة الأردنية تمثل رمزًا للفخر الوطني والقوة العسكرية المستمدة من عراقة التدريب وروح الانضباط والولاء للوطن والقيادة.

أثبت الجيش الأردني قدراته القتالية العالية في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية، كما لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الأراضي الفلسطينية وحماية الأماكن المقدسة، وفي هذا السياق يأتي الحديث عن معركة الكرامة، التي وقعت في 21 مارس 1968، واحدة من أبرز انتصارات جيشنا الأردني، والتي تصدى فيها جيشنا للهجوم الإسرائيلي ببسالة في منطقة الكرامة؛ إلى جانب المعارك البطولية الأخرى مثل اللطرون وباب الواد كما قدم الجيش الأردني العديد من الشهداء دفاعًا عن قضايا الأمة.

ولعب الجيش الأردني دورًا محوريًا في التعامل مع القضايا الدولية كتلك المتعلقة باللاجئين، وكان دائمًا في طليعة الجهود الإنسانية التي تهدف إلى تقديم المساعدة وحماية حقوق اللاجئين، منذ نشوء الأزمات الإقليمية المتتالية، من تأمين للحدود، وتقديم الإغاثة العاجلة للملايين من اللاجئين الذين عبروا إلى الأراضي الأردنية هروبًا من الحروب والاضطهاد، بالإضافة إلى دوره في حفظ الأمن الداخلي، قدم الجيش الأردني دعمًا كبيرًا للمجتمعات المحلية التي احتضنت اللاجئين، سواء من خلال بناء المخيمات، أو توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ناهيك عن حضور البارز في العمليات الإنسانية الدولية، والمشاركة في تنفيذ مشاريع إغاثية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مؤكدًا بذلك التزام المملكة العميق بقيم الإنسانية والعدالة. هذه المشاركة في دعم اللاجئين ليست مجرد واجب إنساني، بل هي جزء من الدور الإقليمي الذي يؤديه الجيش الأردني في استقرار المنطقة وحفظ السلام.

يمارس الجيش الأردني أداء دوره بكفاءة عالية، لا سيما حفظ الأمن الداخلي ومكافحة التطرف والإرهاب، والتصدي لحرب الكبتاجون والمخدرات وغيرها من التحديات الإقليمية.

تاريخ الأردن مشرف ومليء بالإنجازات التي لا يمكن إنكارها وينبغي علينا أن نفخر بما أنجزه الأردن وأن نرفض بشكل قاطع أي محاولة لتشويه صورته أو التقليل من مكانته في العالم وان نتجاوز كل النقاشات السطحية غير المجدية والتي لا تغني ولا تسمن من جوع، لأنها تتجاهل عمق التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يميز المملكة؛ فالأردن بلد ذو تاريخ طويل، أسس لنفسه دورًا محوريًا في المنطقة بفضل قيادته الحكيمة وجيشه الباسل؛ والتقليل من شأن هذا الدور أو التهوين من التحديات التي يواجهها الأردن، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، هو أمر يفتقر إلى الفهم العميق للسياقات التاريخية والجيوسياسية، وما هذه إلا نقاشات تقتصر على الانطباعات السطحية أو التعميمات المغلوطة لا تخدم مصالح الأردن ولا تساهم في تحقيق الأهداف التنموية أو تعزيز الاستقرار الإقليمي.

بدلًا من ذلك، يجب أن يركز الحوار على تقديم رؤى مبنية على التحليل الواقعي والمعلومات الدقيقة، التي تأخذ في الاعتبار التحديات والإنجازات التي حققها هذا البلد العظيم طوال سنواته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :