facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن بحلة الخط الأحمر !


د. حازم قشوع
07-01-2025 09:37 AM

برسالة تحمل ما تحمل من الدلالات فى العنوان والمضمون، ترأس رئيس هيئة الأركان المشتركة يوسف الحنيطي الوفد الأردني لتركيا ومدير المخابرات أحمد حسني ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي، وذلك للوقوف على حيثيات المشهد السوري كما تناولته تقارير دولية، وهو المشهد الذي أصبح يدار من انقرة ببيان تنسيق مع البيت الابيض وتل ابيب وفق جملة توافق صادرة عن موسكو وطهران، وهذا ما جعل طبيعية المشهد السوري متأرجح بين اسقاطات النفوذ وأمال الوحدة بعد تواتر الأحداث في المشهد السوري الذي مازال مهددا بالتقسيم على الرغم من محاولات بريطانيا من التأكيد على أهمية احترام الجغرافيا السياسية للأوطان التي صنعتها مع فرنسا منذ بيان سايكس وبيكو بعيد الحرب العالمية الكبرى.

الوفد الاردني الذي تقدمه الجيش بعنوان الخط الأحمر، ارسل رسالة تحمل ثلاثة خطوط رئيسية تقف فى المقام الأول على حفظ الحدود الأردنية، والثانية على المحافظة على الأمن بالجنوب السوري، والثالثة على ردع بيان حضور "داعش والقاعدة" فى المشهد العام، والتي قد تعود من جديد مع محاولات فرض الحلول العسكرية فى المنطقة والتي قد تستشري نتيجة احتدام حالة الترسيم في داخل الجغرافيا السورية، وذلك إثر اشتعال مناطق النفوذ من قبل تركيا واسرائيل وامريكا وروسيا، إضافة لمحاولة تصدير الازمة الاقليمية من الساحة السورية للأردن والعمق العربي، والذي تحرص على بيانه عمان والقاهرة من أجل الحفاظ على الأمن القومي العربي في المنطقة.

وهو المعطى الذي يستوجب على الجميع عدم تجاوزه عند بيان الجملة الأمنية بالمنطقة، أو عند الوقوف على بيان محدداتها السياسية وفواصلها البينية على الصعيد الجيوسياسي كما على مستوى العلاقات البينية، فإن التوافقات التي يجري ترسيمها بين الأطراف المتداخلة ستبقى مدار ريبة طالما لم تشارك في صياغتها الأطراف الأهلية التى تشكل جملة محتواها المجتمعات العربية، وهذا ما يجب على الجميع إدراكها فالمجتمعات العربية لن تبقى تدور في دور حاضنة للاسقاطات الإقليمية وتبقى تعمل أنظمتها في دائرة التخفيف من واقع الضرر باسقاطاته التدميرية التي مازالت تعصف بمعظم أقطار المنطقة وتهدد أمنها وتضعف من مناخات استقرارها، فإن معول الهدم يجب أن يتوقف حتى تستطيع مجتمعات المنطقة من العيش بأمن وأمان.

إن الأردن وهو يرسل رسالة دبلوماسية بحلة عسكرية، إنما أراد ليؤكد عبرها على ثابت مواقفه إزاء حفظ أمن واستقرار المنطقة ورفض الحلول العسكرية ووقف سياسة التصعيد التي لا تخدم احدا حتى مطلقيها، وهو الأردن الذي يريد أن تتوقف سياسة التمدد وسياسات الغلو عبر بناء علاقات مشتركة تسمح بولادة مناخات سلمية وتقود الجميع للاستثمار بالأعمار بدلا من الاستثمار بالهدم، وهو الأردن الذي مازال ينادي وسيبقى يحث الجميع على ضرورة احترام القانون الدولي والكف عن دواعي التصعيد مهما كان لبسها، وهو الأردن الذي يريد أن تنعم مجتمعات المنطقة بالامن والامان بواقع جلاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية من باب عودة الجميع لطاولة المفاوضات، وهو الأردن الذي يقرأ بحالة التبدل السياسي بعمق وأراد أن يقول في جملة بيان مشكلة بينتها طبيعة الوفد الأردني في زيارته لأنقرة والتي حملت عنوان الأردن بحلة الخط الاحمر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :