التعليم والصحة: طريق النهوض يبدأ بالتغيير الجذري
د. هاني الضمور
07-01-2025 08:12 AM
لا يمكن أن تحقق أي حكومة النجاح الحقيقي دون وضع التعليم والصحة في صدارة أولوياتها. هذان القطاعان هما أساس بناء الإنسان، وبناء الإنسان هو الطريق الوحيد لبناء الوطن. التعليم يفتح الأبواب أمام الإبداع والتطور، بينما الصحة تضمن استمرارية العطاء والإنتاج. لكن الواقع الحالي في كثير من الدول يكشف عن خلل عميق في إدارات هذه القطاعات، وهو ما يعيق تحقيق التقدم المنشود.
الحكومات التي تسعى للنهضة تحتاج إلى قادة وطنيين يحملون رؤية واضحة وشجاعة لإحداث تغييرات جوهرية. الاستثمار في التعليم لا يعني فقط بناء مدارس وجامعات، بل يتطلب تطوير المناهج، وتأهيل الكوادر، وربط مخرجات التعليم بسوق العمل. بالمثل، النهوض بالقطاع الصحي لا يقتصر على بناء المستشفيات، بل يشمل تحسين جودة الخدمات، وتوفير الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين.
التغيير الجذري يبدأ بإصلاح منظومة القيادة. القيادات التقليدية التي تعجز عن مواكبة متطلبات العصر لا يمكنها قيادة التغيير. نحتاج إلى شخصيات وطنية تمتلك الخبرة والإرادة لتحقيق إصلاحات حقيقية في التعليم والصحة. هذه الإصلاحات ليست رفاهية، بل هي ضرورة للبقاء والتقدم في عالم سريع التحول.
التجارب الناجحة حول العالم تُثبت أن الدول التي وضعت الإنسان في قلب خططها التنموية استطاعت تحقيق قفزات هائلة في فترة زمنية قصيرة. كوريا الجنوبية وسنغافورة هما خير مثال على ذلك، حيث ركزت حكوماتهما على التعليم والصحة كركيزتين أساسيتين، ورافقت ذلك تغييرات جوهرية في هيكلة القيادات المسؤولة.
إن النهوض بالدولة يبدأ من هنا: التعليم والصحة أولًا، لكن بأيدٍ جديدة وقيادات مؤهلة تؤمن بأن التغيير هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل. عندما تُصبح هذه الأولويات واقعًا ملموسًا، يمكننا القول بثقة إننا نسير على الطريق الصحيح للنهوض والازدهار.