facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدلالات الاستراتيجية لزيارة الصفدي إلى تركيا


محمد الحمادات
06-01-2025 09:36 PM

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية، قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة إلى تركيا برفقة قائد الجيش اللواء يوسف الحنيطي ومدير المخابرات العامة أحمد حسني حاتوقاي، في رسالة واضحة تعكس رؤية الأردن وإصراره على حماية مصالحه الأمنية في ظل ظروف أمنية معقدة وملفات متشابكة.

الزيارة التي جاءت في توقيت دقيق وفي اتجاه محدد يعكس أهمية التنسيق المشترك بين عمان وأنقرة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الأمنية على الحدود الشمالية والشرقية للأردن، فضلاً عن التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة.

تأتي الزيارة على خلفية تطورات الوضع في سورية ومع ظروف أمنية حساسة تواجهها المملكة ، حيث تتفاقم على الحدود الشمالية والشرقية تحديات مرتبطة باستئناف نشاط مليشيات تهريب المخدرات والأسلحة.

إلى جانب ذلك، يظل خطر عودة تنظيم “داعش” إلى الواجهة هاجسًا رئيسيًا، وقد عبر عن ذلك صراحةً وزير الخارجية الأردني في المؤتمر الصحفي المشترك على إثر الزيارة، فالتنظيم الإرهابي، الذي يسعى لإعادة بناء قوته وتمدده في الفراغات الأمنية الإقليمية، يشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا للأردن.

على هامش الزيارة، أطلق وزير الخارجية الأردني تصريحات تعكس الثوابت الأردنية تجاه الأزمة السورية، مؤكدًا دعم المملكة لوحدة الأراضي السورية واستقرارها وأمنها.
الصفدي الذي أشار إلى أن الدعم الأردني لسورية ليس شعارًا بل موقف عملي، يتجسد اليوم مع استمرار قوافل المساعدات الأردنية إلى الشعب السوري، في تأكيد واضح لدور عمان المستمر كداعم للشعوب العربية واستقرارها.

ومن يتتبع تفاصيل التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الأردني في أنقرة يجد في هذه التصريحات تعبيرًا عن قدرة الدبلوماسية الأردنية على المواءمة بين المصالح الأمنية والدعم الإنساني، وهو أمر يعزز مكانة الأردن كلاعب محوري في إعادة إعمار سورية.

الجبهات الأردنية، سواء الشمالية مع سوريا أو الشرقية مع العراق، تبدو أمام تهديدات مستمرة تتطلب استعدادات دفاعية ودبلوماسية متقدمة وهو ما ظهر جليًا في طبيعة تشكيل الوفد الأردني الذي غلب عليه الطابع الأمني، فالمسألة الأمنية هي الموضوع الملّح وهذا ما شكله الظرف الموضوعي الداهم .

هذا الواقع الأمني يفرض على الأردنيين إدراكًا ووعيًا يتناسب مع طبيعة التحديات القادمة ودعمًا شعبيًا وثقة بالمؤسسات الرسمية، فالسياسة الخارجية الأردنية، التي تبنت دائمًا الواقعية والاتزان، أثبتت أنها لا تخاطر بمصلحة الأردن العليا، ولا تُقامر في الشعوب والأرض.

تشكل هذه الزيارة خطوة ذكية في توقيت حساس، وتوضح أولوية المصالح الأمنية للأردن فوق كل اعتبار، ولا شك في أن التنسيق مع تركيا، الدولة ذات النفوذ الكبير في الملف السوري يعزز من قدرة الأردن على مواجهة التحديات الراهنة بشكل فعّال.

الأردن، الذي طالما مثل نموذجًا للاستقرار والدعم الإنساني في المنطقة، يدرك حجم التحديات أمامه، لكنه يثبت مجددًا أنه قادر على مواجهة التحديات بكفاءة وتنسيق محكم، معتمدًا على استراتيجية تجمع بين القوة الدبلوماسية والاستعداد الأمني، وهو ما يجعل أمن الوطن وأمان شعبه في صدارة الأولويات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :