facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شرق أوسط جديد


حسين بني هاني
06-01-2025 08:35 PM

يبدو أنه قيد التشكّل ، ولكنني لا اظن انه سيأتي تماما وفق أمنيات إسرائيل وحدها، في وقت تشهد فيه المنطقة ، سيولة سياسية كبيرة ومفاجئة، تحمل في طياتها مؤشرات ينقصها الكثير من اليقين ، في ظل غياب شديد للرؤية، وتزاحم أطراف عديدة متداخلة ومتصارعة ، يضيق صدر نتنياهو في بعضها ذرعاً ، وهو الذي بشّر على هامش حرب غزة بولادته ، وفق الرغبات الاسرائيلية ، متوّجة هذه المرّة ، بخروج طهران جريحة من دمشق.

المنطقة كما يراها نتنياهو ، ليست اكثر من صورة ذهنية تداعب خياله السياسي ، ولكنه خيال يعتمد فيه على الساكن الجديد للبيت الأبيض ، في وقت تشهد فيه المنطقة تفاعلات سياسية وأمنية عميقة ، تتصدرها أحداث دمشق الاخيرة ،والتي اخذت ترى فيها إسرائيل عائقاً، يحول دون ترتيب اجندتها ، وتحقيق رؤيتها وطموحاتها الشرق أوسطية ، في ظل تهافت وفود الغرب والشرق غير المنقطعة على سوريا ،لإرساء أسس مرحلة جديدة في المنطقة ، باعتبار دمشق واسطة العقد السياسي فيها بعد رحيل الأسد.

تعرف تل أبيب ، ان هدف واشنطن السياسي في المنطقة، هو حمايتها وضمان تفوقها والإصرار على خروجها منتصرة في كل حروبها، ولكن أكثر ما يغضبها من واشنطن ، هو تلك السلاسل المتصلة من المصالح التي تربطها بالإقليم ، خاصة الدول القوية فيه، والتي يصعب عليها فصلها عن منظومة أهدافها ، وهو الأمر الذي تعتبره إسرائيل الخاصرة الضعيفة في علاقتها مع واشنطن.

يغيض تل أبيب مثلا ،أن تقبل واشنطن شرط الرياض ، المتعلق بالقضية الفلسطينية لأقامة علاقة سياسية معها ، بل تعتبر ذلك قصوراً امريكياً ، في قراءة المشهد السياسي العام في المنطقة ، إذا ارادت واشنطن أن تساعد إسرائيل فعلاً ، في بناء شرق أوسط جديد ، وفق قياساتها السياسية ، في المقابل ترى واشنطن أن الضعف الذي منيت به طهران اليوم ، لم يعد يسعفها في توظيف الخطر الايراني ،واستخدامه كفزاعة لتقريب الرياض من تل أبيب ، بعد الحركة التصحيحية في دمشق . كما أن تل أبيب ليست سعيدة ابدا ،وهي ترى واشنطن تغضّ الطرف ،عن الدور الذي تلعبه الفصائل المسلّحة الموالية لايران في العراق ، باعتبار أن بغداد هي آخر القلاع السياسية العربية في المنطقة ، التي تتطلع لبناء علاقات معها بعد الرياض ، لتشكيل ملامح الشرق الأوسط الجديد ، وفق رؤيتها التي تسعى إليها.

أكثر ما يقلق إسرائيل اليوم ، بعد أن تنهي حربها في غزة ولبنان ، هو أن تدرك ادارة واشنطن الجديدة ، حجم فجوة المصالح الناشئة بعد قصة دمشق ، التي تفصل بينها وبين نظرة تل أبيب ، لبناء الشرق الأوسط الجديد ، واختلاف الأولويات ،خاصة بعد أن أصبحت تركيا اردوغان ، احد أبرز اللاعبين فيها، في ظل ما قيل ان الأخير يحظى بمنسوب ثقة عالية لدى الرئيس ترامب ، وهو الأمر الذي ربما لن يساعد نتنياهو في تنفيذ رؤيته المستقبلية للشرق الأوسط.

معظم مراكز الدراسات الامريكية ،ومنذ سنين طويلة ، توصي البيت الأبيض ، بضرورة بناء شراكات استراتيجية تحقق التوازن في الشرق الأوسط ، إذا أرادت واشنطن أن تستقر المنطقة ردحاً طويلا من الزمن . ربما يكون ترامب القائد العاشق للصفقات ، هو الذي سيتصدى لهذا العمل مع القوى الإقليمية كلها ، خلافاً لما يتمناه نتنياهو ويخطط له ، لإرساء ميزان قوى جديد ، تحتل فيه أنقرة والرياض ومعهما تل أبيب مجتمعين ، صدارة القيادة ، لكي يتفرّغ هو للصين ، بل وللصين فقط بعد ان اصبحت وفق رأيه اليوم ، بيضة قبّان العلاقات الأمريكية مع العالم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :