facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شاشة بلا جمهور .. وأثير بلا روح .. أين قائد الأوركسترا؟!


محمود الدباس - ابو الليث
06-01-2025 03:21 PM

* شاشة لا تُشاهَد.. وأثير لا يُسمع.. ومواقع وصفحات لا تُقرأ

"هو في حدا بعده بيسمع الإذاعة الأردنية.. وبيشاهد التلفزيون الأردني؟!".. ما أصعبه وما أقساه من رد.. حين تقول لأحدهم.. إنك شاهدت أمراً على شاشة التلفزيون الأردني.. أو سمعت خبراً.. أو حتى برنامجاً على أثير الإذاعة الأردنية.. تلك المؤسسة التي كانت يوماً رمزاً للفخر والريادة الإعلامية في العالم العربي.. أصبحت اليوم تعاني من الغياب عن وجدان المواطن الأردني.. بل وحتى عن منافسة المؤسسات الإعلامية الناشئة محلياً..

الإذاعة الأردنية التي انطلق بثها عام 1948 من رام الله.. قبل أن تتأسس محطة عمان في جبل الحسين عام 1956.. ثم يُفتتح مبناها في أم الحيران عام 1959 على يد الملك الحسين بن طلال.. طيب الله ثراه.. والتلفزيون الأردني الذي بدأ بثه في عام 1968.. شكّلا يوماً منارة للإعلام في المنطقة.. حيث تخرّج من بين جنباتهما العديد من أعلام الإعلاميين والفنانين الأردنيين والعرب.. والذين نشروا الثقافة والإبداع.. وصاغوا الوعي العام بمهنية وإتقان.. أما اليوم.. فإننا نرى هذه المؤسسات متأخرة عن ركب الإعلام.. عاجزة عن ملاحقة التطور المتسارع.. الذي يشهده العالم.. وهو ما يثير الألم في النفوس..

حين نقرأ تقارير ديوان المحاسبة.. ونرى ملاحظات تتعلق بشبهات فساد.. ولست بمن يصدر الأحكام عليها بالفساد.. والذي ينخر في أروقة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.. من دفع أموال لخدمات متوقفة منذ سنين بعيدة.. أو مكافآت تُصرف بطرق غير نظامية.. أو زيادة مرتفعة على رواتب دون مبرر واضح.. أو وجود مئات الموظفين الذين لا يعلم أحد ماذا يعملون.. او انهم حتى يداومون في المؤسسة أم لا؟!.. وفي الوقت ذاته.. تئن المؤسسة من قلة الموارد للتطوير والإنتاج..

فإننا هنا ندرك ونتيقن بأن المشكلة ليست مجرد ضعف في الأداء الإعلامي.. بل أزمة عميقة جداً في الإدارة والرؤية..

في ظل هذا التراجع.. نجد أن غياب التناغم.. وفقدان المايسترو الذي يوحد الجهود الإعلامية.. هو أحد أكبر التحديات التي تواجه الإعلام الأردني.. الأزمة ليست فقط في الموارد.. أو القدرات الفنية.. بل في غياب قيادة إعلامية.. تجمع بين المهنية والشفافية.. والقدرة على توحيد الرسائل الإعلامية.. في ظل أزمات تلف المنطقة.. لا يمكن للإعلام الرسمي أن يكون مجرد انعكاس لما ترغب الحكومة في قوله.. بل يجب أن يكون مرآةً حقيقية.. تعكس هموم الناس.. وتواجه الشائعات التي تهدد استقرار المجتمع..

عندما يشعر المواطن بأن ما يُبث عبر الإعلام الرسمي.. لا يعكس الحقيقة الكاملة.. يلجأ إلى مواقع وصفحات غير موثوقة لسماع الأخبار.. وحينها يجد المغرضون منفذاً كبيراً لبث سمومهم.. عبر أخبار ملفقة.. لكنها مدعومة بجرعات من الحقيقة.. لإيهام الناس بمصداقيتها.. فإذا ما استمرت المؤسسات الرسمية على هذا النهج التقليدي.. والبعيد عن الشفافية والمبادرة.. فإنها ستخسر معركة الثقة تماماً..

وهنا أنا على يقين.. بأن النهوض بالإعلام الأردني ليس مستحيلاً.. لكن ذلك يتطلب رؤية شاملة.. تتجاوز الحلول المؤقتة.. هناك حاجة ماسة إلى إنشاء مجلس مستقل.. يضم خبراء من الإعلام.. والسياسة.. والاقتصاد.. تكون مهمته.. وضع استراتيجية إعلامية.. وطنية.. تعيد ترتيب الأولويات.. مع التركيز على تعزيز المحتوى.. الذي يتسم بالمصداقية والجرأة.. كما يجب استقطاب العقول الشابة.. واستثمار الطاقات الإبداعية.. التي يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في المشهد الإعلامي.. وعلينا ان نعي تماما.. ان بعض الحالات المرضية.. تستدعي تغييراً لمعظم دم المريض.. لا الإكتفاء بإعطائه مزيداً من الدم.. حتى لو كان جديداً..

كما أن الدول التي نجحت في تطوير إعلامها الرسمي.. تقدم دروساً قيّمة لنا.. يمكن أن نستلهم من تجارب بعض الدول.. التي استطاعت تحويل إعلامها الرسمي إلى منصات جذب.. عبر تقديم محتوى شفاف ومتوازن.. يشرك الجمهور في الحوار.. ويكسر الحواجز بين المواطن.. والمؤسسة.. هذه التجارب.. تثبت أن الإعلام الرسمي.. يمكن أن يستعيد مكانته.. إذا ما أدارته عقول تمتلك الخبرة.. والإبداع.. والوعي بأهمية بناء جسور الثقة مع الجمهور..

إن الإعلام الأردني اليوم.. بحاجة إلى أن يفتح أبوابه للنقد البنّاء.. وأن يعترف بأخطائه.. ليبدأ رحلة التصحيح.. الكرة الآن في ملعب المسؤولين اصحاب القرار..

والمواطن الأردني لا يزال ينتظر من إعلامه أن يرتقي إلى مستوى تطلعاته.. وأن يكون الدرع الذي يحميه من الشائعات.. ويواجه التحديات بشجاعة وشفافية..

الأردن اليوم بحاجة إلى إعلام.. يعكس طموح أبنائه.. ويدافع عن مصالحه.. لا إلى مؤسسات تتخبط في إدارتها.. وتزيد من فقدان ثقة المواطن بها..

اكررها.. الكرة في ملعبكم.. والأردنيون ينتظرون رؤية إعلام يعيد لهم صوتهم.. ويواجه التحديات بشجاعةٍ وشفافية..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :