تُبرز الجولات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان إلى المراكز الشبابية والأندية الرياضية في مختلف المحافظات، التزام الحكومة الحازم بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، والتي تركز على تمكين الأجيال الصاعدة وفتح الآفاق أمام أفكارهم وإبداعاتهم. هذه الزيارات ليست مجرد زيارات تقليدية، بل خطوات استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور الطاقات الشابة في نهضة الوطن، وتهيئة بيئة خصبة تُمكنهم من التطور والابتكار.

وانطلاقًا من الرؤية الملكية التي تؤمن بأن الشباب هم حجر الأساس لمستقبل مشرق، تأتي هذه التحركات كدليل على جدية الحكومة في تحويل هذه الرؤية إلى أفعال ملموسة. فقد تميز حضور رئيس الوزراء بمتابعة ميدانية دقيقة، واستماعه المباشر لتطلعات الشباب ومشكلاتهم، ما يبين حرصه على الوقوف على التحديات التي تواجه هذه المنشآت، والبحث عن حلول مبتكرة لها.

في ظل هذه الزيارات التي جاءت في وقت حساس، تتجه الحكومة نحو إصلاحات هيكلية في القطاع الشبابي، تشمل تطوير البنية الأساسية للمرافق المخصصة للشباب، وتعزيز دورها في بناء مجتمع منتج وفعّال. كما تهدف إلى ربط الشباب بالمجتمع من خلال برامج تُركز على صقل المهارات وتعزيز روح الإبداع.

المشهد الراهن للمراكز الشبابية يكشف عن إمكانيات هائلة لكنها تعاني من عقبات متراكمة. فقد تعرضت هذه المنشآت خلال الأعوام الأربعة الماضية لحالة من الركود، ما أدى إلى تراجع جودتها وغياب عمليات الصيانة الضرورية. بدلًا من أن تكون منصات محفزة للإبداع، أصبحت في كثير من الأحيان مرافق تفتقر إلى الموارد الأساسية، وتحتاج إلى تدخل عاجل لإعادتها إلى دورها الحيوي.

ومن خلال تجربتي العملية في الميدان والعمل مع الشباب فإن العديد من الشباب والمؤسسات الناشطة في هذا القطاع يرون أن هذه الزيارات تمثل فرصة طال انتظارها لإحداث تغيير ملموس. يرون فيها بداية فعلية لإعادة النظر في سياسات التعامل مع قضاياهم، وتحقيق تطلعاتهم نحو بيئة تحتضن إبداعاتهم. ومع التزام الحكومة الواضح بقيادة الدكتور جعفر حسان ومعالي المهندس يزن شديفات، فإن التوقعات ترتفع بأن تكون هذه الخطوات أكثر من مجرد وعود، بل محركًا لإصلاحات جذرية.

معالي المهندس يزن شديفات قدم نموذجًا في العمل الاستباقي لتطوير القطاع الشبابي. فقد عمل على تعزيز الشراكات مع القطاعات المختلفة لتحديث المنشآت وإطلاق مبادرات تدريبية تواكب متطلبات العصر. جهوده تستحق الإشادة، خاصة في مجال تصميم برامج نوعية تُلبي احتياجات الشباب وتساعدهم على الاندماج الفاعل في المجتمع.

تظل هذه الجولات مؤشرًا قويًا على أن الحكومة دخلت مرحلة جديدة في تعاملها مع قضايا الأجيال القادمة، باعتبارهم القوة الدافعة للتنمية الشاملة. وفق الرؤية الملكية السامية، فإن تمكين الشباب ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية تضمن بناء مستقبل يليق بتطلعات الوطن والمواطن.