رماد بركاني قديم على المريخ يفتح آفاقا في البحث عن حياة فضائية
06-01-2025 10:24 AM
عمون - كشفت دراسة حديثة أن الحطام الناتج عن الانفجارات البركانية القديمة على سطح المريخ قد يقدم أدلة مهمة في البحث عن علامات الحياة الفضائية.
تشير الدراسة إلى أن الصخور المكتشفة حديثًا في موقع هبوط مهمة المريخ المستقبلية المقرر إطلاقها عام 2028، قد تكون تشكلت من رماد بركاني تم قذفه إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر منذ ملايين السنين. يُعتقد أن هذا الرماد انتقل لمسافات بعيدة عبر الغلاف الجوي قبل أن يترسب على السطح، مكوّنًا طبقات صخرية يمكن دراستها اليوم.
وفقًا لما أوضحته إيما هاريس، طالبة الدكتوراه في التاريخ الجيولوجي للمريخ بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، فإن عدم وجود براكين معروفة في المنطقة يشير إلى أن الرماد قد يكون مصدره براكين متفجرة على بعد مئات أو آلاف الكيلومترات. وأضافت: "من المحتمل أن الرماد البركاني أُطلق عاليًا في الغلاف الجوي وسافر لمسافات هائلة قبل أن يستقر في هذا الموقع".
ويفترض الباحثون أن الرماد البركاني قد اختلط بالمياه الجوفية في المناطق المنخفضة داخل الفوهات الصدمية، مما ساعد على تكوين وحفظ صخور غنية بالمعادن. هذه الصخور قد تحتوي على علامات بيولوجية محتملة، إلا أن الآليات الدقيقة لتشكّلها لا تزال غير واضحة تمامًا.
باستخدام بيانات من "مستكشف المريخ المداري" التابع لناسا، قام فريق الدراسة برسم خريطة لمنطقة تبلغ مساحتها 50,000 كيلومتر مربع. وأظهرت النتائج أن الصخور الداكنة، التي ربما غطت الموقع بالكامل في الماضي، تراجعت بشكل كبير، وبقيت الآن في مناطق محدودة داخل الفوهات.
وأوضحت هاريس أن المياه الجوفية التي ارتفعت من قشرة المريخ ربما ملأت قيعان الفوهات. وعندما تراكم الرماد البركاني على هذه المناطق المليئة بالماء، أصبح أكثر لزوجة وثباتًا، ما ساهم في حفظه مقارنة بالرماد الذي سقط على الصخور الجافة المحيطة.
"وكالات"
يأمل العلماء أن تسهم مهمة مركبة ExoMars Rosalind Franklin المقرر إطلاقها عام 2028 في تقديم مزيد من الفهم حول هذا الموقع، المعروف باسم "Oxia Planum". ورغم أن المركبة لن تتمكن من القيادة على الصخور الداكنة نظرًا لطبيعتها الوعرة، فإنها قد تصل إلى الصخور الغنية بالمعادن المحيطة لدراستها بشكل أعمق.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Geophysical Research.