الحياة في حقيقتها هي مجرد رحلة نحو حفرة لا بد منها. هي رحلة قد تطول وقد تقصر لكن نهايتها السقوط أو الإسقاط في حفرة لا ونيس فيها سوى رحمة الله إن نحن فزنا بها خلال تلك الرحلة
منا من يؤمن بهذا فيسعى ما استطاع خلال رحلة العمر إلى مرضاة الله سبحانه، ومنا من هو غافل حتى عن ذكر الله تبارك وتعالى، ظانا أن الناس كل الناس يموتون، أما هو فلا.
عجائب قدرة الله ظاهرة للكيان في خلق هذا الكون الذي تحكمه قوانين وأنظمة محكمة لا تتبدل ولا تتزعزع، ولعل أهمها وأقربها إلى العقول هي ما إتصل بخلق الإنسان نفسه مصداقا لقوله تعالى، وفي أنفسكم أفلا تبصرون.
ومنها كذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر، خلق الهواء الذي نحس به ولا نراه ولا حياة بدونه. ولنا أن نتصور الحال لو كنا نرى الهواء مثلا ، فهل بمقدورنا أن نبصر عندها. وهل بمقدور بشر خلق هواء مثلا .
لست واعظا ولا متعمقا في أمور الكون. لكنني أرى عجائب قدرة الله في سائر مخلوقاته.
من عرف الله واطاعه وإتقاه فاز دنيا وآخرة ، ومن غفل عن معرفة الحق جل جلاله، خسر دنيا وآخرة ، وكانت نهاية رحلته خسرانا مبينا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. هو سبحانه من أمام قصدي.