facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفوتوشوب .. عندما لا يرضي الواقع خيالنا


رنا حداد
05-01-2025 12:14 AM

على حين غرة، وجدت نفسي ضمن مجموعة تحت عنوان «فوتوشوب للمحترفين»، على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، صفحة يوجه من خلالها الناس الطلبات إلى مصممي الفوتوشوب المحترفين لتعديل وتغيير صورهم المرسلة على صفحة المجموعة وفق طلباتهم.

تعمقت في الطلبات المذيلة مع الصورة لأجد انها تراوحت بين طلب تعديلات بسيطة، مثل إزالة بعض عيوب الجسم والبشرة ومكان التقاط الصورة، وايضا إزالة أشخاص، إلى طلبات أصعب، بل تغييرات جذرية ليصبح هؤلاء في أماكن لم يزوروها، أو مع شخصيات لم يلتقوا بها حقيقة، بالمختصر أشياء لم تحدث أبداً، ولكن على ما يبدو، هي أماني وأحلام لابد وان الفوتوشوب قادر على تحقيقها.

ثقافة الصورة، التي أصبحت مع كثرة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وسيلة للتعبير عن الذات، اججت سؤالا : لماذا نحتاج ان نبدو أجمل وأغنى، وفي أماكن غير أماكننا ، ووووو ؟

وفيما يقوم الفوتوشوب بتقديم الفرص وتلبية الطلبات الجمالية والمثالية، يأتي الجواب ببساطة أن هذه الحاجة بشرية أساسية، يحتاج البشر إلى إقرار من الآخرين واشارات إيجابية منهم ليتعزز لديهم الشعور بالقيمة الذاتية، اليوم هذا التعزيز يترجم من زيادة عدد «اللايكات» و التعليقات.

ضغط نمارسه على أنفسنا لنلحق بمعايير الجمال «الافتراضي» والرقمي ، لنقنع الآخرين بأننا مثاليون نعيش حياة مثالية.

نرغب ان نبدو أجمل في العصر الرقمي، حيث لا يهم الآخرين الا كيف نبدو في هويتنا الرقمية ليس أكثر.

في السابق كان المطلوب لتكون الصورة حلوة أو جميلة فقط أن تضحك، اليوم هناك نحت وفلتر وتغيير حتى تزيد فرص الحصول على مزيد من التفاعلات.

على المدى القصير نرضى، إلا أننا نغفل عن ضرورة مهمة هي التوازن بين الواقع والصورة.

لست ضد «الفوتوشوب» بالمطلق، ومن باب الانصاف القول بأن هناك ترميما لصور قديمة او باهتة يطلب من هذه التقنية، لكن الخطر الحقيقي هو الانجراف باستخدام هذه الادوات المعدلة لاخفاء وطمس هويتنا بتعديل خارجي !

الانجراف الرقمي، قد يطمس هوية حقيقية، ليس فقط في حالة الافراد وصورهم بل ايضا الاوطان وهويتها. لا يتطلب الجمال والحضور الحقيقي تصنعا وسعيا لارضاء الجمهور والمتابعين فكل شيء قابل للتعديل الا الحقيقة.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :