facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن وسوريا الجديدة


سامح المحاريق
05-01-2025 12:12 AM

هل نعرف سوريا؟ أو ما الذي نعرفه من سوريا؟ وهل يمكن القول إن جميع معارفنا تجاه البلد العربي الشقيق بحاجة إلى مراجعة شاملة؟

عاشت سوريا أزمة مفتوحة ومتعددة المراحل منذ سنة 2011، وبتفاعلات الأمر الواقع تواجدت أماكن نفوذ متعددة، وأثناء فترة الحرب على الإرهاب أصبحت ما يمكن أن نزعمه كمعرفة مجرد معلومات أمنية كثيرة، ولكنها ذات قيمة استعمالية تبقى بعيدة عن تفهم ما الذي أحدثته في العقلية السورية ونظرة السوريين لأنفسهم وواقعهم ومستقبلهم.

سوريا المنقسمة على ذاتها، ما زالت كذلك إلى حد بعيد، وعلى الرغم من النشوة الوطنية الواسعة والمهرجانات والأغنيات الوطنية، إلا أن السوريين سيبدأون في مواجهة السؤال الكبير، وماذا بعد؟

في ظل الواقع الميداني الذي عاشته سوريا، كان الأردن على معرفة كبيرة بما يجري في الجنوب، بالتوازنات والتفاعلات الاجتماعية والسياسية، وإذا كان ثمة تفكير في الإعمار في سوريا، وفي محاولة مساعدة السوريين على لملمة جراحهم والعودة إلى أداء اقتصادي يستوعب حاجات متزايدة من أجل توفير حياة كريمة تكون مدخلًا للاستقرار، فالأردن يجب أن يتقدم بمبادرات كثيرة لدور في الجنوب السوري، وأن يقوم بذلك خارج الأطر التقليدية، وبخطوات جريئة وواسعة لما تنفذه تركيا على الأرض، فالأردنيون تحدثوا بدايةً عن تزويد سوريا بالكهرباء، الموجودة أصلًا، وكثيرًا ما بحث الأردن عن فرص لتصديرها، ولكن بعد ذلك، أخذت تركيا تتحدث عن تغطية حاجات سوريا ولبنان من الكهرباء، وكان الفرق بطبيعة الحال في قدرة القرار السياسي التركي على تجاوز المعيقات البيروقراطية لأن الملف يعتبر استراتيجيًا، فهل نتوقع أن ننتظر عمل لجان مشتركة ومفاوضات وحضور الفنيين للتسعير، بينما يمكن اتخاذ خطوات جريئة خلال أيام قليلة للتواجد كأمر واقع في الفضاء الحيوي للأردن داخل سوريا، وبحيث يصبح الأردن شريكًا متقدمًا في ضمن الحيز المفهوم للسوريين وللشركاء المعنيين بالملف السوري.

السوريون يفتحون حاليًا سجلًا جديدًا وواسعًا، والأجيال الجديدة في الأردن وسوريا لا تعرف شيئًا عن السبعينيات العاصفة في العلاقات، ولا عن المراحل الرمادية التي كانت أفضل ما يمكن تحقيقه مع النظام السوري المنشغل بذاته وتأمين مصالحه المباشرة، وهذه البيئة مهيأة لتأمين حدود السؤال السوري من أحد أهم محاوره في الأردن.

من المرتقب أن يزور وزير الخارجية السوري الأردن ضمن جولة تشمل قطر والإمارات، بمعنى أن سوريا الجديدة بدأت في بناء تحالفاتها العربية، والأردن له خصوصية الجوار الحدودي داخل هذا التحالف، بما يجعله مؤهلًا لمشاركة بناءة، لا يجب أن تندفع إلى كواليس البيروقراطية التقليدية، أو تتحرك داخل المخاوف والمحاذير القديمة، أو الثقافة السياسية بخصوص سوريا السابقة، فاليوم تظهر سوريا جديدة، والأولوية هي المحافظة على وحدة القُطر السوري، وعدم توسعة الرتق الذي أحدثه صراع السنوات الماضية، وفي حالة وجود تفاهم حول مناطق يمكن القيام بترتيبات موثوقة بخصوصها، فعلى الأردن ألا يتردد، مع الاهتمام بتفهم طبيعة الحكم في دمشق حاليًا ومتاعبه الكثيرة التي ستظهر خلال الأسابيع القادمة.

الأردن دولة مستقرة لديها بنية مؤسسية وثقافة خاصة مرتبطة بها، وفي المقابل، الوضع ليس على هذه الشاكلة في سوريا الشقيقة، ومن الضروري البحث عن لغة مشتركة، وأن يكون الجانب المستقر هو صاحب المبادرة في كثير من الموضوعات، وأن يقدر عمليًا ما يستطيع السوريون الالتزام به، وترتيب الأولويات، وقد لا يحتاج الأمر كثيرًا من الفطنة لتكون ملفات الأمن والطاقة والمياه في المقدمة، وسابقة على ملفات التبادل التجاري، إلا في حالة وجود حاجات عاجلة من بعض السلع داخل السوق السورية، وبما يشكل فرصة للتجار الأردنيين.

سوريا القوية والمتماسكة مصلحة أردنية عليا، والمشاركة في ذلك أمر يدخل الأردن في حسابات كثيرة، ويجعله على تواصل مع العديد من القوى المؤثرة في الداخل السوري، ومن أهمها تركيا، وبطبيعة الحال، يشترك العراقيون في كثير من الملفات، ولكن الخريطة السياسية في العراق ليست مواتية تمامًا للتقدم بدور إيجابي في سوريا، ولكن العراقيين يعرفون أن الأردن يضع في اعتباره مصالحهم بعيدة المدى لاستعادة الأفق الآمن وجوديًا والضروري من أجل التفكير في المستقبل الذي يحتضن طموحات أردنية كثيرة كان بعضها مؤجلًا تحت طائلة فوضى الإقليم ومخاطره، وأخيرًا يمكن التحرك بحذر في مرحلة جديدة من تاريخ المنطقة، بكثير من الاستعداد للعمل بصورة مرنة وخارج ما هو تقليدي، وبعيدًا عن الأفكار السابقة والحسابات القديمة.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :