facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في تدشين كنيسة المعمودية - المغطس


الاب رفعت بدر
05-01-2025 12:03 AM

في كتابه الرائد: «الفرصة الأخيرة»، يعرض جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين زيارته إلى موقع المعموديّة (المغطس) في عام 2009، ويصفها في الصفحة 336بقوله: «ذهبتُ أنا والملكة رانيا الى بيت عنيا عبر الاردن، حيث موقع المغطس، برفقة البابا بندكتس، حيث بارك الحبر الاعظم الحجرين الأساسيين لكنيستين جديدتين، واحدة لمطرانية اللاتين، والثانية لمطرانية الروم الكاثوليك».

كان ذلك في العاشر من أيار عام 2009، في الزيارة البابوية الثانيّة في عهد الملك عبدالله الثاني، وقد أعقبها في عام 2014 الزيارة الثالثة في عهده، وهي الرابعة في تاريخ المملكة، عندما زارنا البابا فرنسيس وصلّى في الكنيسة التي كانت تحت الانشاء، وتجوّل قبلها برفقة صاحبي الجلالة في ارجاء المغطس.

واليوم، في عام 2025، في العاشر من كانون الثاني، سنشهد تدشين «كنيسة اللاتين»، والتي تُسمى باللغة الطقسيّة «تكريس الهيكل وتدشين كنيسة المعموديّة»، وهي أكبر كنيسة في العالم تحمل اسم معموديّة السيّد المسيح، لكنها أيضًا الكنيسة الأعزّ والأقدس، ذلك أنّها تُقام مباشرة على نهر الأردن الخالد الذي تعمّد فيه السيد المسيح، كما جاء في الإنجيل المقدس: «وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل، وتعمد على يد يوحنا في الأردن» (مرقس 1: 9). ويؤكد الإنجيليّ يوحنا على الموقع الذي جرت فيه هذه الأحداث في قوله: «وجرى ذلك في بيت عنيا عبر الأردن، حيث كان يوحنا يعمّد» (يوحنا 1: 28).

نحن على موعد مع حدث تاريخيّ ومسيحيّ وأردنيّ وإنسانيّ، ذلك أن موقع المغطس قد أعلن في عام 2015 على لائحة التراث العالميّ الإنساني.

وفي حديث قبل أيام مع سعادة السيّد نديم المعشر، وهو أحد فرسان القبر المقدس، أعرب عن فخرة وسروره، لأنّه هو الذي أشرف على هندسة الكنيسة، وأشادها لكي تكون علامة على طلب التعزيّة من الله تعالى، لقلبه ولقلب زوجته، رانيا المعشر، بعد وفاة ابنهم البكر، أيمن، في عام 2008. وهكذا نشأت الفكرة. وفي عام 2009، وبالاستعانة مع مهندسين من فرنسا والأردن، تمّ البدء فورًا، بعد وضع حجر الأساس عام 2009، لبناء الكنيسة.

تُقام الكنيسة على قطعة أرض قدّمتها المملكة الأردنيّة الهاشميّة، بإيعاز من جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير غازي بن محمد، بتقديمة 30 دونما لبناء هذه الكنيسة التي تتسع لألفي شخص، عدا عن الساحات الخارجيّة والأديرة التي تُشرف عليها حاليًّا رهبنة الكلمة المتجسّد من كهنة ورهبان وراهبات. وإذا سألنا عن التكلفة؟ فهي لغاية الآن 11 مليون دينار، كان المموّل الرئيسي لها السيّد نديم المعشر (أبو أيمن) بالإضافة إلى البطريركيّة اللاتينيّة وحكومة هنغاريا وعدد من الفعاليات والجمعيات العالميّة والمحليّة والأفراد.

سيزيدنا فخرا يوم حدث التدشين حضور نيافة الكاردينال بييترو بارولين، وهو أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، ويُعتبر في العرف الدوليّ رئيسًا للوزراء، إلى جوار بطريرك القدس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، والأساقفة الكاثوليك والأشقاء العاملين في الأردن وفلسطين وعدد من الضيوف من الخارج، بالاضافة طبعا الى الوف الحجاج من الاردنيين المسيحيين الفخورين بوطنهم وبايمانهم.

ويأتي احتفال تدشين كنيسة المعموديّة في إطار اليوبيل الفضي على بدء الحج المسيحيّ إلى موقع المعموديّة في العصر الحديث، والذي بدأ مع الزيارة التاريخيّة التي قام بها القديس البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000. لذلك، يأخذ هذا الاحتفال طابعًا مهمًا جدًا للسياحة الدينيّة التي تطوّرت على مدار ربع قرن. وها نحن نشهد تكليلاً لكلّ الجهود الطيّبة التي تبذلها وزارة السياحة الأردنيّة وهيئة تنشيط السياحة واللجنة الملكية ومجلس أمناء موقع المغطس، بالإضافة إلى الكنائس ووسائل الإعلام المتعدّدة.

نحن بانتظار هذا الحدث الكبير لكي نقول للعالم تعالوا إلى الأردن، زوروا أقدس بقعة في العالم والتي قدّسها الله تعالى، ومنها انطلقت المسيحيّة إلى العالم أجمع. وها نحن نستقبل ضيوفنا الأعزاء من كبار رجال الدين والإعلام لكي يسلطوا الضوء على هذه البقعة الفريدة التي تعتبر من أخفض البقع الجغرافيّة تحت سطح البحر، ولكنّ الصلوات منها ترتفع إلى أعالي السموات، من أجل ديمومة الأمن والاستقرار في بلدنا الحبيب، ومن أجل السلام والطمأنينة في فلسطين وسائر أرجاء العالم.

هنيئًا للأردن.. هنيئًا للكنائس في الأردن.. هنيئًا للبطريركيّة اللاتينية، وكلّ الشكر والتقدير للسيّد نديم المعشر الذي وضع كلّ إمكانياته لكي تبرز هذه الكنيسة كواحدة من التحف الفنيّة العالميّة. ومثلما يأتي الحجاج من كل أنحاء العالم الى بيت لحم مكان الميلاد، لزيارة كنيسة المهد، فسيأتون الى أرض العماد، ليقولوا: زرنا أكبر كنيسة لمعمودية السيد المسيح.

Abouna.org@gmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :