الاردن محظوظ والعناية الإلهية ترعاه!
هشام عزيزات
04-01-2025 09:07 PM
مهما واجه الأردن من عقبات وعركته الأحداث الأجسام، وهي في بعض حلقاتها حياة او موت ازلي فتاره يخرج منها بشهادة الخصوم منتصبا وبالحد الأدنى من الفقد المعنوي والمادي وبكل الأشكال كالارض والنماذج كالبشر.
وهنا نقف بشجاعة، لا تتوفر الا بمن يؤمن بسلامة النية وصلابة الرجال الرجال( كعكاش الزبن، حابس المجالي، وعبدالله التل والقائمة تطول وتطول مع تسابق الأحداث وتخبطاتها، فمنهم من استشهد ومن توفاه الله ، فحين ضاعت فلسطين بيسر وسهولة لم تكن بالحسبان، فلم ينفع الحشد واستنفار قوى الامة وباكتمال مشهد الضياع الحزين بسلب الضفة الذي كان" ارجواني بدم الشهداء" .!
نقول الاردن وفق ما عاشته ألاجيال والاجيال، وبتعاقب الأحوال والأزمان ورغم الحسارات و الخسارات، نعتقد انه كان محظوظا حين استطاع المقاوم الأردني" جنديا، فلاحا، قرويا مدنيا.. كان تخليصه من انياب التوطين والاستيطان وشراءالذمم لرجالات الأردن الاوفياء( حسين باشا الطراونة ومثقال الفايز ومحمد سالم أبو الغنم وتوما الحمارنة)، فالعوز والفقر وضيق الأحوال علامة دامغة لتلك المرحلة المرة، من مرارة تجرع التراجع والانكسار حين كانت الوكالة اليهودية تتحين الفرص لاصطياد هذه النماذج الذي كان شرفها الوطني لا يقدر بثمن او بمنصب.
وبالضرورة كان عليه، ان يكتسب اردن القلاع والحصون شموخا على شموخ، من الأرض الطيبة من طيب عبور رسول الهداية والنور" في ميفع" وطهارة المياه بعماد رسول المحبة في" المغطس" على ضفاف نهر الاردن الخالد... تكون اللذة حين اذن واجبة ومستحقة محبوبة، كالذي يجد والعطش داهمة لذة قعر كأس ماء الشرب، لانه بعد الصراع والكر والفر وتفعيل استراتيجيات البقاء والصراع تكون عين الرحمن تحوطه وقبل شجاعة الشجعان قادرة ومتمكنة، من رمي الاعداء في الغياهب!
عكس تبدل قوانيين الحياة، من كل ابعادها لصالح الاردن، ولكي يحى الأردن عكس الأحداث ومساراتها ومنطقيتها و طبيعتها، والأمثلة تطال كل حدث، وقف الأردن من الناحية الأصولية ووفق حسن الجوار، وعدم التدخل بشؤون الغير كواحد من ثوابته في الانتظار! ، التي صار محضر قدوة ومثال ومعتمدة في برتوكولات العلاقات البينية بفهم دبلوماسي، لا أرقى منه، فحصد منه الإعجاب والتقدير وكانت نياته محمودة ولا غبار عليها.!
الأحداث في الإقليم بطولها وعرضها ، ومخاطرها الحالية والقادمة منها، وما في جعبة المجهول، لولا المتابعة والوقوف على أدق التفاصيل ومن خلال حلقات استشارية ذات اختصاص محلية ودولية لكان الأردن، وهو المسند تاريخيا بتفهم شعبه الواثق من قيادته ودرايتهما لمصالح الأردن، وسياسية التروي والتقاط الأنفاس اللحظة، في الذهاب إلى البعد الإنساني اللافت في الطرح وقعقعة السلاح تصل لابعد مكان، و الذي طرح بقوة من قنوات إعلامية محسوب لها ووازنة آلى حد ما.. كغزة مثال لا حصرا وطرحة من أعلى مستوى القرار( الملك والملكة ولي العهد) لكان الأردن في ابعد تقدير" كالذي يصيف في اريحا"! ، على أقرب تقدير، او دخل في سياسة المحاور وتبعاتها.
وخصوصا انا اي حدث، مهما كان ذي شان او هلامي بتأثيرات طفيفة والحدث الذي يجلب مشاكل تلو أخرى داخلية في المقام الأول.. القضية الام" فلسطين تنعكس جوانبها ومعطياتها على رجل الشارع والمرأة في البيت، قبل أي مستوى من مستويات القرار الإداري وقبل ذلك السياسي ولوجسياته.
التجارب في هذا البلد الذي يوضع في سلة الغيرة والحسد وقد تعاقبت على انظمة الإقليم قيادات ذهبت إلى ربها، وبفعل عدم صلاحيتها وبفعل رباني وأفعال الفوضى الانقلابات وحروب الإبادة، ظل الاردن بملكياته الاربعة وظلت الإدارة والحكم بمختلف تصنيفات بعيدة عن الجوار كأحد المؤثرات السلبية وعنوانها الفاقع تصدير الشعار والتظاهرات التعبيرات، وهي منصوص عليها بالدستور والعرف والتقليد السياسي، ومن زاوية الوهم والاعتداد بالتجربة الجارية كالضغط المتواصل بالمزاجية وفي لمسة ونكهة الاستعلاء والدونية نحو الأردن الطلب " البايخ" الممجوج بإعادة النظر في فلسفة وسلوكيات الإدارة والمواطن، وكيف يكون على مقربة من نبض الناس، وهم الجوار ابعد ما يكونون على مقربة من قلق الناس المعيشي الوظيفي والحياتية بالمجمل.
من هنا كانت التعديلات الدستورية منذ عام ٢٠١١، زمن الربيع العربي الهام مدخل استباقي، وان بحت الحناجر طلبا بها وعل خبث وتوريط للاصوات المطالبة بتحديد صلاحيات الملك، الذي أراد الملك ان يناقش بها بجهوزية وحزم واضح، في رحاب الجامعة العسكرية (مؤتة الاحب) ، فيما فهم انذاك استعداد كلي بترك الحكم لولا أصوات مخنوقة... "لا يا سيدنا لا يا سيدنا"! كأن ليلة القدر برفض الأردنيين من كل حدب وصوب حلت على الأردنيين ليستمر السعي نحو الإصلاح والتحديث والتغيير بمتوالية منسجمة ومتسقة[ من فوق لتحت ومن تحت لفوق]! وليس آخرها لجنة{ التسعين}، التي طرحت على بساط النقاش الممتدة والقاسي احيانا سلسلة تحديثات في منظومة القوانين، وكان الضامن الأوحد الملك، لتفيص سلة الغيرة والحسد وليكون القول المتداول في كل الأوساط الاردن محظوظ وتجربته مذاقها لذيذ.!
مرة أخرى حتى نثير الحساسية عند أصحاب الأقوال لا الأفعال والتعديلات الدستورية بشقها القانوني( قانون الانتخابات العامة) الذي انجب انتخابات حرة وخالية من التدخل الأمني! وهي مثار دراسات و تقيمات محلية وطنية ومن مؤسسات ذات اختصاص.. تعمقت قانونيا سياسيا لأنها في اعتبار مؤسسات الحكم منجاة الأردن من الانقسام الافقي والافقي العامودي والفوضى والاحتراب الداخلي منتجة مزيدا من مساحات واسعة من الحريات. الا من ندر من حجبها.
وان اقتضت الحاجة فلن يضر الأردن ولا يدخله في الحسابات الضيقة، ان يبيض السجون خصوصا الأحكام القضائية والتوقيفات الإدارية في قضايا الرأي العام.
هل صحيح الأردن محضوظ ام اننا نرد على من ارتجت الركب وتناثرت المخاوف وصار الانتظار بمواجهة صبرنا على اللذين لا يعرفون من أين تؤكل كتف الأردن.
لذيذ الأردن حين لا يدير ظهره، بل ينتظر بزوع فجر يوم نعلي فيه العقل الأردني الذي سعره نادر... وهو اثمن من نجيع القلب.!