facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوزيرة الألمانية والعنصرية المقززة


د. صبري ربيحات
04-01-2025 06:00 PM

لا أحد يختلف مع ما قالته الوزيرة الألمانية حول الشروط التي وضعتها كمتطلبات لاعتراف ألمانيا وأوروبا والعالم بسورية الجديدة. لكن ما هزني هي الروح العدائية التي اظهرتها والهيئة التي ظهرت عليها وهي تتوجه الى سورية والحركات الاستعراضية المهينة الصادرة من الوزيرة والتي تعتبر قمة هرم الدبلوماسية الألمانية لهذه الحكومة وفي هذه المرحلة.

في مقطع فيديو متداول ظهرت بيربوك تنزل من طائرة يبدو أنها عسكرية مرتدية سترة واقية للرصاص. حيث ارتدت الوزيرة السترة قبل هبوطها من الطائرة وتحت عدسات الكاميرات لترسل رسائل فيها من التشكيك اكثر ما فيها من الدعم والمساعدة على بناء بلد يتحلى بالشروط والمتطلبات التي عرضت لها قبل قدومها والمتمثلة في نظام يجد كل السوريين مكانا لهم فيه.

لا اعتقد ان احدا اجبر الوزيرة على زيارة سورية ولا الالتقاء بالشرع فلا احد يعرف الكثير عما يحصل في سورية والى أين يسير ومن وراء الأكمة. حتى اللحظة لا ازال اتأمل ما يحصل في هذا البلد العزيز بعدسات غير ملونة ولدي من الشك اكثر ما لدي من اليقين لكني اتمنى لشكوكي الرحيل.

ما قامت به الوزيرة التي تحدت في غطرستها واستعراضها مشاعر كل عربي وولدت في نفسي نفورا منها ومن شكلها وحضورها واظن انه كان من الأفضل الاعتذار عن استقبالها حتى لو كانت ستأتي بخيرات الدنيا لسورية واهلها.

لم أفهم سبب حضورها بطائرة عسكرية وتصوير رحلتها وهي تحيي الجنود والحراس الذين أتوا معها على متن الطائرة. فهي وزيرة خارجية لدولة يفترض انها ألقت السلاح منذ هزيمتها في الحرب العالمية الثانية فتوجهت بلادها الى تصنيع السيارات بدلا من الدبابات وتطوير ماكنات الحلاقة وموترات رش الاسمدة وسيارات تنظيف الشوارع بدل صناعة الطائرات..

لقد اعاد منظر الوزيرة الألمانية وهي تقابل الشرع مشاهد افلام الغرب الامريكي في ستينيات القرن الماضي فتخيلت اني ارى جون وين John Wayn وهو يدخل الى قرى ومستوطنات الهنود الحمر بعنجهية الأبيض المدجج بالوحشية والنظرة العدائية للهندي الأحمر صاحب الأرض وسيد المكان.

اذا كان ما قامت به الوزيرة الألمانية عمل شخصي يخرج عن القواعد الدبلوماسية فيمكن ان يفهم لحدوث مثله في مناسبات عديدة اما اذا كان وجها من وجوه العنصرية البغيضة التي لا تزال تنظر لنا كما ينظر الاحتلال ككائنات يجب تحييدها بكل الطرق والوسائل فلا اهلا ولا سهلا بها.

السلوك الاستعراضي الذي مارسه دونالد ترامب ويمارسه الكثير من زعماء الغرب عندما يلتقون عربا ومارسه نتانياهو مرارا مع شخصيات سياسية عربية هو نفس السلوك الذي مارسته الوزيرة الالمانية في زيارتها لسورية.

كلنا يذكر حديث ترامب التهكمي وهو يصف تعامله مع الزعماء العرب الذين حاولوا الاتصال به لثنيه عن اعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني وكيف تجاهل مكالماتهم لأسبوعين.

خلاصة القول ان الامة التي لا تحترم شعوبها وارادتهم لن تجد قياداتها من يحترمهم ولن تجد هذه القيادات من يسندها اذا ما قرر رعاتها التخلي عنها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :