ديمة طهبوب وليال خير الله .. غطاء الرأس هناك وصافحته قلوبنا هنا
د.محمود عواد الدباس
04-01-2025 02:49 PM
الكل تابع ما تم ما بين الشابة السورية ليال خيرالله خلال لقائها مصادفة مع رئيس الإدارة السورية أحمد الشرع. حينما طلبت صورة مع الشرع وطلبه منها أن تغطى رأسها فوافقت وتم التقاط الصورة. تبع ذلك تصريحاتها أن ذلك هو حرية للرئيس بالطريقة التي يريد أن يظهر بها. هذه الواقعة تذكرنا بما تم قبل سنوات من قبل النائب وقتها الدكتورة ديمة طهبوب التي لم تصافح الملك بيدها ولكنها وضعت يدها على قلبها كاشارة احترام ومحبة. تبع ذلك قولها عندما سئلت عن ذلك بقولها صافحته قلوبنا في تعبير جميل فيه احترام للملك وفيه ثبات على خصوصيتها الثقافية.
في المقارنة بين الحالتين. في سوريا احترمت الشابة ليال خير الله طلب الرئيس فغطت رأسها قبل التقاط الصورة. وفي الأردن تقبل الملك حرية امرأة أردنية في طريقة سلامها عليه. في سوريا القيادة هنالك ذات رؤية إسلامية خاصة تظهر في اللحية وطريقة السلام على النساء مع امرأة لا تلبس الحجاب. وفي الأردن قيادة معتدلة في السلوك الديني مع امرأة ذات رؤية إسلامية خاصة بها. والمشترك بين الحالتين هو تشابه رؤية القيادة الإسلامية في سوريا مع قواعد شعبية إسلامية هنا في طريقة السلام على النساء باليد؟.
ما تم مع الدكتورة ديمة طهبوب في لقائها مع الملك خلال فترة ٢٠١٦-٢٠٢٠م وما تم مع ليال خير الله في العام ٢٠٢٤ م. في لقائها مع رئيس الإدارة السورية الجديدة احمد الشرع. هو مدعاة للقناعة أن النساء في المجتمع العربي هن نماذج مختلفة على الصعيد النظري.
وهذا يدخل في باب الرؤية الفكرية والسياسية لكل واحدة منهن. في عملي في مجال التدريب على المشاركة السياسية للنساء صادفت كافة النماذج. بكل تأكيد يكون الرجل مبادرا في السلام باليد على النساء مع حالة ارتباك داخله في التعامل مع المحجبات كونه لا يعلم أنها تسلم او لا تسلم باليد. لكن الذكاء النسوي كان يتفادى الاحراج عندما تسبق سيدة ما لحظة السلام وتضع يدها على صدرها الأيسر في إشارة احترام كونها لا تريد المصافحة باليد. لعل كل تلك التجارب التي مررت بها شخصيا أو شاهدتها واقعيا وإعلاميا كانت تؤكد لي حقيقة أن التنوع هو الحل. وأن الحرية الشخصية للنساء المحجبات في السلام باليد أو وضع إشارة الترحيب على الصدر هو الخيار الأمثل بدلا من إجبارهن على السلام باليد أو انتقادها إذا لم تفعل ذلك. يعزز ذلك أن الغالبية العظمى من شابات ونساء الأردن هن محجبات والغالبية منهن لا يصافحن أحد باليد. من هنا اذا اردنا تعزيز المشاركة السياسية للنساء أكثر وأكثر فعلينا أن نحترم خصوصيتهن إذا لم يكن يردن المصافحة باليد وخاصة النساء في مجلس النواب والأعيان والوزراء.
وقتها تكون المشاركة السياسية عنصر تحديث سياسي يحترم الخصوصية وهذا ما يتم في الاردن بكل صدق وصراحة وليس تغريبا لهن عن القناعات الدينية التي يؤمن بها.
ختاما. في النموذج السوري الجديد. فإن مصافحة القيادة للنساء باليد مرفوضة. في المقابل ففي الأردن فإن القيادة تترك الحرية للنساء سواء أنها تريد المصافحة باليد أو أنها تضع يدها على صدرها كاشارة ترحيب كبديل عن ذلك. مع ضرورة التأكيد أن كافة النساء في الأردن حينما يصافحن الملك فإنهن ينظرن إليه بحكم مكانته أنه أب أو أخ أو ابن.