إياك أن تفكر، إياك أن تعترض، فالتفكير يحملك على الكفر، في حين أن كل شيء مكتوب وواضح ، او كما يقولون "ما خلقنا لهذا !".
يتضح المشهد بقنبلة ايدلوجية تفجرت ، يهرب الجميع نحو خوفه وأمنياته، فيما أزحف ببطىء شديد باتجاه الحقيقة ، مضى وقت طويل وأنا أسير الأحلام، وكيف لحالم أن يشرح الواقع!، وقد عجزت عن الوصف دون التورط بجريمة الفكر.
الأسئلة العبثية تعكس فقط جهلك وجنونك، أسئلة من نوع ؛ كيف لعاقل أن يصف تهجير ١٣ مليون إنسان بالثورة؟، وكيف للمثقفين أن يشبهوا قوانين مضى عليها ١٤٠٠ عام بالحرية؟، ثم أننا وسط هذا الضعف والدمار نتباهى بوهم القوة!.
يختصر جورج أورويل حاضرنا بثلاث عبارات ، (الحرب هي السلام ، الحرية هي العبودية، والجهل هو القوة ), وهذه هي الأحوال، الحرب والجهل والعبودية.
جرائم الفكر تقودني للإعتقاد بأن كل لحضة من الحياة هي هدية ، حياتنا ملك لنا وليست ملكاً لأحد، نلبس ما نحب ونعتقد بما نريد، نؤمن بأن السلطة للقانون ، ونرفض مخلفات مشاريع الفوضى وروبوتات أجهزة الاستخبارات، فكيف إذا ما تسلط بعضهم على بعض لأيام وشهور وسنين! ، منهم من يمارس دكتاتوريته تحت تأثير الكبتاجون ، والبعض يفضل افيون الشعوب.
لطالما كان يمزقني السؤال مثل السكين، يلح بعضها كما لو كان كابوساً على مهدئات الخنوع، لماذا لا يبدأ جو بايدن بوضع الحجاب الشرعي على زوجته جيل ؟ ويمنع الكحول في بلاده، قبل أن يفرض هذا الواقع على غيره!، -على افتراض أن امريكا مزرعة- وأنه رجل السلطة الأوحد.
ليس التكفير وإنما التفكير، تفكيري الإرهابي لا يتوقف بسكينه عند ذلك الحد، فثمة أسئلة من نوع مختلف عن موظفين أقل درجة في العالم الموازي، كيف يجرؤ ذلك الجاهل على قرارات الفصل والتجويع والحصار، ما الذي يحملهم على سجن الأبرياء، كيف أغلقوا ابواب الرحمة بوجه المرضى، أو كبار السن، ثم احتضنوا الإرهابي "قتال القتلى" وقد حل عليهم ضيفاً عزيزاً مكرماً.
تقول عبارة سينمائية "عندما تحول إلى وحش ، تخلص من ألم كونه إنسان".
فإذا كنت تتألم، فليس لأنك تشعر بالقلق من ضعفك أمام هذه الأحداث والقوى الغامضة, ليس لأنك تختلف بلونك او معتقداتك، ليس بسبب أصلك أو طائفتك، أو حتى بسبب جريمة الفكر التي تخفيها..
ببساطة أنت تتألم لأنك إنسان!.