بمحض الصدفة لا أكثر، عرفت بالأمس - من خلال صديقي الصيدلاني- ان الحكومة «تدفّعني» ضريبة 4% على مرضي دون ان اعلم، تماماَ كما كانت تدفعنا ضريبة خاصة على البنزين دون نعرف او نستشار او اشعارنا «عالخفيف» من باب رفع العتب حتى.
طبعاً «بنستاهل ضريبة» بسبب العيشة الحلوة، والأوضاع الاقتصادية المريحة، والرفاهية الاجتماعية..وما ينتج عنها من «راحة بال مزمنة» التي تكرم علينا وأورثها لنا أصحاب السياسات التصحيحية المتعاقبة!!..
فالكوليسترول بنظر الحكومة مشروع استثماري تقتطع منه ضريبة «مسقفات»، والضغط رفاهية اضافية يدفع عليه كما يدفع على جمارك السيارات، والسكري ..منتج سياحي لا بد من ضريبة «محرزة» عليه..
كل ذلك يمكن تجاوزه، لكن الغريب في الموضوع «واللي طق كبدي»، ان الأدوية البيطرية معفاة من الضريبة بينما الأدوية البشرية تدفع 4%؟؟؟!!!...لا يوجد تفسير منطقي لتبرير قرار واضع هذه الضريبة الا أن الحصان أهم مني عند الحكومة حتى يعفى هو وادفع انا!!!..وأن رشحة أصغر خروف هي بالضرورة أكثر أهمية بالنسبة لهم من رشحتي...بالرغم انني أصمت عند الضرورة وأتجاوب عند الحاجة واخضع وأصفح وأتغاضى واحتفل وانصاع ولا أؤاخِذ أحداً على الاطلاق ...بينما أراهنكم من باب المقارنة أن أياً من الكائنات الحية، يقوم بما أقوم به من تحمل وصبر ورضا وطيب خاطر،على العكس فهي كلها «غايبة فيلة» ابتداء من البعير مروراً بالخاروف وانتهاء بصوص الجاج، ناهيك عن انها معفاة فوق كل ذلك من الهم الوطني العام ولا تكترث على الإطلاق بما يجري..
ختاماً ليس أمام أصحاب القرار سوى أحد الحلين : أما أن تلغوا الضريبة..واما قسماً عظماً سأتوجه غداً ومنذ الصباح الباكر الى الأحوال المدنية لأقوم بمعاملة تغيير جنس إلى «حصان»...
(الرأي)