العصبية القبلية فينا -نحن العرب -منذ فجر تاريخنا المكتوب المتواتر ، وتضج بها أبيات ديواننا العظيم ، وقد جعلت العرب شاعرها هو درة تاجها لكونه المفاخر بها والمنافح عنها خصومها ، فلم تعرف أمة من الأمم لبيان ولا تقدير اللسان كما عرفتهما العرب ، فكان الشعر وعاء أيامهم ومصارعهم ولسان حالهم ، ومنبع عزهم وبه يعرفون وعليه يجازي ملوكهم وسبيل حياة بعض وشهادة وفاة أخر ، جعلوه معلقات على قدس أقداسهم فى جاهليتهم الأولى حتى جاءهم نبي مرسل بمعجزة البيان الذي نبغوا فيه ليحطم معايير ألسنتهم ومبلغ علومهم ويسطو على أفئدتهم مجاوزا حدود المكان والزمان والإمكان.
لقرون طويلة عاش العرب بلسانهم الذي نال الخلود بقرآن يتلى حتى يبعثون ، وكان الشاهد على ثبات العربي ؛تمسكه بصحة لسانه وابتعاده عن اللحن من مخالطة غيره من الأمم والشعوب .
وفى زمننا نحن حيث صارت العربية غريبة والتمسك بها كالقابض على الجمر ويرجع ذلك لأسباب منها :
الغزو التاريخي الثقافي من عدو أدرك ألا إنتصار له إلا بإبعادنا عن هويتنا المتجذرة بألسنتنا ،
وفرض العدو لغته علينا فى مؤامرة لإبعادنا عن مصدر عزنا وفخرنا وصميم ديننا وتأسيسه لهويات جاهلية متعددة كان الإسلام قد جمعها على لسان القرآن وفرقتنا يد المستعمر هذا عربي وهذا أمازيغي وهذا شمالي وذاك جنوبي وتشويه صورة المتحدث بصحيح لغتنا حتى جعله مادة للسخرية ( الافلام المصرية مثالا).
إستحداثنا لغة خليط من عديد تتماشى مع إبتكاراته ومسمياته وفنونه ، فصارت لغة جديدة فرضها علينا إنحدارنا العلمي والفكري فى المعاملات والماليات والغناء والدواء والصحافة والتعليم وغيره من مناحي الحياة، لنتحلى ونتجمل بلغات أخرى كدليل على تحضرنا ، وتقدمنا العصري.
مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي صارت اللغة تكتب بحروف لاتينية ممزوجة بأرقام وصارت مدائحنا تشبه الولولة، وهجائياتنا تشبه الشنشنة فيما يعرف ب(الشيلات) ليستسلم الفرزدق ،وينتحر جرير ،ويستكين عمرو بن كلثوم .
لذا كان لزاماً علينا دحض التعصب القبلي المقيت الذى نهى عنه الإسلام ورسوله (ص) ؛ بالتمسك بهويتنا اللغوية ، ولتكن العصبية للغة القرآن الجامعة لا للأعراق المختلفة ، واللهجات المتناثرة ، والبلدان المتناحرة .
وتشجيع إحياء فصيح اللغة وتقديمها على اللغات الأخرى فى مراحل تعليم مؤسساتنا التعليمية والبحثية .
وتبني فصيح اللغة فى الإعلام والصحافة والتدوين ، لينشأ جيل تدرج ألسنتهم على منطوقها بديلا عن العامية.
شهادة..
مشروع إحياء الفصحى للكويتى فالح القضاع أداة جذب كبيرة لما له من جمال آسر ، وذائقة فريدة ، تستحق الإعجاب والتقدير، وتوسيع التجربة.
تحية!
إمارة الشارقة تبذل جهود حثيثة نحو إحياء التراث وبعث روح الأصالة العربية.
لا تفوتني التحية للمنصات الصحفية الأردنية التى تعتمد الفصحى "لغة صحفية".