facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جوهر الهوية الوطنية الأردنية في قيم التسامح والعفو عند المقدرة


م. وائل سامي السماعين
03-01-2025 07:41 PM

تتجلى الهوية الوطنية الأردنية في منظومة متكاملة من القيم الإنسانية والأخلاقية، يتصدرها التسامح والعفو عند المقدرة. هذه القيم ليست مجرد شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي ممارسات يومية وثقافة متجذرة في وجدان الأردنيين، تشكل الأساس المتين الذي بُنيت عليه الدولة الأردنية الحديثة.

فالأردن يستمد قوته من قيم التسامح والعفو عند المقدرة، وهي قيم راسخة في ثقافته وممارساته السياسية والاجتماعية. هذه القيم ليست مجرد شعارات، بل تشكل جوهر الهوية الوطنية الاردنية التي تميزه عن كثير من الدول. فالعشائر الأردنية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز قيم التسامح والعفو، إذ تتميز بتقاليد أصيلة تهدف إلى حل الأزمات والاحتكام إلى الصلح والهدنة، ووقف دوامة العنف. هذه الممارسات العشائرية أضافت بعدًا اجتماعيًا يعزز التماسك الوطني، حيث يعيش الأردنيون بمختلف أصولهم ومنابتهم في نسيج اجتماعي متماسك يسوده الاحترام المتبادل والمحبة.

فبرغم التحديات المستمرة، ظل الأردن على مر التاريخ ملاذًا آمنًا للشعوب المضطهدة والمهاجرة، فاستقبل الأرمن، الشركس، الشيشان، الفلسطينيين، العراقيين، والسوريين. هذا الدور الإنساني عزز مكانته كبلد يحتضن التنوع الثقافي والعرقي والديني.

بقيادة الهاشميين، يحرص الأردن على حماية المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، وتُعد الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس نموذجًا عالميًا يُحتذى به. وعلى مر العقود، انتهجت القيادة الأردنية سياسة حكيمة تعتمد على التهدئة والعفو، خاصة في أوقات الأزمات السياسية والاجتماعية.

وقد عُرف الأردن بتعامله الحضاري مع المعارضة السياسية ، ورغم المحاولات المستمرة للنيل من الأردن ونظامه الملكي الهاشمي منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن الدولة الأردنية استطاعت مواجهة هذه التحديات بالحكمة وضبط النفس ، وكان يُفتح الباب دائمًا للحوار والنقاش بدلاً من اللجوء إلى التصعيد.

وفي تعاملها مع الازمات الداخلية ومعالجة المشكلات فضّلت الدولة الأردنية تغليب لغة الحوار والمصالحة على لغة العقاب والانتقام، مما ساهم في ترسيخ استقرارها السياسي والأمني. وقد انعكس هذا الاستقرار إيجابيًا على جذب الاستثمارات الأجنبية وخلق بيئة اقتصادية آمنة.

بفضل هذا النهج الحكيم، يحظى الأردن باحترام دولي واسع لدوره البارز في حل النزاعات ودعم قضايا العدل والسلام إقليميًا ودوليًا.

إن قيم التسامح والعفو عند المقدرة ليست مجرد ممارسات عابرة، بل هي استراتيجية متكاملة تسير عليها الدولة الأردنية، قيادة وشعبًا. هذه القيم تُعزز قوة الأردن، وتحميه من التحديات الداخلية والخارجية، وتجعل منه واحة استقرار ونموذجًا يُحتذى به في المنطقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :