السوريين يحدوهم الأمل بالعام الجديد
لؤي الجرادات
02-01-2025 09:52 PM
ها هو العام الجديد يطلُّ على سوريا الجديدة ، يحمل في طياته صفحة بيضاء يكتبون عليها بأقلام الطموح وألوان الأمل، عام 2025 يبدأ كما لم يبدأ اي عام قبله.
كل شيء جميل بفكرة، بحلم، ببوابة مفتوحة نحو المستقبل لسان حالهم يقول بسم الله نبدأ، وكأن الكلمات تُوقّع عهدًا جديدًا بينهم وبين الحياة، أحلامها في هذا العام ليست مجرد أمنيات تكتب على الورق، لكنها بوصلة تشير إلى حيث يريدون أن يكونوا، هذا العام أن يكون أكثر خيرًا وبركة، يفيض عليهم بنجاحات تُثمر طموحاتهم ، وسعادة تروي ظمأ قلوبهم لكنهم، في خضم هذا الحلم الجماعي، لا ينسوا ألم السنوات الماضية ، كل فقدٍ عاشوه كان درسًا، وكل وجعٍ تحملوه كان نقطة نور تضئ طريقهم إلى الأمام، نتمنى أن يكون( 2025 ) أكثر أمل وأن يكون عامًا تندمل فيه الجراح، عامًا تترك فيه الحياة مساحة للفرح كي يملأ قلوبهم الخاوية يحلمون أن تعود إلى شتاء سوريا هدوءه، وأن تُطوى صفحات الحروب إلى الأبد، وأن تُزرع حقولهم بزهور الأمان، يريدون لهذا العام أن يكون صوت الحب أعلى من صوت المدافع، وأن تكون القلوب أكثر دفئًا من البرد الذي زرعته الكراهية وسنوات التشرذم.
هو أكثر من مجرد عام جديد؛ إنه فرصة، فرصة ليكونوا أكثر صدقًا مع أنفسهم، وأكثر عطاءً لغيرهم، وأكثر تصالحًا مع ما مضى من معاناتهم ، هذا العام لا يبدأ بالتقويم فقد، بل يبدأ من داخلهم ، يبدأ بقرارهم أن يصنعو الحياة كما تستحق أن تُحيا، أن يفتحوا أعينهم على الانجاز الذي حققوه وهم من يمنح (2025) عنوانه الحقيقي، ليكن عامًا يملأه بالحب الذي فقدة سنوات وبالابتسامات التي تأخرت، والأحلام التي تحققت ، ليكن عامًا يصنعوا فيه السلام في قلوبهم قبل أن يطلبوه من العالم.
ما زلت اشعر بالفرحة لا توصف في 8/12/2024، كانها فرحة العصفور الذي يطلق سراحه من القفص، فرحة الإنسان الذي يستنشق هواء الحرية بعد أن قبع في زنزانة مظلمة. لقد خرجوا للتو من جحيم السجون الذي تحول إلى مقبرة لأحلامهم، لكنهم خرجوا منه وهم يحملون في قلوبهم شعلة أمل لا تنطفئ لسوريا الجديدة التي تسودها العدالة والمساواة، في سوريا الحرة، في سوريا التي يريدونها لأطفالهم.
أدعو الله أن يحفظ سوريا وشعبها، وأن يمنحهم النصر والتمكين، وأن يجمع شملهم في وطن حر آمن يحقق السلام والمصالحة بخطوات سريعة انتقالية من الركام إلى الأمل وبناء سوريا الجديدة.