facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لماذا يستهدفون المحافظين ؟!


محمد الخالد
02-01-2025 06:12 PM

في كل دول العام ثمَّة تيارات سياسية تعنى بهويَّة الدولة، ولون شعبها الذي يعكس غالبيته الأعم، وفي كل المجتمعات الحيَّة توجد تيارات محافظة تحرص على المحافظة على قيم المجتمع وتقاليده الراسخة، ولعل الدولة الأردنية بغالبية شعبها المحافظ، وحجم الاستهداف الذي يتربص بكيان الدولة وهويَّتها؛ من أكثر الدول حاجة لاحترام هذا الفكر ومنطلقاته الحزبية؛ ما دام هذا التنظيم لا يُنكر الآخر، ولا يقوم على أسس عرقية أو طائفية أو فئوية.

مخاوف الدولة من تنظيم الفكر المحافظ لا تقوم على أسس مشروعة، أو منطلقات مُبررة، ولكنه قلق غير مشروع من استئثار المحافظين بالمشهد السياسي والحزبي الوطني، لا سيَّما وأن المحافظين -إن أحسنوا العمل– هم وحدهم القادرين على مقارعة المعارضة، ومنافستهم في الشارع السياسي، وتقديم مقاربة وطنية واعية تقوم على الإيمان بالدولة الأردنية، وسيادتها، وهويَّتها، وقيمها الراسخة وفق شراكة وطنيّة مخلصة بعيداً عن الأعراق، والهويات الفرعية.

انكفاء النُّخب الوطنية الفاعلة عن العمل الحزبي ينبع من عجز الأحزاب الوسطية عن تقديم مقاربة وطنية مقنعة؛ تحترم ثوابت الدولة ولونها، وقادة حزبيين يحظوا باحترام الجمهور، ولعل حزب المحافظين الأردني الذي ما زال في طور التأسيس قد قدَّم مشروعاً يستحق التَّجربة والاختبار، وحظي وهو في طور الفكرة والتأسيس باهتمام قيادات وطنية وازنة، وفعاليات مؤثرة في المشهد العام، وكل هذا يستدعي أن لا يتم إحباط هذا المشروع؛ كي لا نظن أن هويَّة الدولة، وثوابتها الراسخة هما المستهدفتان بالإقصاء.

المشاريع الحزبيّة "المُعلّبة" لا تخدم وطناً، ولا تُقدّم مُقاربة برامجية تُنافس المعارضة في الشارع، ولا تُقنع أحداً بجدواها، ولرُّبما تكون الوصفة السحرية للارتقاء بتيار الوسط المحافظ تكمن في دمج تلك الأحزاب "المُعلّبة" تحت جناح المحافظين بعد تنقيتها من "الشوائب" القيادية، والظواهر غير المرضية التي رافقت الانتخابات النيابية الأخيرة، والدفع بالنُّخب الوطنية المُخلصة الكفؤة إلى صدارة المشهد الحزبي الأردني.

استهداف نهوض حزب المحافظين هو تكريس لنهج تغييب هويَّة الدولة الصادق، وإمعان في ممارسة "التقية" السياسية، وإنكار لاعتزاز الأردني بهويَّته الوطنية كبقية شعوب الأرض، وخدمة مجانيّة للمعارضة للاستحواذ على المناخ العام، واستثمار جزع الناس من سوء الأحوال الاقتصادية، وأثرها على تحديات الفقر والبطالة، وتغليب للخطاب الإيديولجي المعارض على مساحات الخطاب الوطني الملتزم الذي يحفظ للدولة استقرارها.

الدولة بكل أركانها، وسلطاتها، ونُخبها؛ أحوج ما تكون في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة؛ لتكريس وتبني النهج المُحافظ المُلتزم؛ لأن غريزة البقاء السياسي، والسيادة، واستقلال القرار الوطني هي العنوان الأوحد، والبوصلة الفريدة لمواجهة تحديات المرحلة، والوسط المُحافظ هو الأقدر على ولوج تلك التَّحديات بشجاعة، وعزم، وإصرار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :