facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تشاؤمية فهد خيطان وطيف نور الدين زنكي


المحامي محمد الصبيحي
02-01-2025 03:08 PM

كتب الصديق الاستاذ فهد خيطان مقالة في صحيفة الغد ( نشرها عمون ) بعنوان ( العام الجديد .. اسئلة مخيفة ).

مقالة مغرقة في التشاؤم يكاد القارئ يخرج منها بنتيجة واحدة : تسليم مفاتيح المنطقة ومقادير شعوبها الى امريكا واسرائيل والاكتفاء من الغنيمة بالسلامة .

يقول الخيطان في مقالته

((مَنْ توقع أن هذا العدد من الرؤوس الكبيرة ستتدحرج في بضعة أشهر وعلى يد فاعل واحد. أعجبنا القول أم لم يعجبنا؛ نتنياهو أوفى بوعده، فتغيير الخرائط في شرقنا المنكوب بالزعماء يبدأ بتحطيم التماثيل وتمزيق صور القادة )) ، ويضيف ( حماس دون صف القادة التاريخيين مجرد خيال حركة. حزب الله دون حسن نصر الله كسائر المليشيات ) و ( سورية بدون بشار الأسد دولة بلا نظام تتلمس طريقها وسط فسيفساء الأقليات والمذاهب والجيران الطامعين. لبنان بلا رأس، ليس هذا جديدا على اللبنانيين الذين تعودوا على الفراغ ) ويقول ( ترامب يعود إلى الحكم مجددا محمولا بتفويض شعبي عزّ نظيره، وفي جعبته أخبار غير سارة للشرق الأوسط. نتنياهو يعيش مع فائض من القوة والثقة بعد الضربات القاتلة، ولن تقف طموحاته عند حدود ما خلف من دمار وقتل وتشريد . ).

وبالنتيجة ليس في نظر الزميل فهد من حل لتمرير هذا العام سوى دبلوماسية القبلات على جبين ترامب ونتنياهو !!. وهو بهذا يلغي دور الشعوب التي استعادت الوعي واستعادت روح المقاومة وعبق التاريخ ، الخوف من الطغيان بدأ يتبخر وأصنام الدكتاتورية في حالة توجس وترقب وليس امامها من سبيل سوى التصالح مع الشعوب والالتفات لمطالبها واحوالها .

ليس نتنياهو من غير وجه المنطقة وانما المقاومة ومعركة طوفان الاقصى .

لم يصنع نتنياهو نصرا لاسرائيل وانما تركها امام شعوب العالم عارية على حقيقتها العنصرية الاجرامية ، مهزومة انسانيا ومثخنة عسكريا ومفككة اجتماعيا .

ترامب يا صديقي ليس قدرا مقدورا ليكتب تاريخ المنطقة الحديث فلديه مشاكل بلاده المستعصية وامامه تحديات دولية كبرى الصين وروسيا وغيرهما وقدرات امريكا العسكرية لا تصنع وحدها تاريخا لانها قوة تحمل البطش والتخويف ولا تحمل رسالة انسانية .

كل الامبرطوريات هزمت في بلاد الشام ولو قدر لي وللزميل فهد الخيطان العيش في الاعوام ١١١٨ _ ١١٥٠ لكتبنا في فقدان الامل وضياع الامة وبالذات سوريا ما يجعل باطن الارض خير من ظاهرها .

ولو راجعت تاريخ تلك الفترة وزحف نور الدين زنكي من حلب الى حماة وحمص ثم دخول دمشق سلما واحتفالات الدمشقيين حينها والقلاقل التي واجهها شرق الفرات واللاذقية لوجدت صورة مطابقة لما شهدناه الشهر الماضي وكانت تلك هي المرحلة التي مهدت لظهور صلاح الدين وتحرير القدس.

١٢٥٨ م اجتاح المغول بغداد واحرقوها وقتلوا مئات الالاف من سكانها ، ثم اجتاحوا حلب وقتلوا اهلها واحرقوها واخيرا في الاول من اذار ١٢٦٠ م دخلوا دمشق دون قتال بعد فر أميرها الايوبي الى غزة ، ولم يبق ثمة امل لنهوض الامة واستسلمت بالكامل باستثناء مصر التي كانت تعاني من صراعات امراء المماليك .

بعد ستة اشهر فقط استيقظت مصر على طلب هولاكو بالاستسلام فطوى الامراء خلافاتهم واستلوا سيوفهم وفي ٣ ايلول ١٢٦٠ ميلادية هزم الجيش المصري بقيادة السلطان قطز والظاهر بيبرس المغول هزيمة منكرة ، لم يكن أحد في العالم يتوقعها وقد كانت اوروبا تراقب الوضع من خلال الامارات الصليبية الباقية على ساحل المتوسط ،، فتغير وجه المنطقة بعد عامين على سقوط بغداد .

ليس الفاصل هو القوة العسكرية فقط ولا في رحيل قادة أو سقوط اخرين وانما في حالة النهوض من اليأس الى الفعل ،، فمهما كانت جراحنا بليغة فان في الاعداء جراحا أعمق تختفي خلف بهرجة الاعلام الكاذبة والتقارير التي تبث اليأس في مفاصلنا والمقالات التي لا تبصر حالة النهوض الفكري الكاسح الذي يجتاح الامة من اقصى الغرب الى اقصى الشرق ويدركه الغرب بقادته ومؤسساته الراصدة وهم يدركون ويستحضرون طيف نور الدين زكي الذي خرج من ركام حلب الى ساحات دمشق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :