facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




غادة عباسي .. يا مرفرفة الجناحين


أحمد سلامة
02-01-2025 01:52 PM

لمحتها على احدى شاشات التلفزيون قبل عدة ايام، والمخرج يكثف الكاميرا على (اطرافها) الجديدة، وغادة تحكي عن الحب، الذي عوضها وانساها وجع الروح في حادثة سير اودت بساقيها…

كان المشهد دراميا وسرياليا لي او هكذا بدا…

فوجئت بكل التفاصيل، ورحت ابحث عن الذي جرى مع هذه الفنانة العربية الاصيلة، واقول العربية، لانها تجاوزت بصوتها العذب الساحر، وابتسامتها الانسانية الونيسة المحلية الوطنية الى رحاب العروبة..

توجهت للاخ هاني البدري الذي هو اساس تشرفي بمعرفتها حين قدمني اليها قبل خمسة عشر عاما ليعلمني بالحال الذي اودى بفرحتنا بفنانة هي من ارق من تعرف وان تسمع.. لافهم منه الخبر، وعلمت بالتفاصيل (حادث مروري) لعنة الله على اليوم الذي ركبنا فيه السيارة.. واجهشت بالدعاء لهذه السيدة الفنانة بان يحفظ لروحها هذه الهمة السامية..

ساروي بعض حروف من سردية انسانية غادة معي ومن ثم اتحدث في وجع الفنان الاردني عموما!!

ذات يوم من من ايام عام ٢٠١٠ م المكتظة بالفرح والسكينة حيث كانت تلك السنة اخر سنوات الحب والهدوء في كل ارجاء الوطن العربي
قبل ان تندلع نيرانه في الذي اسمي (الربيع العربي) والذي من بعده لم نعد نشبه انفسنا…

عدت من (مملكة البحرين) حيث كنت مستقرا هناك في مملكة بدا عليها ان الطيب والحب قد قررا الانطلاق للعالم منها.. عدت الى وطن، وجدت الناس مشغولين في حضور رئيس الوزراء لفيلم في السينما (افيتار) على ما اتذكر

تخيل حجم الرفاه الذي ادركناه تلك السنة! وكأن الرئيس لا يجوز ان يشاهد فيلما!… كانت عمان طافحة بالفرح، حين وافيتها بغية التحضير لعرس اخر الابناء (فراس) من شريكة عمره السيدة (دانيالا رايمو).. ولفراس الذي فاداني بروحه وجنبني مذلة القعود حين بذل بعضه
ليحيي كلي قبل سنة حينها، مكانة خاصة سعيت في فرحتنا بعرسه ان ارد له بعض حروف الامتنان..

كان نادر باشا يونس العالم الحكيم الذي زرع (العضو) وابتسامته وونسة روحه تنسيك الالم ورياض سعيد العالم الذي صمم وهندس واشرف على كل الاجراء، وسهيل صالح الذي رمم ما كان مهترءا فردني للحياة من جديد بعد رحمة الله.. قد مكنني ذلك الفريق الطبي الاردني المدهش من (العودة للروح) و(العودة للحياة) وانتويت ان افرح بكل ما في الدنيا من معان للفرحة..

كان الخير عميما وافرا والدنيا كلها اقمارا باذخة تتراقص بعذوبة فوق رؤسنا في عمان.. ورأيت بالتشاور مع مجموعة من الصحاب ان نقيم العرس في المنزل الريفي بدبين بدل الفنادق سيما وان الدنيا صيف مزهر

التمست معونة العزيز هاني (ابو فرح) على ما احب ان اكنيه دوما لان بكره فرح سبقت محمد وبقينا على تلك التراتبية، قلت له اريد اسماع ضيوفي صوتا (كريستاليا) على رأي محمد عبدالوهاب. ان يكون صوت المغني صدى لهمسات الاشجار القديمة في دبين!! وبدون ادنى تردد قال: غادة

واعاد: غادة عباسي ان اقنعناها الغناء في حفلة عرس لانها لا تفعل ذلك عادة نكون فزنا بالمراد..

ورجوته ولبى كعادته..

وقدمني اليها على ترس (الفور سيزن) بحضور الغالي ناصر قمش.. على فنجان قهوة مع الغروب

كانت هادئة الطبع والمزاج وسواد شعرها يلائم ابتسامتها الساحرة وجلست مثل كل (المهر العربية) حين تنتهي من جولة سباق، مسترخية كلماتها عذبة المخارج

لم اقل حرفا واحدا بل تولى الدكتور هاني البدري الصديق الابدي الالحاح عليها بتوسل اخوي محبب، ولكنها اعتذرت وقالت موجهة الكلام لـ هاني وبابتسامة عرضها الحياء والطيب (ما انت عارف يا هاني موقفي من الغناء في حفلات خاصة) واعاد هاني الحاحه على صورة رجاء

واسقط مفاجأته على الطاولة محاصرا قرارها "احمد يريد ان يرد الجميل لولده الذي وهبه (كليته) العام الماضي يا غادة".. اغرورقت غادة بدمعة جللت كل ملامحها وحزنت ووافقت بكل حب ان تلبي لـ هاني لتغني في عرس فراس

اتذكر جملة قالتها ظلت تلاحق وعيي وحسبتها تحكي كام (رح اغني كرمال امه لفراس التي انجبته)

اقيم العرس وشرفته غادة، وغنت اغنيتها الرائعة (يا طير يا مرفرف)

ارأيت اول الليل حين يبزغ قمره على مهل ممتطيا عنان السماء!!

ارأيت اول شبابة الدبكة وهتفتها في دبكة الرجال في بلادنا حين يزفون العريس !!

ارأيت حين تساقط حبات البرد والشمس لم تزل بعد مشرقة

اذاك يتكون وهم ضباب يغشى العيون

هكذا كانت حالة الدنيا في دبين حين اطلت غادة عباسي ترتدي الاسود على طول قدها.. وتستولي على كل الزهور المبثوثة فتتفوق عليها في ابتسامتها

غنت غادة اجمل الالحان.. نادتني السيدة الجليلة (ام طارق سيدة الذوق والرقي نجوى القسوس، زوجة باشانا يوسف هكذا كان يناديه الحسين طيب الله ثراه) سألتني: كل الحفل رائع يا احمد لكن احلى ما في هذه الليلة السيدة غادة الفنانة الجميلة..

واضافت: الانسان يفخر ان لدينا مواهب وجمال بهذه الصورة..

بعد ذلك اللقاء لم ار غادة وعلى عادة الاردنيين يحتجون بالظروف وانا امتلك شجاعة الاعتراف للقول (اننا نقصر بحق فنانينا)

مثل كل شيء محزن داهمني خبر حادث المرور المؤسف

لكن… احببت ذلك العزم وتلك الارادة في غادة التي ردت جمال الحياة الى فتنة (الحب) حين قالت في مقابلتها التلفزيونية مبتسمة (حب الناس انساني الالم)

اقول… بعد ان مرت علينا قصص الفنانين الاردنيين من متعب الصقار حتى هشام يانس ومن ربيع شهاب حتى ابراهيم ابو الخير شافى الله مرضاهم ورحم الله امواتهم اقول: لماذا في بلادنا لا نفطن لقيمة الناس الا حين يفارقون؟!

لماذا الفنان لا يؤخذ بيده في السراء والضراء ؟!

وهل هذا واجب الحكومة ووزارة الثقافة ونقابة الفنانين وحسب! ام ان الامر مسؤولية وطنية شاملة المؤسسات الوطنية التي تنعم بالرخاء وهو رخاء اوله واخره جهدهم وعطاء الوطن

كيف لمؤسسات امريكية واوروبية طورت معنا حماية الابداع وتشجيعه والوقوف خلف اصحابه ونحن لم نزل نتعثر في ايجاد قبر لمن يموت من الفنانين؟!

هؤلاء الفنانون لديهم اولاد في المدارس او الجامعات وليس لديهم ما يقيم اودهم وعندهم التزامات اما اقساط بيوت او اجارات بيوت
واحتياجات طبية وعناية نفسية كما وصفتها غادة (الحب ينسي الانسان الالم)

انا لا اميل الى اقتراحات بعض الكتاب الذين يطرحون المشكلة ويرون رأيهم هو الحل انا التمس التماسا انسانيا ان يبادر الجميع الى الاعتناء بالفنان الاردني هذا الانسان يفرحنا ونزهو به وهو يحمل رسالتنا للعرب وربما للعالم

في بلد مثل مصر وفي ستينيات القرن الماضي يتفرغ جمال عبد الناصر لعقد مصالحة تاريخية بين ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب فانتجت تلك المصالحة (انت عمري) والرئيس المصري السيد عبد الفتاح السيسي من تحت كل كاميرات الدنيا يقول للفنانة فاتن حمامة انا اتشرف بأن اتيك لاسلم عليك

في بلادنا نحتاج الى حث ومناشدة رجالات الاعمال واصحاب البنوك وقادة الشركات الوطنية الكبرى ان يلتفتوا الى ظروف فنانين بلادنا ولا نعفي الحكومة من واجبها تجاه الفن

كل رؤساء الوزارات في مصر راحوا بموتهم الى عالم الذكرى وكل رجالات الاعمال اندثر ذكرهم الا طلعت حرب ذاك المصري الذي فتح خزائن ماله وثروته واعتنى بالفنانين..

ايتها الغادة الفاتنة في عذوبة روحك.. سلامتك وسلام على كل من وقف معك وسكب الحب دفاقا في روحك وسلام لك وسلام عليك والسلام يشرق على بلادنا بامثال همتك وطلتك

غادة سيدة الكل انت مثلك لا يحتاج الى قدمين انت من ملاءت سماءنا بالتحليق فوق كل الازمات وصنعت من رفرفة الجناحين قصيدة للوطن.. انت روحك وابتسامتك جناحين لكل من يقدر الفن ويحترمه في هذا الحمى النبيل طبت وطابت همتك دوما





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :