facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاقتصاد الشبابي والثقافي ودورهما في تعزيز الهوية الوطنية


جهاد مساعده
02-01-2025 12:43 AM

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العالم، أصبح الاقتصاد الشبابي والثقافي أداة فعّالة لا تقتصر على تحقيق المكاسب الاقتصادية فحسب، بل تسهم أيضًا في تعزيز الهوية الوطنية.

فالشباب هم المحرك الأساسي للإبداع، والثقافة تمثل الجسر الذي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل. وعندما يتكامل الاقتصاد الشبابي مع الاقتصاد الثقافي، تتولد طاقة إيجابية قادرة على تنمية المجتمعات وترسيخ القيم الوطنية.

ويعتمد الاقتصاد الثقافي على الصناعات الإبداعية مثل الفنون، السينما، والتراث، كما يُعد أداةً فعّالة لتعزيز القيم الوطنية. فالثقافة ليست مجرد وسيلة للترفيه؛ بل هي لغة تُجسّد تاريخ الوطن وهويته الحضارية. من هنا، يلعب الشباب دورًا جوهريًا في إبراز هذه الهوية عبر تنفيذ مشاريع ثقافية مبتكرة تُواكب العصر.

أما الاقتصاد الشبابي، فيركز على تمكين الشباب لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع، حيث يُسهم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال دمجه مع الاقتصاد الثقافي. فعبر توفير فرص في مجالات ريادة الأعمال، التدريب والتكنولوجيا، يتحول الشباب إلى قوة دافعة قادرة على ابتكار منصات رقمية تُبرز التراث المحلي، وإطلاق مشاريع تُعيد صياغة الثقافة التقليدية بطرق عصرية، مما يُعزز مكانة الثقافة الوطنية ويدعم استدامتها في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية.

إنّ التكامل بين الاقتصاد الشبابي والثقافي يُسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية بطرق متعددة. فهو يعمل على إحياء التراث الثقافي باستخدام وسائل مبتكرة مثل تقنيات الواقع الافتراضي، التي تُقدّم تجارب غامرة تُبرز المعالم التاريخية وتضع الثقافة الوطنية في مصاف الاهتمام العالمي. كما يُعزز هذا التكامل القيم الوطنية بين الأجيال الجديدة من خلال الأنشطة الثقافية والمشاريع الشبابية، حيث يتعلم الشباب أهمية الحفاظ على التراث والتقاليد، مما يُعمق انتماءهم الوطني ويُشجعهم على التعبير عن هويتهم بأساليب عصرية. علاوةً على ذلك، يسهم هذا التكامل في دعم القوة الناعمة للدولة، حيث يُبدع الشباب في تقديم محتوى فني وأدبي يُبرز ثقافة الوطن ويعكس صورته الإيجابية على المستوى الدولي.

ومن خلال تمكين الشباب اقتصاديًا في قطاع الثقافة، سواء عبر ريادة الأعمال أو دعم المشاريع الإبداعية، يصبحون شركاء أساسيين في الحفاظ على القيم الوطنية وترسيخها للأجيال القادمة.

ومع ذلك، فإن تحقيق التكامل بين الاقتصاد الشبابي والثقافي يتطلب دعمًا مؤسسيًا قويًا وواضحًا. يتطلب هذا أن تعمل الدولة على توفير بيئة مواتية للشباب من خلال سياسات تُركز على تمويل المشاريع الثقافية، وإنشاء حاضنات للإبداع تدعم المواهب الناشئة، إلى جانب تطوير برامج تعليمية تُسهم في تعزيز وعي الشباب بقيمهم وهويتهم الوطنية. كما يُعتبر تنظيم المهرجانات الثقافية والمؤتمرات الوطنية من أهم المنصات التي تُتيح للشباب فرصًا للتعبير عن أفكارهم والمشاركة في الأنشطة الإبداعية، مما يدعم ترسيخ هويتهم الوطنية ويُشجعهم على استكشاف إمكانياتهم الإبداعية.

إنَّ الاقتصاد الشبابي والثقافي ليس مجرد وسيلة لتحقيق المكاسب الاقتصادية، بل هو أداة استراتيجية تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية. ويُمثل التكامل بينهما جسرًا متينًا يربط الأجيال بماضيها العريق، ويُعيد تشكيل الحاضر بأساليب مبتكرة، مما يمهّد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة. ويُعتبر التاريخ الأساس الذي نستشرف من خلاله المستقبل، إذ يوفّر فهمًا عميقًا للعلاقات بين الأسباب والنتائج، مما يُساعد على اتخاذ قرارات تُعزِّز التنمية المستدامة وتُكرِّس الهوية والقيم الوطنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :