على أعتاب ولادة اولى دقات عام 2025 ، نودع عام 2024 مع عد انفاس الرمق الاخير لدقائق الساعة فيه ، ذلك العام المارق الغارق بفوضى السياسة و بعثرت القطاعات و تباين الخطوط ما بين صعود و هبوط في المنحنيات المرسومة على أوراق رسم البيانات ، هذه الخطوط التي يستدل بها الخبراء و يراقبها العرافين و علماء التخطيط الاستراتيجي ، و يبنوا عليها التوقعات و المؤشرات و الآراء لشرح حصاد ما جرى في عام مضى و واقع حاضر اليوم و توقع مستقبل ما يمكن أن نرى .
الماضي القريب و الحاضر ما زال يكتبه دماء الشهداء ، دماء كالامواج صنعتها ضوضاء آلة القصف للثكنة العسكرية الاسرائيلية على غزة و شمالها وحي الزيتون ، محاولة اقتلاع جذوره من أرضه ، و ما استطاعوا الا إسقاط أوراقه ، اوراق مكتوب عليها أسماء الاطفال و الشيوخ و النساء و الأطباء الذين قضوا و صمدوا في وجه هذا القصف الوحشي .
قصف اشتد عاصفة من الانواء هبت على شواطيء العروبة لتمزقها و تدمر سفن وحدتها واحلامها و تغرقها في وحل القتل و التدمير والإبادة و التهجير ، قصف من عدو ابتلينا به بلا ضمير و لا نملك عليه نصير الا دعواتنا و دعاؤنا و صرخات آلامنا و صوت نقرات أقلامنا من فوق سطح صفحاتنا ، عاجزة عن الكلام وهي تتألم و رؤوسها ثملت و تخدرت و أثقلت بأحرف ينتابها القلق تارة والامل تارة أخرى ، تصرخ متى القرار نحو الاستقرار و يكون لنا الخيار بجرعة من الراحة وقسط من الاستراحة وسط كل هذه الفوضى التي يعبث و يلهو بها الهواة و يشعل من تحتها الطهاة نارا ، يأكل الطغاة بعدها من ارواحنا و اجسادنا التي صارت جدارية يرسم عليها الغزاة خرائط حصصهم من ارضنا و ثرواتنا و احلام اطفالنا و دمعات امهاتنا فوق اكفاننا التي نفذت ولم نعد نملك منها ما نواريهم بها الثرى .
ختاما وداعا 2024 ، وداعا لكل ما فقدناه و خسرناه و حصدناه من احزان ، لكن عزاؤنا بأيماننا بأننا قادرين على أن نورث أبنائنا تراب اوطاننا و أن رحلت اجسادنا فهي اوراق تسقط لكن أرواحنا هي جذورنا ، جذور الزيتون في ارض الوطن الذي نريد له أن يكون واحة للسلام و الوئام ، نحميه من شر اللئام الراقصين على عاطفة وعينا و شرائع ديننا و تسخيره كسكين اللحام يقتطع من لحمنا و دمنا و يحرمنا من حقنا في الكلام بأننا أمة و دولة نريد أن نبنيها بسواعدنا بأمانة و اخلاص و نحميها بالمهج و المقل.
متى نستيقظ و ننزع فكر الجهلاء و غشاوة الدهماء و نرد كيد الاعداء و الدخلاء و نعلن أنه آن أوان فرحنا و اعراسنا و نهدم بيوت العزاء .
متى ؟
كل عام وانتم و الاردن اقوى و حالة الأمة العربية افضل في 2025 وأقل تشاؤما ، عام نحصد فيه تفاؤلا و نماء لوطن و عدناه و عاهدناه بأن يظل عزيزا كريما آمنا مطمئنا مستقرا.
و على أمل تحرير الأرض والانسان والنهضة والتنمية والأمان.