العلاقات العربية الأوزبكية: صلات تاريخية وتتطور فعّال
عبد الحميد الكبي
01-01-2025 03:43 PM
ترتبط جمهورية أوزبكستان التي هي جزء فاعل في العالم الإسلامي بعلاقات تاريخية قوية وعميقة مع العالم العربي.
ومنذ أن حصلت اوزبكستان على استقلالها التسعينات من القرن الماضي، تمكنت أوزبكستان من إقامة علاقات موثوقة وودية مع العالم العربي اتّبع الرئيس الراحل إسلام كريموف مسارات صحيحة للسياسة الخارجية بما يخدم مصالح البلاد والمضي في تأسيس العلاقات مع البلدان القربية والبعيدة وضمنها الدول العربية، لتشهد العلاقات العربية الأوزبكية اهتماماَ وازنًا من قِبل الجانب الأوزبكي .
في 2007 خلال مشاركة وفد جامعة الدول العربية في المؤتمر الدولي إسهام أوزبكستان في تطور الحضارة الإسلامية، التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس الأوزبكي إسلام كريموف لمواصلة المباحثات التي جرت سابقًا في القاهرة ، من أجل مزيد من التعاون العربي مع آسيا الوسطى والمزيد من دعم آسيا الوسطى للقضايا العربية .
يعود الفضل في توسيع العلاقات الأوزبكية العربية إلى الرئيس الراحل إسلام كريموف، الذي زار العديد من الدول العربية، ، إذ ترتبط اوزبكستان مع الدول العربية بمظلة منظمة التعاون الإسلامي .
تكتسب العلاقات العربية الأوزبكية أهمية كبرى ونموًا في كافة المجالات، كذلك الأمر في الفضاءات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،بدأت في السنوات الأخيرة العلاقات تتطور بين طشقند والدول العربية لتشهد نقلة نوعية في مختلف المجالات، حيث تبدي الدول العربية اهتماما كبيرا لأوزبكستان باعتبارها سوقاً استثماريا واعد.
ولعب نهج النجاحات للرئيس شوكت ميرضيائيف في تعظيم الإصلاحات والنمو والتقدم، لتصبح أوزبكستان نموذجًا يُتحذى به في ظل العديد من المشتركات وعلى رأسها الدينية والثقافية والحضارية التي تمثل جسوراَ مهمة للتبادل الثقافي والتقارب الفكري لاسيّما روابط الدين التي تجمع الدول العربية و أوزبكستان في مصير مشترك.
وتولي أوزبكستان اهتماماَ خاصًا لدارسة اللغة العربية وتاريخ العرب وثقافتهم، وكتب كثيرون من العلماء عددًا كبيرًا من المؤلفات الكبيرة في القرون الوسطى، وتلعب هذه الملفات الكبيرة بالعربية دورًا ثقافيا تلاقحيًا كبيرًا، باعتبارها من روائع الأدب العالمي ولتطوير الثقافتين الأوزبكية والعربية
التي تتسم بالتميز على مخلتف المجالات.
كما أكد الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف نحن فخورون بأن اثنين من علماء العالم الإسلامي الستة الكبار ولدوا ونضجوا في منطقتنا، واشتهرت بخارى القديمة تحت اسم "قبة الإسلام". ومن المعروف أنه في بداية القرن التاسع، كان أكثر من 200 عالم من آسيا الوسطى يمارسون النشاط العلمي في مجمع "بيت الحكماء" في عاصمة الدولة العباسية. وقال رئيس أوزبكستان إن علمائنا الكبار مثل موسى الخوارزمي وأبو ريحان البيروني وأحمد فرغاني وابن سينا ابتكروا أعمالهم العلمية التي لا تقدر بثمن باللغة العربية الجميلة والمتقنة واكتسبوا شهرة في جميع أنحاء العالم.
سبق أن زار الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف في السنوات الأخيرة العديد من الدول العربية، حيث لعبت دورًا كبيرًا في تطوير العلاقات ولتدشن مرحلة جديدة في العلاقات الأوزبكية العربية توجت بتوقيع العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات وشكلت نقطة انطلاق فاعلة في العلاقات العربية الأوزبكية
حيث شارك فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان في 19 يوليو في القمة الأولى لقادة مجلس التعاون لدول آسيا الوسطى ودول الخليج العربية.
بالإضافة إلى مشاركته في القمم العربية الإسلامية في الرياض لتعزز العلاقات بين أوزبكستان والدول العربية في مختلف المجالات في مسيرة التقدم والازدهار الذي تشهده أوزبكستان في السنوات الأخيرة تم تشكيل سياسة تعزيز الصورة الإيجابية لجمهورية أوزبكستان على الساحة الدولية كدولة قانونية ديمقراطية حديثة ومتطورة .
وتعتبر أوزبكستان الآن بلدًا ذا اقتصاد متنوع يشمل صناعة السيارات، وإنتاج النسيج، والإنتاج الزراعي، وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات الأخرى، كما أن الإمكانات السياحية الثرية والتراث الثقافي النادر لأوزبكستان يمهدان الطريق نحو تطوير قطاع السياحة، فعلى أراضي أوزبكستان يوجد أكثر من سبعة آلاف من الآثار التاريخية المعمارية حيث تتركز أشهرها في مدن "سمرقند و بخاري وخيوي وشهريسبز وطشقند " وغيرها من المدن العريقة.