facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين تُصبح كلمة الحق مشبوهة .. وقضية الشرفاء موضع اختبار


محمود الدباس - ابو الليث
31-12-2024 05:23 PM

في زمن أصبحت فيه القيم والمبادئ عُملة نادرة.. تواصل معي شخص يمتلك المال والقدرة.. وقال بثقة مَن يعرف الطريق "أنت تكتب عن تشجيع الاستثمار.. وزيادة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.. وتشغيل الشباب.. وأنت تعرف الكثير من المسؤولين.. ولديك علاقات جيدة.. فلماذا لا تستغل هذا في مشروع؟!.. سأدفع وأتكفّل بكل شيء.. فقط اطلب ترخيصاً وأرضاً بسعر تفضيلي"..

صمتُّ للحظة.. وبدأت الأفكار تتصارع في ذهني.. هل هو بسيط التفكير.. لدرجة أنه يظن أن قلمي يمكن أن يُباع؟!.. أم أنه عميق الإدراك.. لدرجة أنه يظن أنني أكتب عن الفساد لكشفه.. فقط لأبتز به المسؤولين.. وأحقق مكاسب شخصية؟!.. أم ربما أراد أن يختبرني.. ليعرف هل ما أكتبه نابع من قناعة ومبدأ.. أم أنه مجرد وسيلة للوصول؟!..

في الحقيقة.. الاحتمالات كلها واردة.. ولكن ما يعتصر القلب ألماً.. أن مثل هذه المواقف.. باتت تعكس فهماً جمعياً مشوّهاً.. فالناس لم تعد تفرّق بين صوت الحق.. وصوت المصالح.. والسبب في ذلك بسيط.. ولكنه عميق.. فأولئك الذين جعلوا من المعارضة مهنة.. ومن ركوب الأمواج وسيلة للوصول.. ومن الشعبوية ستاراً يُخفون خلفه أطماعهم.. ومصالحهم الضيقة الشخصية..

رسالتي هنا ليست لهذا الشخص فقط.. بل لكل من يرى في قلمه.. أو موقفه أو صوته.. سلاحاً لتحقيق مكاسب.. أقول لهم.. هناك مبادئ لا تُباع ولا تُشترى.. هناك أناس ما زالوا يكتبون من أجل الخير للبلد.. وأهله.. ونظامه.. أناس يؤمنون أن العدالة.. ليست تجارة.. وأن محاربة الفساد.. ليست وسيلة لابتزاز أحد..

وأقول لكل من أصابه الشك في النوايا.. أن الخير ما زال في أمة محمد إلى يوم القيامة.. وما زال هناك من يرفض أن يكون حرباءً تتلون حسب المواقف.. أو متسلقاً يبيع قلمه لأول مشتري.. نعم.. هناك "متشعبون" يتكشفون عند أول اختبار.. ولكن هناك أيضاً مَن لا تشتريهم الدنيا بكل ما فيها.. لأنهم باعوا أنفسهم لله.. وللأردن الأغلى..

وختاماً.. الحق لا يحتاج إلى تبرير.. ولا يحتاج إلى أرض.. أو ترخيص ليُثبت وجوده.. فقط يحتاج إلى مَن يؤمن به.. ويقف صلباً في وجه كل مغريات الدنيا.. لأن كلمة الحق لا تُقدر بثمن.. ولا يُجازى عليها إلا بثواب لا ينفد..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :