facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفريق عبدالرحمن العدوان


د. صبري ربيحات
31-12-2024 04:02 PM

في عالم المقاربات التي نجريها بين من نعرفهم نقول في العادة ان فلانا يشبه فلان وان في زيد صفات تشبه تلك التي يتحلى به عبيد.. يصح هذا الكلام على كل شخص عرفته لكنه لا ينسحب على شخصية الفريق عبدالرحمن العدوان.

قابلته للمرة الأولى في كلية الشرطة الملكية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي وقد كان حينها رائدا وانا ملازم ثاني . كنت وقتها اخطو أولى خطواتي في جهاز الامن العام واحاول ان اكون انطباعات عن العاملين وعن مراكزهم ومواقعهم وخصائصهم اظن انه كان في قوة البادية .

كان عبدالرحمن العدوان مختلفا في كل شيء في وقفته ونظراته الحادة وفي تحفزه وفي بعده عن ما يقوم به الضباط عندما يلتقون في الساحات والنوادي فهو جدي وحاد وكأنه في حالة التهييؤ يضفي على الموقف وقارا يصعب على جلساءه اختراقه.

يتحلى ابو ياسر بشجاعة استثنائية وروح إقدام لمسها قادة الجهاز في بواكير خدمته التي استحق عليها ان يرفع استثنائيا من ملازم أول الى رتبة نقيب.

لعبدالرحمن العدوان طريقة مختلفة في السؤال والتوجيه والمسير والاستقامة وحب العمل . لم اره في حياتي ساكنا فهو اما متيقظا وإما متفحصا وإما موجها وكأنه خلق ليعمل وينجز .

تعلم الباشا العدوان في جامعات مصر وارتبط بشريكة عمره السيدة ام ياسر وبقي رجلا مستقيما مخلصا لاسرته ومحبا لعمله ولصيقا بالقيم الاردنية النبيلة.
في كل جمع تراه تستدل على حضوره من وقفته المستقيمة والتزامه بقواعد الفروسية وأخلاق النبلاء .

بالرغم من اني لم اتشرف بالعمل بامرته ولم احظى بزمالته في اي من المواقع التي حل فيها الا اني زرته في مكتبه وانا في اعارة الى مؤسسة الملكة نور الحسين وهو برتبة فريق وانا لا زلت برتبة مقدم وقد رحب بي واستمع لما قلت وكنت حينها اطلب احالتي على التقاعد . لقد حاول ابو ياسر نصيحتي بان ابقى ولكنه لبى طلبي بخلق عربي يفصح عن انسانية لم تتوار وراء جدية الرجل وصرامة ملامحه.

تزاملنا لاحقا في خدمة الاردن يوم كان عضوا في مجلس الاعيان وكنت وزيرا للثقافة وكنت اعبر له من وقت لاخر عن امتناني بما قدمه لجهاز الامن العام ولبلده ومجتمعه..

اعرف ان الموت حق وأننا جميعا نسير على هذا الطريق لكن رحيل رجل بصفات ابو ياسر وسجل خدمته خسارة حقيقية يشعر بها كل من عرفه ...الرحمة لروحك يا أبا ياسر وانا لله وانا اليه راجعون .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :