الخليجيون لا يشترون بالمال يا فؤاد الهاشم ..
د.حسين الخزاعي
08-06-2011 02:57 PM
الكلام الفارغ نوعان : النوع الأول، لا يتعدى صف الحروف، بلا معنى، أما النوع الثاني، فهو كلام يبدو من الوهلة الأولى عادياً ،و لكن بعد التدقيق، تجده بدون حقائق تثبت صدقيته. والتعامل مع الكلام الفارغ ينطلق من قاعدة ذهبية تتمثل في استبداله بكلام له معنى، وسند، واثبات، وحتى لا يُوصف الكاتب بالجاهل، والمحرض، والمفتري ، وصفيف الحروف، وهي صفات منبوذه من المجتمع ، حتى لو كتب عموده الصحفي في أرقى المجلات، والصحف الدولية، أو العربية، فنحن في عصر العولمة، والمعلومه لم تعد حكراً على الكاتب، مهما كان هذا الكاتب يحمل من القاب، وعلم، وخبرة، ومهارات اللعب في الكلمات، وقولبتها، واعادة تشكيلها .
اخترت هذه الاطلالة للحديث عن عدة مقالات مقالات للسيد فؤاد الهاشم ، الكاتب في جريدة الوطن الكويتية في عموده صاحب العنوان الغريب " علامة تعجب!!" ، ولما ورد على لسانه في المقابلة الصحفية مع موقع ايلاف الالكتروني بتاريخ 4/06/2011 والتي تطاول فيها على الاهل في الخليج ويصفهم بالشعوب التي يمكن ان تشترى بالمال مقابل السكوت وغض الطرف عما يجري في العالم العربي من ثورات، وعملاً بالتوجيه الرباني " فذّكر إن نفعت الذكرى " ، وحتى نصل إلى حكم رشيد على الكاتب ، ومقالاته، ومضامينها الغريبة العجيبة، وكمتابع لما يكتب " الهاشم " في عموده منذ سنوات ما قبل التعولم؛ وصعوبة الحصول على الصحيفة إلا إذا أُرسلت لك بالبريد العادي ، يقتضي الواجب والأمانة العلمية أن نخوض في فكر الكاتب، والاشارة إلى مضامين بعض المقالات التي تناولها في كتاباته، وحتى لا نطيل ونسرد في كتاباتنا، نتوقف عند بعض ما ورد في بعض المقالات من ردح وشطح ، ومنذ سنوات وعلى راي السياسيين سنبدأ من الآخر ومنها ما يلي:
1 - لقد تجاوزت إساءة الكاتب بعض الشعوب العربية، وحكامها، وقادتها حتى وصلت إلى الأهل في " الخليج العربي "، فقد صرح في مقابلة منشورة يوم السبت ( 4/06/2011 ) على موقع " ايلاف " الالكتروني ، بأن الشعوب الخليجية يمكن أن تشترى بالمال مقابل السكوت وغض الطرف عن ما يجري في العالم العربي من ثورات عربية، وعدم وصولها لدول الخليج، وانقل لكم حرفياً نص السؤال، والجواب كما ورد في المقابلة:
السؤال: ما هو تأثير موجة الثورات التي تعم المنطقة العربية على دول الخليج؟
الجواب: فؤاد الهاشم: يوجد في الخليج حلان لا ثالث لهما لكي تمرّ تلك الثورات بعيداً عن دول الخليج فإما أن يتم اللجوء لصناديق الانتخابات أو " اتشق فلوس" أي يفتح الحكام حافظة نقودهم، ويغدقوا الأموال على الشعب.
وبدوري لا اجد تعقيباً على كلام الكاتب " الهاشم " الا حسبنا الله ونعم الوكيل ، والرد عليه قائلاً : أهل الخليج بلادهم أمنه مستقرة، وقادتهم رموز وطنية، تاريخهم معروف، وفكرهم عروبي، وأياديهم بيضاء، ومواقفهم مشرفه، ويتقون الله في خطواتهم، وقراراتهم ؟ فلتتق الله عندما تمسك القلم وتنسج هذه التلفيقات والافتراءات على الاهل في الخليج .
2 – بتاريخ 21 ايار 2008 استطاعت دولة قطر أن تحقق حلم اللبنانين ، وجمعت الفرقاء اللبنانين في قطر، وبموجب اتفاقية الدوحة تمّ إنهاء الخلاف بين الفرقاء ، وعودة الحياة، والاستقرار، والأمن إلى لبنان، وهو جهد كبير قامت به الدبلوماسية الخارجية القطرية التي يترأسها " الدينامو " رئيس مجلس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بينما كانت الأعين العربية مشدودة إلى قطر، وتتابع هذا النجاح الكبير، خرج علينا الكاتب " فؤاد الهاشم " في اليوم نفسه في مقال عرمري بعنوان : " احلقوا نصف شواربكم " يتمنى في مضمونه أن ترزق السماء بصاروخ ارض – جو ، حتى لو كان من إسرائيل، وتقوم هذه الصواريخ بتفجير الطائرتين اللتين يسافر عليها قادة الأحزاب اللبنانية " الموالاة، والمعارضة " ، حتى لا تتم المصالحة ، ونحن إذ نقرأ هذا الكلام، نقول له: لماذا كلّ هذه الأماني المخملية؟! ويقول في المقال ذاته: " واليوم أعلن استعدادي لحلق نصف شاربي، وترك النصف الآخر لمدة شهر كامل، إن نجحت قطر في إيجاد حل للأزمة اللبنانية". ولعلّ الجميع يعرف أن الدبلوماسية القطرية قد حققت نجاحاً مشهوداً في حلّ الأزمة اللبنانية، وتمّ انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيسا للبنان، والانظار العربية تركزت على الدور القطري المبهر في إنهاء الأزمة ، ووأد الفتنة ، مضت سنوات على هذا النجاح القطري ،ولم يفِ " الهاشم " بوعده ويحلق نصف شاربه؟.. فليفعلها: إذا كان كلامه يُحمل محمل الجد، أم أنه من الكلام الفارغ الذي لا معنى له؟! الإجابة تبدو واضحة ببقاء كامل شاربه.
إنّ الصحف التي تحترم نفسها تفي بوعود كُتابها، فهل تقم جريدة الوطن الكويتية بنشر مقالات الهاشم وهو في نصف شارب في حال عدم رغبته بالايفاء بوعده، وحلق الشنب كاملا؟؟؟. أم أن " الهاشم" اختار العمل بالأغنية المعروفه للمطرب اللبناني المشهور طوني حنا " خلي الشوارب على جنب " .
3 – في غمرة الهجوم الهمجي الإسرائيلي على غزة، والذي استمر من يوم 27 كانون اول 2008 ولغاية 18 كانون الثاني 2009 ،واطلق عليه لشدة عملياته العسكرية ( عملية الرصاص المسكوب)، فبدلاً من قيام الكاتب" الهاشم " بتسطير مقالات ترفع معنويات المناضلين الفلسطينين ووصف الاستبسال، والصمود الفلسطيني، والترحم على استشهاد( 1417 ) فلسطينياً (من بينهم 926 مدنياً و281 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين بجروح متنوعة، بالاضافة إلى هدم العديد من المستشفيات والمدارس، والجامعات، والمنازل، والبنية التحتية في غزة، وبدلاً من تسخير براعته في الكتابه؛ لتعرية الجيش الإسرائيلي في استخدامة لكافة الأسلحة، وفي طليعتها المحرمه دولياً؛ نجد " الهاشم " يسخّر فكره، ويكتب مقالين :الأول بتاريخ 23 /12/2008 بعنوان: " بنو النظير ، بنو حماس " يستخدم فيه كلمات بذيئة جداً في شتم الفلسطينين، ووصف القيادي خالد مشعل في صفات يعف اللسان عن نطقها، واليراع عن كتابتها، وعندما اشتدت النيران، والهجوم الصاروخي، وارتكاب المجازر في غزة، تشتد افكار، وهرقطات " الهاشم" ونشر في مفردات غسيله الوسخ رافعاً فيه سقف السباب، والشتائم بمقال بتاريخ ( 3/01/2009 ) بعنوان: " النضال، وسط ثمانية أفخاذ " ، يستهزء في المقال من شهداء " غزة " ، يستهزء من شهداء غزة، ويشير علانية إلى الشهيد الدكتور " نزال ريان " القيادي الحمساوي الذي استشهد في عملية عسكرية استهدفته، فقتل مع جميع افراد اسرته، ويطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقالة ضرب غزة بالكيماوي. ويواصل سبابه، وشتائمة عندما يعتبر أن احتلال اسرائيل لفلسطين ستين سنة كاملة بمثابة عقاباً وسخطاً، ولعنة على شعب نسوا الله فأنساهم أنفسهم،ويستمر بشتم غزة، ورام الله، وجنين، وطولكرم، والخليل ونابلس، وعمان، والوحدات، وعلى الفلسطينين الذين يقول عنهم بأنهم " أكتافهم، أصبحت اسمن من أكتاف العجول الأمريكية، فالمواطن الكويتي وهبهم صدقات أمواله حتى تورمت رقابهم كرقاب البقر الهولندي!!." وهذه تذكرنا بشتائمة لحزب الله، وحسن نصر الله ابان حرب تموز 2006 ، بالله عليكم عندما يستخدم كاتب هذه المفردات ماذا ننتظر منه ؟! .
4- تصل درجة الإعجاب بالقادة الإسرائيلين عند " الهاشم "، ويصفهم بالمخلصين، والأوفياء، ويتضرع إلى الله أن يرزق الأمة العربية في قادة وحكام على شاكلة المخلص الوفي رئيس الوزراء الأسرائيلي " اولمرت " أو غيره من القادة اليهود!!.
5 – لم اسمع، ولم اقرأ في حياتي يوماً لكاتب عربي، يطالب بتمزيق الامه العربية، وعدم الدعوة إلى التكاتف، والوحدة، والعون، والتراحم بين أبناء الأمه العربية إلا " فؤاد الهاشم ". فهل يضر انضمام الاردن، والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي دول الخليج ، أم يدعم بناء الوحدة العربية ويحقق التألف، والتواد والتواصل بين الشعوب العربية؟؟!
والعودة الى مقالة " الهاشم " التي سطّرها بتاريخ 13/5/2011 ، والتي اجزم انها لن تكون الأخيرة، في سلسلة كتاباته العروبية؛ فسجله معروف بأرائه عن الدول التي تحقق نجاحات في العالم العربي، وتحترم شعوبها، ووجودها على الخارطة العالمية، فالكاتب المحترم يدبّج مقالاً عرمرمياً في زاويته الاعجوبة( علامكة تعجب) يشير فيه بأنه بصراحة شديدة، ليس متحمساً ولا مؤيداً ولا راضياً عن حكاية انضمام «الأردن والمغرب» إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ، ويصف شراكة الأردن بالمرهقة اقتصادياً، ومالياً، وسياسياً منذ تأسيسها، فهي بلا نفط، ولا غاز، ولا موارد طبيعية، وارضها بركانية لا ينبت فيها عود اخضر الا بنصف غالون من المواد الكيميائية، تعيش على المساعدات، والقروض والهبات، وتحويلات الأردنيين – من اصول فلسطينية – في شتى بقاع الأرض، عدد سكانها حوالي ستة ملايين،(10 %) فقط منهم من اهالي الاردن الأصليين، والباقي خليط يتصارع عليه حركات «النضال الثوري الفلسطيني من "«حماس " و«فتح»، وجبهة شعبية، وجبهة ديموقراطية، وجماعة سورية، وجماعة العراق، وجماعة ليبيا، وجماعة اسرائيل.. و«انت رايح»! نسبة المواليد به هي.. ثلاثة اطفال في كلّ.. دقيقة! ومعدل البطالة للذكور %11 وللإناث %23، أي ما يعادل ثلث السكان، أي حوالي 2 مليون نسمة سوف يتدفقون على دول الخليج الست للبحث عن عمل أو فرصة، أو حتى.. زوجة خليجية لـ«الذكر» وزوج خليجي لـ«الانثى»، في الوقت الذي يبحث فيه مئات الآلاف من الشباب السعودي، والعماني والبحريني ،والكويتي عن.. وظيفة!!
ما كلّ هذا الإيثار، والموضوعيّة يا محترم؟؟ وما هذه السريرة النقية التي تبوح بهذه الدرر؟؟ .
ومقالة " الهاشم" مليئة بالمغالطات التي لا تخفى على أحد، ولأن الحقيقة حق، والمعلومة الصادقة المعروفة المصدر، تخدم الباحثين، والمفكرين، وتكشف زيف المشككين، ولأننا في الأردن نُعلم أولادنا قبل التحاقهم في دور الحضانة، أي قبل التحاقهم بالمدارس، نُعلمهم الحكم، والأمثال العربية الأصيلة " الكلام صفة المتكلم "، وإذا اتتك مذمتي من ... ، ونعلمهم الكرم والمرؤة، والشجاعة، والجرأه ،والانتماء، والامانة، والجدية، والولاء والانتماء ،وحب الوطن، وقول الحق ، وهذه سمات الشخصية الأردنية المعروفة للجميع ، سأتجاوز الكلمات البذيئة ، واكتفي بتذكير كاتبنا المغوار فؤاد الهاشم بالحقائق التالية :
1 الاردن لا يهمه النسب، والأعداد، والمعادلات، والأرقام التي ذكرتها عن الأصول، والفروع، وهي بالمناسبة أرقام ليس لها وجود على أرض الواقع، وغير حقيقية ، فالأردن يا اخي العزيز أول مادة في دستوره تنص على أن: " الأردن دوله عربية ، والشعب الأردني جزء من الأمة العربية " ، وفي الجامعات الأردنية يدرس طلبة يمثلون (50) جنسية عربية واجنبية، والأردنيون، والأردنيات يتزوجون من (36) جنسية عربية وأجنبية، وهذا دليل انفتاح، وليس انغلاق، أو تقوقع ،والأُسر الأردنية موجودة في بقاع الدنيا كافة، والوحدة الوطنية بين أفراد الشعب الأردني أبعدت هذه التقسيمات ، والتقزيمات التي تتحدث عنها ، والأردن بُني طوبة طوبة بتعاون، وتكاتف أفراد المجتمع بمختلف أطيافه.
2 – يدخل الأردن يومياً عن طريق البحر، أو الجو، أو البر، ما لا يقل عن (26000) ستة وعشرين الف قادم ، وزائر من (74) جنسية من مختلف أنحاء العالم، ولعلك أيها الكاتب المحترم من الذين يزورون الأردن، واستمتعت في طيب الأقامة، وفي مناظره الخلابه، ومناخه المعتدل الجميل ، ولا داعي لكتابة ماذا تزور؟ واين تذهب ؟ ومع من كنت تجلس عندما تحضر للأردن ؟. وتقول يا كاتبنا العزيز الأردن دولة " بركانية" !.
3 – يصف الكاتب الأردن بأنّه مرهق اقتصادياً ومالياً وسياسياً منذ تأسيسه، فهي بلا نفط ولا غاز ولا موارد طبيعية ". وسؤالي الذي لا يختلف عليه اثنان هل هذا ينتقص من وجود الأردن ، ومكانته المرموقه على الخارطة العالمية؟ فالأردن الصغير دخل إلى قلب العالم الكبير بفضل ابداعه ومواقفه المعلنه، والمشرفه، واستطاع ان يستقطب الكفاءات والعقول ، وان يصبح محط انظار العالم، فالمؤتمرات العالمية الاقتصادية " دافوس " تعقد في الاردن، والحائزون على جوائز نوبل في مختلف العلوم يجتمعون من كافة بقاع الدنيا في الاردن، والمسابقات العالمية والراليات وسباق السيارات العالمي يجري في اجمل مرتفعات ومناطق الاردن. والأردن اسس اول جامعة له الجامعة الاردنية في عام 1962 ، وبقي (15) سنه بدون جامعة ثانية حتى العام 1976 عندما اسس الجامعة الثانية في الاردن " جامعة اليرموك "، واليوم يوجد في الاردن (30) جامعة خاصة وحكومية . وعندما تاسست المملكة الاردنية الهاشمية في عام 1921 كان عدد المدارس (19) مدرسة فقط ، وكانت اللغة التي يدرس بها الطلبة اللغة التركية، نحن اليوم نفتخر بوجود ارقى المدارس على مستوى الوطن العربي، والأمية الأبجدية والأمية الالكترونية تكاد تكون معدومه في الأردن ! لأن الأردن استثمر في الموارد البشرية، وسخّر موارده المعدومة كما تدعي يا كاتبنا المبجل، وطاقاته الشبابية لتعليمهم، واكسابهم مهارات الإبداع ، والاعتماد على حبّ النفس ، والصبر، والاخلاص في العمل، والمواطن الاردني طموحاته بلا حدود ، وتكاد الاردن ان تكون الدولة العربية الوحيدة التي تعاني من بطالة بين حملة شهادات الدكتوراه والماجستير، وحملت الشهادات الجامعية يخدمون وطنهم، ويعملون وينحتون في الصخر والحجر، ويزرعون الشجر ، ولا يتأفأفون من عمل في بلدهم ولا ينتظرون العمل المناسب والراتب الأنسب، والسياره الفارهه، والعامل الاردني في شتى الحقول والميادين مشهود له بالنزاهه والاخلاص والامانة والاستقامة في العمل ، وما بين الاستثمار في الانسان ، والاستثمار في البترول والمعادن بون شاسع.
4 – اما قول الكاتب المحترم بأن الأردن أرض بركانية لا ينبت فيها عود أخضر الا بنصف غالون من المواد الكيماوية " ، وهذا كلام عجيب غريب " فالأردن متعدد الفصول، والمناخات، وأرضة طيبة كالحناء، صالحة لكلّ انواع الخضروات والفواكه والأشجار المعمرة، والنادرة، في الاردن (17) مليون شجرة زيتون ، ويطلق عليه الاردنيون " البترول الاخضر " ، اضافة الى الاعشاب الطبيعية والمراعي الصالحة ، فهذا البلد الأمين، بلد التين والزيتون والعنب والنخيل والتفاح والتوت والليمون، والبرتقال والموز،اما البطيخ، والشمام، والفراولة، والخس والملوخية والبازيلا والبطاطا والخيار والفقوس من افضل الانواع الذي تشتهيها انت شخصيا، وعشرات الأنواع التي تباع على قارعة الطرق بالأكوام، ناهيك عن الورود البرية والمنزلية فانها تفوق الوصف، ولعلي في زياراتك القادمة للأردن ادعوك لزيارة منزلي المتواضع جدا " شقة ارضية في عمارة " لترى بعينك ان حديقة منزلي التي مساحتها لا تتجاوز الـ (100) متر فقط ، يوجد بها (20) شجره مثمره من مختلف انواع الفواكة ، وفيها الورد والريحان والنعنع والزعتر والميرمية والبقدونس و .. ، وفيما يتعلق بالأجبان فاننا سبقنا فرنسا ام الجبنة،اما عن اللحوم فأسال الاسواق العربية فانها تشهد لنا، وبسبب هذا الغطاء فالاردن جنة من الطيورالجميلة، ولتعدد مناخاته اصبح محطة للطيور المهاجرة شتاء من كل بقاع الارض، وخاصة اوروبا.اما الطامة الاكبر بعد الارض البركانية،هي استعمال " الهاشم "عود اخضر" فالعود لغة هو قطعة يابسة من غصن، ولايكون العود عودا الا بعد تجفيفه وتصليبه، فيقال عود حراث، وعود كبريت، وعود بخور....هذا العود لا يمكن أن يكون اخضر، وهذه سقطة كبيرة، كان اولى به ان يقول " فسيلة، شتلة ،غصن اخضر " ، فيما العود الاخضر اصطلاح صحراوي للجهل المطبق في فن الزراعة،الفضيحة الاكبر هي ان العود الاخضر بحاجة الى نصف جالون من المواد الكيماوية ونحن نسأل " الهاشم " كيف يسقى العود الاخضر بالمواد الكيماوية ام ان الهاشم الذي اصبح خبيرا زراعيا يربط كل شيء بالمواد الكيماوية، ولأن " الكيماوي " كلمة يرددها في مقالاته وحلم يراوده لن نستغرب ان يخرج علينا في مقال قادم يطلب من " نتنياهو " ضرب الاردن بالكيماوي كما طلب ذلك من " اولمرت " ابان العدوان على غزة التخلص من غزة وسكانها بضربهم بالكيماوي !.
5- يتضح مما ورد في مقال " الهاشم" بان معرفته ضحله في جغرافية وتاريخ وديموغرافية الاردن ، لذلك اسمح لي يا كاتبنا العزيز ان ادخل الى " الميموري " الموجوده في دماغك ، واعمل " رفرش " ، واذكرك ببعض المناطق السياحية في الاردن ، هل تتذكر البتراء التي تصنف دوليا من عجائب الدنيا السبع ، والبحر الميت اكثر المناطق انخفاضا في العالم، وجبال عجلون والشراه ورم، وجرش ودبين والمدرج الروماني في عمان ، ام قيس ،قلعة الكرك ، قلعة الربض، ومنتزهات عجلون وجرش وزي وعلان وجلعاد، مقامات الصحابة، شواطيء العقبة ، قلعة الكرك وقلعة الربض والطفيله ومعان والازرق و.....، والاهم من كل هذا هل قرأت تاريخ الاردن جيدا ؟! .
وبعد ،،، مراجعة سريعه لقراءة مقال الكاتب فؤاد الهاشم ، المحشوة بالاخطاء والتحليلات لا تدفعنا للعتب على الكاتب الذي ظهر بان معلوماته عن الأردن ضحله، او اضحلها عن قصد، ولغاية في نفس يعقوب، ولكن نرفع سقف العتب على جريدة الوطن الكويتية التي تسمح لمثل هذه المقالات ان تنشر عبر صفحاتها، ولان الكلام وعد يجب ان يُحاسب عليه القائل او الكاتب، فإني اتمنى على جريدة الوطن نشر مقالات الكاتب فؤاد الهاشم وهو في صورته الحقيقية كما وعد في مقاله الذي اشرت اليه، ووعد بان يحلق نصف شاربه، اذا نجحت المصالحة القطرية في جمع الفرقاء اللبنانيين ، او تقوم الجريدة بتدقيق مقالاته جيدا ، لانه لا يستطيع ان يزيف الحقائق الواضحه عن الدول العربية التي يتطاول عليها باستمرار .
اقول هذا الكلام ، من شدة اعجابي واعتزازي بدولة الكويت قيادة وشعبا ومواقفا، فنحن في الأردن تفتحت اعيننا على نهل العلم والمعرفة من بطون الكتب والمجلات والموسوعات، والدراسات الكويتية، والأردنيون يحرصون على اقتناء الكتب والمراجع العلمية التي تصدر في الكويت، والطلبة الكويتيون في الجامعات الأردنية مبدعون، متميزون في الأخلاق الكريمة، وحبّ العلم، وعشق المستقبل، والديموقراطية في الكويت مفخرة لكل العرب ، فلا تجعلوا من الذي يتراقص على حبال الديموقراطية ان يسيء للآخرين. ما اروع الكويت، واهلها الطيبين.
مسك الكلام ،،، وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سلامًا . صدق الله العظيم، سورة الفرقان ،الاية 63.
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي ،،، تخصص علم اجتماع