facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عام جديد .. وحرب إبادة مستمرة


فيصل تايه
31-12-2024 01:36 PM

ساعات من الوقت تفصلنا عن بداية العام ٢٠٢٥ ، وزمن من القتل والمجازر والإبادة يفصل غزة عن فرحة سرقها الاحتلال منها على مرأى من العالم الذي وقف أمام اختبار الإنسانية ، فسقط كثيرون حين صمتوا وسكتوا وتواطأوا وشاركوا وارتقى آخرون حين دعموا وناصروا وساندوا وانتصروا لأهل غزة وقضية فلسطين ، في الوقت الذي لم يمر على الشعب الفلسطيني عام أشد وطأة دموية على الإطلاق أكثر من عام ٢٠٢٤ الذي شهدت أيامه فصولاً متوالية من حرب إبادة غير مسبوقة قضت على كل مقومات الحياة .

الليلة ستدق ساعات عملاقة في عد تنازلي نحو بداية العام ، أما غزة فعدها التنازلي يسير نحو مزيد من القتل والتنكيل من هذه الحرب الوحشية المدمرة ، فيما تتراكم عناصر الإنسانية صمودا والميدانية بسالة وشجاعة ، لكن الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع سيبقى يعاني وحشية الاحتلال الإسرائيلى الذي لا يتوانى عن ارتكاب أفظع الجرائم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، الذي يقف مشلولًا دون أي حراك سوى بعض الاستنكار والتنديد والكثير من التقارير والقرارات التي بقيت حبيسة الأدراج، يعلوها الغبار، شاهدة على عجز صناع القرار في العالم لكل القيم والمبادئ الإنسانية.

ان هول الجرائم التي يرتكبها الاحتلال شكلت ديمومة في إطار إبادة جماعية مستمرة بحق سكان قطاع غزة ، فبعد أحداث السابع من أكتوبر ، اعتبر قادة الاحتلال السكان مجرد “حيوانات بشرية”، فأعملوا فيهم قتلًا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، حتى وصلنا اليوم ومع نهاية هذا العام إلى نتائج كارثية ألحقت بنا العار كبشر مع هذه الإبادة المستمرة وسط تجاهل العالم ، فالأرقام لا تكذب، وما نشاهده من جرائم بالبث الحي والمباشر دليل ساطع على وحشية العدوان ، الذي مورست فيه كل أنواع القتل ، ناهيك عن التهديد ضد أي جهة تحاول وصف ما يجري على أنه إبادة ، وما رافق ذلك من حملات شعواء يشنها الاعلام العبري على منفذ العدالة الوحيد "المحكمة الجنائية الدولية" ، التي أصدرت مذكرات قبض بحق نتنياهو وجالانت ، وفرض عقوبات على موظفي المحكمة ، ومحاربة كل الجهود الداعية لوقف إطلاق النار ، كما منعت المساعي "الخجولة" للتخفيف من وطأة التداعيات الكارثية للإبادة.

رغم كل ذلك ، وبعد أن فشل القتل والتدمير في تركيع اهل غزة ، بدأت حكومة الاحتلال باستخدام سلاح من نوع آخر انه سلاح "التجويع" إلى جانب القصف على نطاق واسع ، وعلى هذا الوقع وفي الوقت الذي كان فيه مستشفى كمال عدوان يحاصر بالدبابات وتُقصف من كل حدب وصوب، وتُقتحم وتُحرق، ويتم اقتياد المرضى والجرحى والطاقم الطبي إلى جهة مجهولة لا سوى أن العالم صامت .

مع العام الجديد وبالنظر الى الحالة الفلسطينية فليس هناك تغيير ، سوى اخترال المأساة المفتوحة في غزة والظروف الإنسانية القاسية التي ألمت بها ، أما استشراف المستقبل فلا ينبئ بانفراجة يمكن الوثوق بها، ولا يمكن للأعوام المقبلة أن تعرف جديداً، إلا إذا حدثت تطورات غير متوقعة، مثلما هي حال الأحداث في الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية. وما وقع فقد وقع، وما جرى في غزة طوال ٢٠٢٤ وقبل ذلك بثلاثة أشهر في العام الذي سبقة ٢٠٢٣، فلا يمكن لأي إحصاءات أو كلمات أن تنقل بشكل كامل مدى الدمار الجسدي والعقلي والمجتمعي الذي حدث .

بقي ان اقول .. انه ومع بداية عام ميلادي جديد يقف المشروع الوطني الفلسطيني أمام مفترق حاسم، بفعل ما يحدث في الداخل والجوار من تطورات ومفاجآت مدوية، مع الاعتراف بأن حجم الجرائم الإسرائيلية في غزة قد حركت العالم وأعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام الدولي، بينما لم يجد «حل الدولتين» طريقه إلى الإنجاز وأصبح يترنح في وضع إقليمي ودولي شديد التقلب.
والله ولي الصابرين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :