facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجاثوم ..


سهم العبادي
31-12-2024 01:12 PM

في علم النوم، يُعرف "الجاثوم" بأنه شلل مؤقت يصيب النائم، يجعله مستيقظًا لكنه عاجز عن الحركة أو المقاومة.

حالة من العجز المصحوب بالاختناق والكوابيس، لا تختلف كثيرًا عما يحدث على أرض الواقع حين يتعلق الأمر بمسؤولين تحولوا إلى جاثوم يجثم على صدر الوطن وشبابه.

تأمل المشهد: شباب في مقتبل العمر، يحلمون بمستقبل يساهمون فيه ببناء وطنهم، يصطدمون بكوابيس الواقع.

كوابيس تأخذ شكل مسؤولين بلا رؤية ولا خطة، يجلسون على الكراسي منذ عقود، يكررون خطابات عن "تمكين الشباب" و"دور الجيل الجديد"، لكنهم لا يفسحون المجال لأي شاب إلا بالتصفيق خلفهم.

مثل الجاثوم تمامًا، هؤلاء المسؤولون يقبضون على مفاصل البلاد، يمنعون الحركة والتقدم، ويغرقوننا في كوابيس من قرارات بلا جدوى وتصريحات بلا معنى.

يتحدثون عن الشباب وكأنهم مكتشفوهم، بينما الشباب على الأرض يعيشون الخريف المبكر، وقد خنقتهم بطالة بلا حلول، وأحلام تُدفن يوميًا في طوابير الهجرة.

هذا الجاثوم ليس مجرد عائق عابر، بل هو من يعرقل تقدم الوطن وازدهاره، وهو حجر عثرة يقف في طريق المستقبل.

هم من صنعوا من طموحاتنا ومشاعرنا صحراء قاحلة، لا تنبت فيها الأحلام ولا تزهر فيها الآمال. قراراتهم الباهتة، وغياب الرؤية لديهم، حولوا الحركة إلى جمود، والطموح إلى يأس، والوطن إلى محطة انتظار طويلة.

الجاثوم – كما يقول العلم – قد ينتهي بلمسة أو صوت يوقظ النائم، لكن جاثوم المسؤولين يحتاج إلى أكثر من ذلك.

يحتاج إلى وعي شعبي، إلى إرادة صلبة، إلى قناعة بأن الوطن أكبر من الكرسي، وأن زمن "الوجوه المتكررة" يجب أن ينتهي.

ويجب أن ندرك أن الشباب هم القلب النابض للوطن، وأنهم بحاجة إلى مساحة حقيقية ليشاركوا في بناء المستقبل بدل أن يتحولوا إلى جمهور متفرج في مسرحية يكتبها ويخرجها المسؤولون.

فالوطن لا ينقصه الشباب ولا الأحلام، بل ينقصه أن يزول هذا الجاثوم الذي يجثم على صدره منذ عقود، ويترك مساحة للنهار كي يشرق على الجميع.

وإلى أن يحدث ذلك، سنبقى نحن والوطن في حالة شلل جماعي، نصارع الاختناق وننتظر النهاية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :