الباشا عبد الرحمن العدوان في ذمة الله عاش إنسانا عظيما وارتحل عابدا شكورا لله طيب الله ثراه كان معلما في حب الوطن والتفاني في خدمته واكثر ماتركه قبل ان يغادر موقعه مديرا للامن العام سنة ١٩٩٦ ان خلد لنفسه مكانة من الذكر الطيب والاثر الجميل في نفوس الاردنيين في حقبة مرت على وطننا كان الامان والاطمئنان إنجازا وطنيا بين المواطن وجهاز الامن العام وكان الخلق الوطني الرفيع سلوكا جمعيا يجمعنا على حب الوطن وتآخي المجتمع وتعاضدنا كاجهزة امن ومواطنين وقتها كان المغفور له مدير مدرسة وطنية ينهل فيها الجميع علوم الاعتزاز والفخر الوطني وكان الشرطي معلما للفضيلة ومحاربا للرذيلة ومصححا للاعوجاج والعفو عمن استقام وتاب وهكذا ستبقى اجهزة امننا وهذه رسالتها.

كان الباشا والد الزميل ياسر معلما ومديرا تجتمع فيه صفات الشهامة والتسامح والحزم والعزم على ان تبقى راية الامن خفاقة على كل ذرة من تراب الاردن الطهور
حالفني الحظ بلقاءه وكنت طالبا في قسم الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك سنة ٨٧ وكان وقتها المغفور له برتبة عميد ومديرا لشرطة اربد واجريت معه مقابلة قال فيها " الوطن امانة في رقابكم ياشباب " وبقيت عبارته راسخة في نفسي لتصبح مشروع عمل وطني ونهجا تربويا امنيا نسير به مع الشباب في يومنا هذا من خلال برامج المؤتمر الوطني للشباب وقد حملنا الشعار "امننا الوطني امانتنا ".

نم قرير العين ابا ياسر رحمك الله وسيبقى اثرك الطيب خالدا في النفوس والسنة محبيك تلهج بالدعاء اليك بمغفرة الله وسيدوم ذكرك في مماتك اطول من سنين حياتك طيب الله ثراك واكرم مثواك.

ولعلني اقول بهذه المناسبة الحزينة ان في الاردن رجالا خالدون وخلدتهم ذاكرة وطننا وستخلد اخرين اولئك هم الشرفاء والذين ساروا في الوطن جنبا الى جنب مع المواطن يحملون رسالتهم بسمو انسانيتهم ويؤدون الامانة بلطف وشرف وإخلاص.