نتنياهو "براقش" العصر سيجني على اليهود قبل غيرهم
صالح الراشد
30-12-2024 11:22 AM
امتدّت أيادي الاحتلال صوب الجولان مستغلة حالة الفراغ السياسي المرحلي في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، ليلعب الكيان دوراً قذراً بتدمير البنية العسكرية والعلمية السورية، محاولاً فرض واقع على الأرض متمثلاً باحتلال أراض سورية جديد وتعميق الاحتلال السابق للجولان بزيادة مساحة المستعمرات، ورفع عدد سكانها بذريعة مواجهة التغيرات الجديدة في الساحة السورية، رغم أن هيئة تحرير الشام لم تضع الكيان في خانة الأعداء ولم تطلق رصاصة باتجاهه، وقدمت نفسها كجار غير باحث عن الحروب أو تأزيم المواقف مع الكيان، حتى أنها طالبت واشنطن للتدخل لإبرام معاهدة سلام مع الكيان وترسيم الحدود.
ويسعى الكيان لفرض هيبته ومواقفه في سوريا وغزة ولبنان مستفيداً من دعم واشنطن المحكومة لعديد المنظمات الاحتلالية، وفي ذات الوقت تحدثت جامعة الدول العربية بخجل وكأنها عنصر غريب عن الابادة في غزة وسرقة الأراضي في سوريا، وخرج عنها بيان غير مؤثر يندد بهجمات الاحتلال على عكس عديد الدول والمنظمات اللذين أدانوا القرار بتوسيع المستعمرات لإدراكهم خطورة هذا التوسع ، وطالبوا المجتمع الدولي بإدانة هذه الانتهاكات، مؤكدين "ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن الجولان أرض عربية سورية محتلة"، ويريد نتنياهو رسم المنطقة بما يلبي خيارات الاحتلال العسكرية والاقتصادية والديموغرافية، لذا وضع حديث العالم وقرارات الجنائية الدولية وراء ظهره وأمعن في القتل بغزة ودمر في لبنان وتمدد في سوريا لزيادة الحروب بغية كسب الوقت قبل محاكمته.
لقد أصبح رئيس وزراء الكيان نتنياهو يشكل خطراً جسيماً على الأمن والسلم الدوليين، وأثبت أنه شخص غير مرغوب فيه عالمياً مما يوجب على الدول الداعمة له شخصياً أن تتراجع عن موقفها والوقوف على مسافة واحدة من دول الشرق الأوسط، وحينها ستجد الدول العظمى نفسها مجبرة على دعم أي تحركات ضد نتنياهو وتحويله للمحكمة الجنائية الدولية، في ظل جرائمه المتزايدة في غزة والضفة ولبنان وسوريا إضافة لدعمه لأي قوى تضغط على الدول العربية، كما فعل حين دعم إثيوبيا بالأسلحة والرادارات لمواجهة مصر في قضية ملء سد النهضة.
ان نتنياهو هو الخطر الأخير في منطقة الشرق الأوسط وهو من اغتال محاوريه من حماس، واغتال القيادات العسكرية في لبنان واستغل الوضع في غزة ولبنان وسوريا مقدماً نفسه على أنه المُخلص لهم والقادر على هزيمة الجميع، مما يُمهد إلى نشوء حروب كُبرى لن يكون بمقدور أي دولة احتمالها وستنعكس آثارها على الغرب، ولا يمكن أن تبقى المنطقة في مرحلة حرب في سوريا وفلسطين ولبنان واليمن، ومرحلة اللاحرب واللاسلم مع بقية الدول، لا سيما أن نتنياهو يعمل على إبقاء الشرق الأوسط يغلي وفي حالة من عدم الاستقرار، فيما هو يجلس على قنبلة موقوته قد تتسبب في هلاك يهود فلسطين "التي تعتبر حالياً المنطقة الأخطر على اليهود في العالم" قبل بقية سكان المنطقة، وحينها سينطبق عليه المثل القائل: "جنت على أهلها براقش ".
آخر الكلام:
براقش هي كلبة، وقد أغار قوم على قومها، فنبحت، فنبهت قومها، فقاموا، وذهبوا إلى مغارة ليختبئوا فيها، وعندما جاء المهاجمون أخذوا يبحثون عن أهل القرية، ولم يجدوا أحد، وعندما هموا بالانصراف نبحت الكلبة براقش، فانتبه لها المهاجمون، فقتلوا عددا من قومها وقتلوها أيضا، فقيل: جنت على أهلها براقش، وهكذا فعل نتنياهو باليهود حين أشهر جرائمهم أمام العالم ليصبحوا أعداء للإنسانية.