لا يمكن ان تتحول الامور فجأة من صائبة الى انفراج فلا احد يملك عصا سحرية وزمن المعجزات قد ولى.
لكن هناك روافع لتحقيق تغير ملموس يفض الى احسن الاوضاع ومنها خطوات تتخذها الحكومة ومنها قرارات تصب في الاتجاه الصحيح وتحدث اثرا.
يقال إن التشاؤم يحقق نفسه والعكس صحيح. ومن هنا يمكن تفسير التفاؤل الذي ابداه الاردنيون في استطلاع راي لمؤسسة ابسوس لدراسات السوق اطلقت عليه عنوان تنبؤات الاردن.
طبعا لا يمكن استبعاد التغيير الايجابي في تطورات الاحداث من حولنا واهمها وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والتسارع الحذر في تغيير ملامح الدولة السورية التي يبدو انها تتجه الى الانفتاح.
لكن ذلك كله في سلة والتطورات المحلية في سلة اخرى وكان واضحا من اولى خطوات هذه الحكومة انها ارادت تحييد التطورات السلبية في الاقليم ما امكن ولا نقلل من اهمية القرارات التي اتخذتها وهي ذات الاثر الاقتصادي والاجتماعي في تغيير مزاج الراي العام بانتظار المزيد في السنة الجديدة.
لا نشك لحظة في توفر الإرادة القوية والرغبة الصادقة والتصميم الأكيد عند رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان في اتخاذ كل ما من شأنه من قرارات تبعث على الارتياح.
التواصل بين رئيس الحكومة والجمهور في الميدان يلقى متابعة حثيثة من هذا الجمهور، ففي نهاية المطاف فإن هذا الاشتباك الميداني سينتج قرارات.
ليس هذا فحسب. فما يهمنا هو متابعة المؤسسات الدولية الداعمة والمانحة للاردن وكذلك جمهور المستثمرين لخطوات وقرارات الحكومة التي تذهب نحو بناء الثقة ولا شك ايضا ان بناء الثقة والتفاؤل المحلي اساس لاشاعة تفاؤل اوساط المستثمرين العالميين والمؤسسات المانحة والداعمة.
التفاؤل ينتقل مثل العدوى تماما مثل التشاؤم.
حتى اللحظة كل القرارات التي اتخذتها الحكومة لاقت ترحيبا في الاوساط الشعبية اما لا اذا كانت تهدف الى تخفيف الاعباء عن كاهل المواطنين وتسريع العمل والانجاز.
كل هذا وهناك من يبعث بتساؤلات عما انجزت الحكومة في مئة يوم؟ الحكومة اتخذت اكثر من ٤٠ قرارا ودفعت بتشريعات وتعديلات على تشريعات اخرى وهي تستجيب لكل رأي واقتراح مفيد ومنتج اضافة الى قرارات التحفيز ذات الطبيعة الاستثمارية الخاصة بالمناطق الصناعية وغيرها ورفع الحد الادنى للاجور.
لن تستطيع الحكومة تلبية الاحتياجات والمطالب لكل المحافظات، لكنها قدمت نموذجأً لامكانيات وضع حلول بسيطة لكن اثرها كبير، وبقدر المستطاع. هناك امكانيات ذاتية لا شك ان الحكومة ستستفيد من كل الوسائل المتاحة للإصلاح وتحفيز الاقتصاد الذي يمكن أن يتحقق بقرارات إدارية وتنظيمية ورقابية، فهي أكثر ضرورة وأقل كلفة وأعلى مردودأً. التشاؤم له اسباب والتفاؤل ايضا لكن هناك شعور يسري بين الاردنيين بتعليب التفاؤل واسباب هذا الشعور واضحة فيما سبق وان ذكرنا.
الرأي