facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل سقطت الطائرة الأذربيجانية أم أُسقطت؟


المهندس مدحت الخطيب
29-12-2024 11:32 PM

سقطت الطائرة الأذربيجانية، فتبع ذلك الكثير من التحليلات والمقابلات والتكهنات، وأصبحت مادة تتناقلها وسائل الإعلام في معظم دول العالم، فاختلطت الأمور على المتابع العادي، وكثرت الأسئلة والاستفسارات والتخوفات ومن حق المتابع أن يسأل: هل سقطت الطائرة أم اسقطت ؟؟ كيف سقطت؟ ومن أسقطها؟ هل كان خطأً تقنياً؟ أم خطأً بشرياً؟ هل تصرف الطاقم بمهنية والتزموا بالإرشادات المتبعة في علم الطيران في مثل هذه الحالات؟ وغيرها الكثير من الاستفسارات...

ومن هنا أقول، وكخبير في هندسة الطيران أعمل في شركة مختصة في صيانة محركات الطائرات كانت ذات يوم تتبع للملكية الأردنية ، إن علم الطيران كباقي العلوم، يحتاج إلى تدقيق وتمحيص والتروي قليلاً قبل النطق بالأحكام، ومن هنا كان الأحرى بالمحللين التريث وعدم الاستعجال في الحكم عن كيفية السقوط وأسبابه حتى تصل إليهم المعلومات من مصدرها بعد جمع الأدلة من حطام الطائرة والمشاهدات التي قد يتحدث فيها شهود العيان..

بالرغم من التقدم العلمي والعملي والرقابي وارتفاع جودة أنظمة الأمان في الطائرات الحديثة، إلا أن حوادث الطيران لن تتوقف وما زالت مستمرة رغم قلتها وقلة خسائرها إذا ما قورنت بوسائل النقل الأخرى، ولكنها رغم ذلك تجذب الأنظار إليها بسبب ارتفاع عدد الضحايا في الحادث الواحد وانتشار الخبر على كافة المحطات والقنوات والصحف والمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي..

ولقد شهد العالم وقوع أكثر من مئة حادثة جوية منذ وقوع أول حادث جوي في نيسان عام 1922، نتيجة اصطدام طائرة إنجليزية مع طائرة لشركة فرنسية في أجواء فرنسا، وتسبب الحادث بمقتل سبعة أشخاص، وعُدَّت هذه أول حادثة في تاريخ الطيران المدني، وبحسب تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي والمنظمة الدولية للطيران المدني، فإن أسباب حوادث الطيران تختلف وفقاً لأسباب كثيرة، أهمها وأكثرها انتشاراً هو العامل البشري، مثل تصرف خاطئ من قبل أحد أفراد طاقم الطائرة، أو الفنيين والمهندسين الأرضيين، أو أخطاء الرقابة الجوية،او أخطاء في مراحل الصيانة أو أسباب طبيعية مثل سوء الأحوال الجوية المفاجئة، وغيرها من الأمور التي لا يتسع المجال لذكرها..

لمن لا يعلم، يوجد في كل طائرة صندوقان وليس صندوق واحد، يقعان غالباً في مؤخرة الطائرة، يسجلان ما يحدث للطائرة طوال فترة تشغيلها، فوظيفة الصندوق الأسود الأول حفظ ما يصل إلى أكثر من 3000 بند مختلف من حيث البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية المتغيرة بالرحلة، مثل السرعة والارتفاع والموقع الجغرافي وأداء المحركات، إضافة إلى مواضع مفاتيح الأنظمة المختلفة وحالة الطيار الآلي وحالة مزود الطاقة الآلي ووضعية أسطح التحكم وغيرها من البيانات الحيوية، في حين وظيفة الصندوق الأسود الثاني تسجيل الأصوات داخل مقصورة القيادة بين طاقم الطائرة والبرج والأفراد، وهذا يساعد في فهم اللحظات الأخيرة قبل أي حادث..

والمهم كذلك أن كل صندوق مجهز بجهاز بث يعمل عندما ينغمر في الماء ويطلق إشارات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانه...
وتُحفظ هذه الأجهزة في قوالب متينة للغاية مصنوعة من مواد قوية مثل سبائك التيتانيوم، تحيطها مادة عازلة لتتحمل صدمات تبلغ قوتها ما قد يصل إلى 3400 ضعف قوة الجاذبية الأرضية، ولتتحمل حرارة تفوق 1100 درجة مئوية لمدة ساعة كاملة وضغطاً قوياً يعادل ضغط المياه على عمق 20000 قدم تحت سطح البحر، وتُلف قطع التسجيل عادة بمادة عازلة تحميها من مسح المعلومات المسجلة عليها ولكي لا تتأثر بملوحة مياه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن...

ما يعنينا اليوم هو السلامة الجوية وأن نأخذ الدروس والعبر من كل حادثة لتلافي الأخطاء البشرية أو التقنية والفنية إن وجدت..أما بخصوص هذه الحادثة، فقد أصبح بحكم المؤكد وبعد اعتذار الرئيس الروسي والصور التي انتشرت لمؤخرة الطائرة وآثار الشظايا أنها أُسقطت بمقذوف خارجي أثر على النظام الهيدروليكي الذي يتحكم بسرعة الطائرة والإقلاع والهبوط وقدرتها على التحليق والاتزان وتحديد مسارها وارتفاعها وعدم تارجحها الذي شاهدناه قبل السقوط ، وله أثر بمحاكاتها للأوامر التي تصدر من الطاقم والتعامل معها بكثير من السهولة واليسر...

أُسقطت الطائرة الأذربيجانية بمقذوف، فراح ضحيتها 38 شخصاً من ركابها. واليوم سقطت الطائرة الكورية الجنوبية، وإلى الآن سقط ما يزيد عن 160 شخصاً... ومن المؤشرات الأولية أن الظروف الجوية ساهمت في الحادث، وقد يكون الأمر مصاحباً لما يطلق عليه بمفهوم «البيرد سترايك» (Bird strike)...أي تعرض الطائرة لسرب من الطيور أثناء الهبوط أثرت على محركاتها ..وتُعدُّ اصطدامات الطيور بالطائرات ظاهرةً شائعةً، خاصةً في المطارات والمناطق التي تتواجد فيها الطيور بكثرة. وقد تؤدي اصطدامات الطيور إلى أضرار جسيمة للطائرة، خاصةً إذا كانت الطيور كبيرة الحجم أو بسرعة عالية، وقد تؤدي إلى إحداث أضرار بالغة بالمحركات أو الهيكل الخارجي للطائرة...

وبحسب إحصائيات رسمية، تُقدَّر الخسائر السنوية للطائرات التجارية المدنية من حوادث الاصطدام بالطيور بحوالي 400 مليون دولار في الولايات المتحدة، و1.2 مليار دولار في العالم ككل. «فسبحان الله».. يضع سِرَّه في أضعف

ومن هنا، ولأنها لن تكون الرحلة الأخيرة في مجال الطيران، على الدول والشركات والمؤسسات الدولية سنُّ قوانين أكثر تشددًا لحماية الأجواء، وخصوصًا في مناطق النزاع والحروب.، وعلى الشركات الاستثمارُ في الخبرات وتعزيزُ قدراتها للتقليل من الأخطاء البشرية...

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :