سوريا من الثورة الى النهضة هل تنجح؟
د.محمد البدور
29-12-2024 10:54 AM
سوريا اليوم محج السياسيين ومزار الدبلوماسيين ومقصد العرابين الدوليين ومحط انظار الزعماء والقادة العالمين والكل يتباكى على السوريين فهل ياترى كل هذا فرحا بتحرر سوريا من حكم الاسد؟
منذ متى هناك عدالة إنسانية وإحتراما لحقوق الانسان العربي وخاصة عند أولئك الذين قتلت آدميتهم وقتلوا الانسانية في غزة وانجلت وحشيتهم واصبحت إنسانيتهم كلحم اطفال غزة طعاما للكلاب؟
مايجري اليوم في سوريا بالمفهوم الديموقراطي بالفعل تحول نحو الحرية وبناء دولة القانون بنهج يمكن وصفه لغاية الان بالحضاري ولكن بالمفهوم السياسي فإن سوريا تشهد صراعا سياسي خارجي بين الثيران والدببة وحتى الجرذان تبحث عن جحورا لها في ارض سوريا فلا امريكا ولا بريطانيا ولا شركائهم في تحالفاتهم يريدون بقاءا للروس ولا روسيا تريد نفوذا لؤلاء ولا تركيا تقبل بالكرد على حدودها ولا إيران تقبل ان تخسر موطئ قدمها ولا دول الجوار تقبل ان تصبح حدودهم مع سوريا مرتعا للارهاب والمسلحين غير الشرعيين خارج سلطات سوريا اما إسرائيل فاحلامها مصانة بوجودها وإحتلالها وقصفها لسوريا وما تريده جبل الشيح واطلال خرافة مدينة سهم باشان وممر داوود ليوصلها الى الفرات وشمال العراق والى غير ذلك هناك من يبحث عن صداقات وتحالفات وشركات مع إدارة سوريا وكل على ليلاه وهواه.
حقيقة احمد الشرع في وضع يحسد اولايحسد عليه معا بهذا الاهتمام الدولي المحموم فالرجل يسير على بركة الله وما صدر عنه من تصريحات وتعريف بالمواقف السورية القادمة كلها تعطي دلالات وطيب نوايا انه يريد بناء سوريا وترميم ماتبقى منها وإخراجها من الظلمات السياسية التي مرت بها الى نور التكيف مع الموازين الدولية والاثقال العالمية وان يلبس الثوب العربي ويعود بسوريا الى حضنها العربي بعيدا عن الانحياز والتطرف في المواقف السياسية وكل مايريده ان ينشغل بنهضة سوريا ولكن المشكلة لن يتركوه بحاله ولن يتركوا سوريا تسير نحو مستقبلها فالكل من حوله قابض على الزناد وبالمرصاد وكأن سوريا اليوم يتيمة يريد كل طرف ان يتبناها ويرعاها.
ما اخشاه على سوريا ولا سمح الله ان تذهب السكرة وتأتي الفكرة فاليوم تعيش سوريا فرحها بإنتصار ثورتها والامل بتحقيق نهضتها وفي الغد تتصارع الثيران على ارضها وعندها سياتوا بداعش وجاحش وقصد وفسد واسد جديد غير الاسد وهذه شيمتهم السيطرة على مقدرات الشعوب الجيوسياسية والاقتصادية وهكذا اصبحت شريعة الغاب الدولية تسير في منطقتنا وإقليم الشرق الاوسط الجديد.