بعد الوصول إلى مطار برلين توجهنا إلى موقف الحافلات وركبنا الحافلة للذهاب إلى محطة القطارات وفي الحافلة سألنا بعض الأشخاص عن موقع المحطة فرد علينا شخص عراقي باللغة العربية يدلنا على محطة القطار وتجاذبنا إطراف الحديث فقال لنا برلين لم تعد كما كانت في الماضي لقد زاد عدد الأجانب كثيراً وأخلو بالنظام وان كثيراً مما تراهم ليسو ألمان وإنما أجانب. وأضاف قائلا إن من صمم محطة القطارات هو مهندس مصري واسمه هاني حلمي عازر، ولد في طنطا عام ١٩٤٨، وفي عام ١٩٧٣ سافر إلى ألمانيا لدراسة الهندسة المدنية، شيد محطة قطارات برلين، أهم محطة قطارات في أوروبا والعالم، وكرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنفس تكريم نجوم السياسة والفن والمجتمع ، وهذا المهندس العربي يسير في الطرقات فيبتسم له الناس ويحيونه بانبهار، يلتقي الوزراء والمسؤولين، تتحدث عنه الصحف بتقدير وتصفه بأنه القادر على تنفيذ المستحيل في الجدول الزمني المحدد له مهما كلفه الأمر. منح أعلى الأوسمة الألمانية، لنشاطاته الهندسية العديدة في المانيا منها بالإضافة لمحطة القطارات نفق مترو «دورتموند» في العام 1979، مروراً بمحطة سكك حديد برلين في العام 2006، والتي باتت منذ ذلك التاريخ أهم محطة قطارات في أوروبا و العالم، ومُنحت جائزة «محطة العام» على مستوى العالم .
أمام المحطة التي أبهرتنا بهندستها وضخامتها احترنا، ولكن ليس طويلا إذ وجدنا الدكتور ياسين السعود من الجامعة البيت - الذي خبر ألمانيا كثيرا - قام بالحجز لنا عبر الأجهزة الالكترونية المتوفرة هنا وهناك وقال إن الحجز الذاتي عبر هذه الأجهزة أوفر بخمس يورو من الحجز عبر المكاتب وهنا استوقفتنا عبارة " اقتصاد المعرفة " أي كيف تستفيد من المعرفة في توفير متطلبات الحياة بأقل تكلفة ، ثم ودعنا وذهب إلى وجهته .
عند ما ركبنا القطار انطلق بنا الى مدينة ينا ووصل بوقته المحدد، فكان بانتظارنا صديق مضيفي البروفسور "مايكل دايرار" الذي أخذنا بسيارته الى مقر السكن المخصص لنا مسبقا، وقال سننتظركم للانطلاق الى المدينة في رحلة تعريفية، ثم أخذنا إلى ثاني أقدم مطعم في المدينة ودعانا على العشاء وتناولنا وجبة سمك شهية، وبعد تجاذب أطراف الحديث قال لنا اليوم الخميس 2-6 هو عطلة رسمية بمناسبة ما يسمى عيد" الرجال" والمحال التجارية مغلقة فذهب إلى بيته فاحضر زجاجات مياه وعصائر وشيبس وشكولاته ووضعها في حقيبة وأعطانا إياها وقال ربما تحتاجونها في الليل .
في اليوم الثاني أي الجمعة – هو يوم دوام رسمي في ألمانيا - ذهبنا لنتعرف على الجامعة أنا وزميلي الدكتور طارق أرشيدات، فتتبعنا الخارطة التي تركها مضيفي لنا فوصلنا قسم العلوم السياسية في الطابق الرابع وكم كانت مفاجئتي عندما استقبلتنا السكرتيرة وقادتنا إلى مكتبي فوجدت عليه اسمي ويوجد به جهاز كمبيوتر موصول في الانترنت وطابعة وخزائن للكتب ومجهز تجهيزا كاملا، حينها تذكرت كم مرة سبب لي طباعة أسئلة الامتحان في القسم الذي اعمل فيه مشاكل جمة لعدم توفر طابعة لأعضاء الهيئة التدريسية. كما تذكرت زميلي العائد من الابتعاث من بريطانيا حين أعطي مكتب يخلو من الأثاث وألزم بالساعة المكتبية وحين كتب اعتذاره عن الساعة المكتبية ، شكلت له لجان تحقيق وعوقب بتنبيه في جامعات الجنوب .
هذا بعض من الملاحظات التي أحببت إن أقدمها للاستفادة من تجارب من سبقونا لعلها تكون نافعة في التقدم والتطور ومواكبة العصر .
والى لقاء آخر إن شاء االله .
** المانيا- جامعة ينا