قشوع يحاضر في اتحاد الكتاب ويطلق استراتيجية ثقافية
28-12-2024 07:09 PM
عمون - حاضر الوزير الاسبق الدكتور حازم قشوع، فى اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين، حول المواطنة وجغرافية المكان، بمشاركة الدكتور عمر العرموطي، وبتقدمة من رئيس الاتحاد عليان العدوان والشريفة بدور عبدالله.
ودعي قشوع لاطلاق استراتيجية ثقافية جديدة تتضمن جغرافية المكان، ووضع ارضية عمل لهذه الاستراتيجية تحت عنوان "نحو استراتيجية عمل للثقافة الوطنية"، تضمنت رؤية ورسالة ومحددات واهداف وغايات وبرنامج عمل اضافة لمبادرات تخدم هذه الاستراتيجية.
وتاليا نص الاستراتيجية:
لعل رابط العلاقة الذى يربط الوطن بالوطنية والمواطنة هو ذات الرابط الذي يربط الانسان بالمناحي التشخيصية للوطن حيث جغرافية المكان، عندما تتولد عبر هذه العلاقة حالة تجريدية تعبر عنها مناخات الحالة الوطنية، وهي الحالة التي تقوم عليها منهجية وقيم المواطنه عندما تقوم بتحويل الإنسان فى المجتمع من ساكن إلى مواطن، لتتكون بالمحصلة ثقافة عنوانها الولاء والانتماء، فتحول الفرد عبرها من حامل عضوية دولة الى مواطن بالدولة، تلك هي الثقافة الوطنية التي تجعل من الوطن يسكن بداخل المرء كما يسكن المرء بداخله، وتجعل من الإنسان متعلق بحواضنه وحواضره كما فى بيئته وثقافه محتواه، وهى الرسالة التى تسعى المجتمعات لبناء محتواها من على حاله وطنية وقومية تقوم على منهجية المواطنة الإنتاجية وبرنامج للثقافة الوطنية، حيث يستحضر فيها الوطن تاريخية ومحتواه الحضاري عبر منطوق جغرافية المكان.
وهو برنامج عمل واسع يحوي تفاصيل عديدة، يقوم على " فكرة استحضار تاريخ تواصل الإنسان واتصاله بعمقه الحضاري التليد ببيان شواهد جغرافية المكان "، وذلك عبر برنامج شامل يمكن تنفيذه حيز الواقع من خلال إطلاق برنامج " اعرف وطنك "، الذي كنت بينته في كتابي الذي يحمل عنوان " شرعية الإنجاز والحياة السياسية "، لما لهذا البرنامج من أهمية في اغناء الثقافة الوطنية عبر استحضار جغرافية المكان بالوقوف على محتواه الوطني، وهذا ما يتطلب وضع استراتيجية عمل خاصة لهذا الجانب لأهميته الوطنية فى بيان منهجية المواطنة وجغرافية المكان بمنطوق الشواهد الجغرافية والتاريخية.
ولان استراتيجيات العمل الذاتية غالبا ما تتأثر بالظروف الموضوعية التي في الغالب الأعم تكون أكثر تأثيرا من العوامل الذاتية نتيجة قوة تأثيرها على الواقع العام، فإن رفع مستوى تأثيرها يتطلب بناء روافع توعوية ثقافية داعمة حتى تكون العوامل الذاتية قادرة على ردع الظروف الموضوعية، وعاملة على تحصين المحتويات الذاتية بما يجعلها لا تؤثر سلبا على استراتيجيات العمل التنموية، والتخفيف من ثقل ابعاد تكيفها مع الظروف الإقليمية التي ما فتئت تحدث اثر عكسى على الحالة التنموية وذلك بسبب إرهاصات الجوانب المحيطة، فإن العمل على تحقيق حالة منعة مجتمعية يتطلب إقران هذه الاستراتيجيات التنموية بأخرى تقوم على الثقافة الوطنية، حتى لا تبقى الخطط التنموية عرضة للتعديل أو التجميد لبيان مناحى التأقلم مع اشتداد رياح التغيير و استمرار منحنيات التغير، التى تجلبها المناخات الإقليمية أو الدولية لشدة تأثيرها على النظم الاستراتيجية، وخططها بالنواحي الإصلاحية والتنموية، كما في الجوانب المالية او الاقتصادية او الادارية او حتى السياسية، هذا لأن استراتيجية العمل الثقافي تقوم على إحقاق مناعة للعامل الذاتي بما يمكنه من التصدي لهذه التحديات مهما حملت اسقاطاتها من رواسب وترسبات.
وذلك لما تحويه المنزلة الثقافية من جذور عميقة غائره بالموروث الثقافى، وعامله على ربط هذا المخزون بالثقافة الوطنية، ليكون وطني لدرجة العقائدية من خلال ربط الأدبيات الحضارية والمسلكيات الاجتماعية والبيئة المجتمعية بالحاضنة الوطنية، وهي العوامل الخمس التي تشكل جذورها الثقافة الوطنية بما يمكنها من إحداث حالة استجابة مجتمعية في معادلة التكوين المستهدفة، حيث يتم تكوين الأثر الطبيعي وتعميق التأثير البشري بالبصمة الوطنية، التي بدورها تقود المسارات الوطنية لتوثيق العلاقة المجتمعية بين الانسان والارض والمجتمع حيث محتوى الدولة والوطن، والتي تتشكل منها درجة الانتماء المستهدفة و تعزز عبر مناخاتها قيم الولاء للنظام والانتماء للوطن عبر الإطار الناظم لمسلكيات الدولة ومؤسساتها التي تستند لمفاهيم العناية والرعاية والحماية والحوكمة الرشيدة.
ولان أركان الولاء والانتماء تتشكل من قيم المواطنة، وتعاظم منزلة الوطنية عبرها فإن تعظيم قيمها ومبادئها تأتي عبر تعزيز حركة المجتمع والثقافة الوطنية، بما تجعله أكثر مناعة ومنعه من التأثر بالظروف الموضوعية، فإن بيان جملة تنفيذية بالثقافة الوطنية ستجعل الدولة أكثر حصانة من التأثر باسقاطات الظروف المحيطة، لاسيما وأن استراتيجية الثقافة الوطنية تتأثر بالتحديات بشكل طردي على عكس ما تتأثر به الاستراتيجية التنموية، فكلما كبرت التحديات على المجتمع عظمت معها وسائل الابداع الثقافي وتعززت معها روح التضحية والفداء، وهي الأرضية التي تجعل من ظروف إغناء قيم المواطنة والوطنية أمرا ضروريا كما تنفيذ استراتيجية للثقافة الوطنية أمر ضروري، وهو ما يعول عليه البيان بشحذ الهمم واغناء مستويات الارادة تجاه الوصول للهدف المنشود أو فى تحقيق منجز يراد تحقيقه، من هنا تأتي درجة الاهتمام بروافد الثقافة الوطنية ومساراتها.
ولان الاستراتيجية الثقافية بحاجة لبيان رؤية وتحديد رسالة ووضع آليات وتأطير عناوين ووضع سياسات وبرامج تأثير، فان بيان أهدافها أمرا واجب بالتعريف كما العمل لبلورة استراتيجية ثقافية يستدعي بيان المفاهيم الوطنية وتوضيح عناوينها وشرح أدبياتها وتأطير مساراتها، ووضع برامجها في الأطر التوجيهية الإعلامية كما فى المناهج الفنيه والادبيه، حتى تنسجم المنطلقات المركزية للمواطنة مع روافد العمل المتنوعة ضمن أدوات عمل قادرة على تحقيق عناصر الاستجابة ويتم عبرها بناء حواضن التأثير وإظهار عناوين الأثر من الناحية العملية، وهذا ما يمكن انجازه بواسطة تفاعلية مبادرة وتفاعليه مناعية تشكل في المحصلة حالة ضمنية فاعلة ومتفاعلة.
ذلك لأن رؤية العمل بهذا المقام تقوم على صياغة النموذج الثقافى للخصوصية المجتمعية، على أن يأتي ذلك وفق معادلة مركزية تقوم على المنطلقات الحضارية للمجتمع، كما على طريقة الاستشراف الموصولة للبيئه الحاضنه، وهذا ما يسهم ببيان استكشاف للإبداع واستدراك الحركة الاجتماعية من أجل تحقيق درجة التطلع المنشودة، على أن يتم ذلك ضمن جملة خبرية تحدث العلامة الفارقة لسمات المجتمع، فإن العمل على بلورة ذلك يتطلب تكوين دلالة مباشرة يكونها مزيج المواطنة الذي يتشكل برنامج عمله من رؤية المجتمع الثقافية ويبن محتواها من ناتج سماته الحضارية، وهذا بحاجة لفتح أبواب الحوار لإطلاق الرؤية الاستراتيجية الثقافية للمجتمع، والتى يجب أن تبدأ باستنباط رؤيتها من المحتوى الفكري لجلالة الملك عبدالله الذي يندرج تحت عنوان " نحو مجتمع معرفي واردن افضل ".
أما ما يتعلق في الرسالة ومحتواها، فإنه من المفترض أن تحوي هذه الرسالة على ناتج المحتوى من واقع هضم حركة المجتمع الفكريه والادبيه والموروثة المسلكية والمنهجية السياسية منها، من أجل تكوين رسالتها لتهضم بالمحصلة جميع هذه المركبات وتقوم على تأطيرها بإطار الاستهدافات المرجوة والتطلعات المنشودة، بحيث تقوم هذه الرسالة على توضيح مسارات العمل وجوانبها ضمن محددات مباشرة يمكن استنباطه فحوها من مضامين الاوراق الملكية.
حتى ينطلق المجتمع الاردني من إيمان راسخ بالله، ويهدف إلى تجسيد تطلعات الانسان والارض هوية وانتماء فى ظل المجتمع المدنى وضوابط سيادة القانون، ومن أجل تعظيم قيم العدالة وتكافؤ الفرص، ومن أجل ترسيخ النهج الديمقراطي التعددي الذي يحفظ قيم المواطنة، ومن أجل تجسيد المفاهيم الإدارية باللامركزية والحكم المحلي، ومن أجل تحقيق اطر الاقتصاد الإنتاجي، ومن اجل ايجاد بيئة أفضل للتعليم والتعلم والمعرفي، وذلك ضمن رسالة وطنية بنائه معرفية تضيف للعمل الإنساني وعلومه المعرفية اضافات تثريه وروافد علوم تغنيه وتحقق له المنفعة عبر نماذج المعرفة.
وهى الرسائل الخمس التي احتوتها الاوراق الملكية، حيث يمكنها تجسيد رؤية جلالة الملك بالكيفية التى تمكننا من بناء مضمون المجتمع الافضل او المتقدم، وهذا ما يمكنه من تشكيل الجزء الثانى من الرؤية التي حملت عنوان " نحو أردن أفضل "، فيما تقوم رساله المجتمع تجاه الإنسانية لتحمل رسالة الأردن للبشرية جمعاء، عندما حملت ذات العنوان نحو المجتمع المعرفي بقيمه وعطائه الإنساني، وهما ما يشكلان معا كامل الرؤية " نحو مجتمع معرفي وأردن أفضل".
وهى الرسالة التى يمكنها تشكيل الكور الأساس في بناء محتوى ثقافي، والتى يمكن الاتكاء عليها في بناء استراتيجية ثقافية للدولة الاردنية، تقوم على شرعية الإنجاز بما يجعلها قادرة على تعظيم حركة المجتمع عبر تطوير وسائلها وتصميم نماذج عمل تكون قادرة على توظيف السياسات العامة للدولة بجوانبها وأنظمتها بما يجعلها تثري حركة المجتمع الثقافية والأدبية، كما يجعلها قادرة على تكوين سمة منهجية وقيميه تميز الأردن عن بقية المجتمعات، لتضيف على قيم التسامح و نهج الأمان سمات اخرى تميزه ويمتاز بها.
إن العمل على تصميم نماذج عمل ثقافيه عبر تسليط الضوء على النشاطات الثقافية وقصص النجاح فى المجتمع على اعتبارها علامة فارقة تميز الأردنيين عن غيرهم، بثقافتهم وعلومهم وادبياتهم وموروثهم الحضاري التليد، فهم من حملة راية الضاد وعنوان رسالتها واعتبار ذلك من الركائز الأساسية بالثقافة الوطنية كما مسألة إظهار سمة المجتمع الأردني بعناوينه، تعتبر من الصفات الأساسية التي تقوم عليها ثقافة التعايش السلمي والتسامح الأخلاقي، لما تقف عليه سماتها من كرم وجود وحسن خلق وعظمة منزله، بحاجة لبرنامج عمل متمم بهذا السياق، ليتم صهر ذلك على محتويات اعلامية وثقافية تظهر معاني الترفع عن الصغائر التى يقف عليها المجتمع الأردني بعاداته الموروثة وسمو الأخلاق وحسن التربيه، اضافة الى ثقافة المعرفة بموروثه المعرفي بعنوانه الأدبي المؤصل بجذوره العريقة، وهو ما يمكن اعتباره أحد القيم الرئيسية التي يمكن تجسيدها بورده الارجوان وعمق مكنون السوسنه ومن واقع تسليط الضوء على النماذج المجتمعية، باعتبارها تشكل أحد الروافد الرئيسية لشرعية الانجاز المستهدفة.
ولأن منهجية الأمان تعتبر أحد السمات الرئيسية للمجتمع الأردني، كونها تمزج بين الأمن والحرية، فإن العمل على تجسيد ذلك عبر " ساحة للحريات " يعبر عن مناخات الحرية التي يتمتع بها شعبنا بالتعبير والحركة فى النشر والبيان، كما في المحافظة على الرأي الآخر عبر أجواء التعددية لتظهر حالة الديمقراطية، فإن المحافظة على مناخات الاستقرار كانت دائما تشكل العامل الأبرز بتشكيل معاني الأمان من واقع تسليط الضوء عليها وعلى روافعها، باعتبارها تشكل احد اهم اركان العمل الثقافي المنهجي للدولة الأردنية، وهو باب يعد من الأبواب التي يستدعي الاهتمام بها عند بيان استراتيجية العمل هذه.
أما عن الأمن ورسالته والتي شكلت علامته علامة ميزت المجتمع الأردني عن غيره في كل المحطات، فإن نماذج الأمن العديدة التي باتت محط تقدير عالمي في مجالات الدفاع والوقاية والاستدراك والاحتراز تتطلب رفدها بحواضن ثقافيه توسع من حواضنها الشعبية كونها غدت بمضمونها تشكل علامة فارقة للدولة الاردنية، لما تقوم عليه فى حفظ المنجزات وما تبينه ضوابطها الاربعه " الردعية والاحترازية والحافزية والوازعية " من بيان فى الجوهر والمضمون حتى برهنت نجاحها على كافة المستويات.
فإن استراتيجيات العمل هذه اخذت تستوجب أيضا تضمين بهذه الاستراتيجية بخطة تنفيذية تبرز قصص نجاحات الأردن بوقاية للدولة من حروب الإرهاب ومقاومة الوباء، وما قدمته من منهجية حرفية جعلت من رسالة الأمن عند الأردنيين تكون أمثولة اممية ومضرب امثال بين المجتمعات الدولية، نتيجة نماذج العمل التي قدمها الأردن بالحرب على الإرهاب والوباء، وما قامت به أيضا تجاه حفظ السلم الإقليمي والسلام الدولي بالأفكار والميدان، وهو جعل من برنامج العمل التثقيفي والثقافي أمر هام كونه سيقوم بتسليط الضوء على هذا المحتوى باعتباره جزء من شرعية الإنجاز المستهدفة.
وفي إطار آليات العمل التي يمكن توظيفها لإحقاق حالة موضوعية تستند للعملية بالتقدير والمهنية بالأداء، فإن آليات عملها تقوم على أسس تراعي البيئة المجتمعية الحاضنة لاحداث الاثر وظروف ومناخات التأثير، بحيث يتم اختيار الآليات وملائمة ميزان التقدير بحيث يتم تحديد آليات العمل لبناء النظم المركزية للعمل بما تحمله من عناوين توعوية وما تتضمنه من مرجعيات توجيهية وإرشادية بنائه او اصلاحية، هذا إضافة لاختيار الوسيلة الملائمة للتعاطي وإطلاق المبادرات مهما حملت من عناوين بالطرق المباشرة أو اتخذت من مسارات عبر الطرق غير المباشرة في بيان وسائلها لتحقيق أهدافها التقليدية منها أو الاجتماعية.
وهذا يتطلب دراسة محتوى الرسالة ونوعية البيئة المستهدفة وتحديد توقيتات الارسال إضافة لمسألة اختيار فريق عمل الارسال، على أن يتم ذلك بمهنية متناهية وحسب الوصف الوظيفي المعد لهذه الغاية، فإن مقتضيات العمل التثقيفية بحاجه الى مراكز ارسال (مهنية منهجية وفكرية)، بحيث تقوم لإيجاد حالة يستثمر عبرها كُتاب الرأى والمسرح والمسلسلات التلفزيونيه و البرامج الوثائقية لبيان مضمون المحتوى من على قاعدة " المواطنة وجغرافية المكان "، بما تحويه من أماكن تاريخية تبينها شواهد الجغرافيا وتميزها عبق الاصاله وموروثها الحضاري العميق، وذلك عبر تسليط الضوء على الشخصيات التاريخية الوطنية، والقضايا المجتمعية التي تشكل مفاهيم مجتمعية جامعه، فيها من الأصالة والحضارة كما فيها من الحداثة والمعرفة، وهذا يأتي وفق نسق مجتمعي جامع ترسخ فيه الهوية الاردنية الوطنية الجامعة، لما لذلك من أهمية في إغناء الموروث الثقافى والادبى عند الانسان الاردني.
ومن هنا تاتى اهمية ايجاد صندوق للإبداع السينمائي والمسرحي والفني بشكل عام، بحيث يعمل على اكتشاف المواهب الاردنية وإعادة تأهيلها بنظم احترافيه والعمل على تدريب كوادرها من أجل صناعة معرفية تقوم على صناعة الفن والسينما، وتعمل على الاهتمام بالمسرح والسينما الأردنية والمسلسلات الاردنيه والنماذج الفنيه المتنوعه لكونها تشكل المناخات الايجابية بإغناء روافع رسالة الإنجاز الوطنى وشرعيته، فإن الظروف الإنتاجية بحاجة دائما الى مناخات عمل مشجعة ومحفزة تقوم على بلورة بيئة صحية للعمل كما بقية مسارات الإنجاز، لاسيما فى المسارات الديمقراطية والمدنية واللامركزية والتعليمية، كما في نماذج العمل للاقتصاد الانتاجي.
أما السياسات التى يمكن اتباعها، فانها تقوم على مزج النظم الحافزة بالنظم الوازعه وذلك لاعتبارات تقديرية لها علاقة بطبيعة البيئة الفنية وآلية عملها باعتبارها الأداة الموصلة للرسالة والمشكله لدوائر التأثير، وهذا يتطلب تشكيل نماذج عمل تدار في البداية من خلال منصات مركزية، حيث تتكون هذه المنصات من خلال هيئة مستشاريه تحوي خبرات تقنية عربية ودولية في الإخراج والتأليف وكتابة السيناريو واللوجستية المتممة، حتى يتم تشكيل منظومة عمل مهنية للأعمال الفنية كما المسرحية والسينمائية من على أرضية نصوص توجيهية وتوعوية تهتم في معالجة القضايا المجتمعية، وهذا بحاجة إلى إيجاد جوائز سنوية للإبداع والابتكار والاغناء الفنى والتقنى فى المجال الفنى والسينمائي، اضافة الى اهمية توحيد مرجعيات العمل في إطار هيئة مستقلة تقوم على وضع استراتيجيات العمل ولا تتأثر بعوامل تغيير السياسات بتغير الوزارات، اما برامج التأثير وتحقيق الأثر، فإنها تقوم على اختيار نوعية الوسيلة المناسبة للرسالة والصيغة التي يمكن تقديمها عبر برنامج يطلق الرسالة ويتابع وصولها ويقيم مقدار تأثيرها حيز الواقع وبيان عمق الاستجابة المجتمعية الناشئة، وذلك ضمن برنامج التقييم والتغذية الراجعة لغايات التصويب وإعادة البناء.
إن العمل على تقديم هذه الاستراتيجية وإيجاد الخطط التنفيذية لتحقيقها ضمن جدول زمني معلوم، سيعمل لإعادة الزخم للمنتج المعرفي في الصناعة السينمائية والفن والكتابة، سيؤدى ذلك الى تبديد المناخات السلبية في المجتمع أينما وجدت، والتخفيف من مقدار التركيز على الحالة السياسية، وتسليط الضوء على قضايا مجتمعية يمكن معالجتها بطرق توعوية وإرشادية دون توجيه نقدى وجاهى لكن عبر معالجة تجسيدية وضمن برامج واضحة، تحاكي الواقع بموضوعية وتقوم على بناء مناخات اجتماعية تلفظ التطرف و الانتقاد والتشكيك والاتهام، وتحتضن الرأي الآخر كما الرأي والمعارضة الإيجابية مناخات التعددية.
ولان المرحلة الاستثنائية التي تشهدها المنطقة بحاجة الى تعزيز مناخات المناعة الثقافية والوطنية والتثقيفية الوقائية، حتى يصان الفضاء المجتمعي ويحافظ حالة الفكر الفردى مع اشتداد الرياح الفوق قطريه والتى تحمل أتربة مسمومة، التى تعمل على التشكيك والخلخلة في أنظمة الرأي و نسيج الوحدة الوطنية والمجتمعية، لمآرب معلومة و مقروءة سياسية وجيوسياسية، نتيجة تبدل موازين القوى وتغيير التوجهات العامة بدل مراكز الاستقطاب الإقليمي.
فإن التصدي لهذه الاجواء وظروف تكوينها بحاجة الى مصدات وطنية وثقافية، بحيث لا تقوم أنظمتها على تغذية الهويات الفرعية كونها محببة لهذه الأتربة الفيروسية، بل تعمل على إعلاء مكانة الهوية الاردنيه الجامعه وتعظيم جوانب العلاقة الدستورية التي تمزج ما بين الشرعية الملكية التي جاءت مع الخيمة الهاشمية برسالتها الفكرية واوتادها التاريخيه والدينيه والثورية مع الشرعية الشعبية، حيث الخيارات الشعبية و بيت القرار النيابي، من على هذا المزيج الرأسي والأفقي يعمل الجميع بقيادة رائدة على تحقيق مكانة شرعية الإنجاز التى يسعى لتحقيق أركانها جلالة الملك عبدالله فى المملكة الرابعة، وهذا ما بينه كتابي" شرعية الإنجاز والحياة السياسية ".
و من هنا تاتي اهمية اطلاق استراتيجيه ثقافيه فى هذه المرحله تعنى بالفكر والنهج والمحتوى، وتقوم آليات عملها على إغناء المحتوى الإعلامي بالرسائل الفكرية والمنهجية وتعظيم دور الرسالة الإعلامية وكيفية إطلاقها، وتمكين دور المنصات التوجيهية فيها للوصول الى الآلية الملائمة لتحقيق التأثير الأوسع فى دوائر الاستهداف، فإن العمل على تعزيز مناخات الثقة وتقديم توجهات الرأي بطريقة نمطية رسمية بالندوات والمؤتمرات واللقاءات الوجاهية باتت بحاجه الى اعاده بناء فى ظل الظروف السائدة واسقاطاتها، لذا فإن اتباع الوسائل الفنية في تقديم الرسالة ومحتواها وطرق علاجها هو الوسيلة الأفضل فى تعزيز المحتوى الثقافي، والذي بدوره سيعمل على إيجاد مناخات ايجابية تسهم في تشكيل مناخات اجتماعية اكثر تفاعليه، اضافة الى ان هذه الاستراتيجية ستعمل لإيجاد ارضية ملائمة لإطلاق صناعة معرفية وفنية عامة، والتي ستعتبر أحد روافع العمل الداعمة لحركة الاقتصاد الإنتاجي بإطار الرؤية الاستراتيجية للثقافه الوطنيه التي تحمل عنوان " نحو مجتمع معرفي واردن افضل "، لذا كان هذا الاجتهاد بتقديم أرضية عمل من أجل بناء استراتيجية للثقافة الوطنية، بما يجعلها تجيب عن الأسئلة وتبين مسارات البناء ضمن جملة ثقافيه سياسيه تنهى جدلية المواطنة وتبين ثقافة محتوى الوطنية عبر جغرافية المكان.