facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المؤسسات والأيدي المرتجفة


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
28-12-2024 02:45 PM

برأيي أن أهم منتج اردني كان يصدر للدول الشقيقة هو الادارة و القيادة و التي تعلمتها و أرستها المؤسسات الاردنية من الانجليز روادها في حينها.

التطوير و النمو يحتاج قرارات جريئة حكيمة مع قبول نسبة مخاطرة و كما ينطبق ذلك على الافراد ينطبق على المؤسسات فلا يمكن التطوير و النمو بدون مشاريع و قرارات ادارية مبنية على رؤية و أهداف أما الادارة على قاعدة تصريف الاعمال فسيؤدي بالضرورة للتراجع او الثبات في وقت يتطور غيرنا.

تراجع بعض الجامعات الاردنية في التصنيفات و تراجع اداء بعض المؤسسات الصحية امثلة على ذلك و لكن بالتدقيق سنرى الكثير من المجالات التي كنا فيها راس حربة قد تقدم علينا اشقاء. بما أن الهدف ليس النقد و انما البحث عن الاسباب فإنني سأطرح في هذه العجالة بعض الاسباب التي ارى انها ادت لذلك.

1. المبالغة في الرقابة: هنالك مؤسسات رقابة رسمية و صحافة مهنية جميعها تعمل بشكل مهني و منضبط و هدفها الحفاظ على المال العام و تطوير الاداء الاداري و لكن بالمقابل هنالك رقابة وسائل التواصل الاجتماعي و بعض الصحافيين (هكذا يعرفون عن انفسهم في وسائل التواصل) و هذه برأيي رقابة غير مهنية حيث يقوم اي فرد باجتزاء جزء من عنوان او خبر و تبدا عملية جلد المؤسسة و مسؤوليها و يلي ذلك نسج اشاعات عن فساد تلك المؤسسات و تعميم الاحكام على المؤسسات و الافراد و بما أن الاشاعات لا تحتاج دليل تصبح وسائل التواصل وسيلة ضغط على صناع القرار و يرتجف الكثير من المسؤولين قبل اتخاذ قرارات قد لا تكون شعبية و لكنها ضرورية لبناء المؤسسات و تطويرها.

2. التهميش و الإقصاء للكفاءات و ألمبدعين و القياديين في المؤسسات و هذه ظاهرة برأيي تنامت و قد تكون السبب الاهم في تراجع الاداء حيث يحيط المسؤول نفسه بمجموعة من المطيعين و تبدأ سلسلة من اختيار الاضعف فالأضعف و استبعاد اي قيادي او مبدع حتى لا يلقي احد منهم حجر يعكر هدوء البحيرة لتنتهي الحلقة الادارية بمجموعة متجانسة قائمة على ترحيل الملفات و عدم حل المشاكل او الابداع فالهدف هو تصعيد كل من تلك المنظومة لمنصب اعلى حتى لو كان على حساب مستقبل المؤسسات. حيث ان هذا موضوع اساسي في تراجع الاداء سافرد له مقالة قادمة.

3. عدم التمييز بين القيادة و الادارة فالاصل ان قيادة المؤسسة تحدد اهداف و توجه الموارد لتحقيق تلك الاهداف اي ان هنالك رؤية واضحة المعالم في حين ان الادارة تقوم على التنظيم و المراقبة اي تصريف الاعمال يوم بيوم و شهر بشهر دون اهداف بعيدة المدى.

حتى لا أطيل ألخص و أقول أن التطوير يحتاج قرارات جريئة تحمل مخاطرة محسوبة مبنية على دراسات و تسندها رؤية بأهداف محددة و الاهم ان يتقبل الجميع الفشل او عدم تحقيق كامل الاهداف لان ذلك جزء من اليات التطوير فكم محاولة فشلت قبل ان ينجح الاخوة رايت في الطيران و كم محاولة شبكة تواصل اجتماعي قبل ان ينجح فيس بوك و توتير و كم محاولة تسويق و توصيل قبل ان ينجح امازون و الامثله تعد ولا تحصى أما ان بقي الجميع يضع المؤسسات و المسؤولين تحت المجهر طوال الوقت و ان بقي تهميش القادة لصالح الاداريين و ان بقي إقصاء المبدعين في المؤسسات لصالح الموافقين دوما دون طرح افكار او نقد داخلي فان كل ذلك سيترك قاطرتنا في مكانها في الوقت الذي تتسارع قاطرات الآخرين.

دمتم بود.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :