حين تبتعد النخبة عن دورها .. من يقود الرأي العام؟
راشد علي المعايطة
28-12-2024 12:02 PM
على المجتمعات أن تعيد تعريف مصطلح “النخبة” و”المثقف” و”قادة الرأي”، فهذه الكلمات لم تعد تعكس معناها الحقيقي بقدر ما أصبحت عُرضة للاستهلاك السطحي والمظاهر الخادعة.
في عالم اليوم، يُشار إلى “النخبة” بمن يتصدرون المشهد، لا بمن يمتلكون الفكر والرؤية.
يُطلق وصف “المثقف” على من يحفظ شعارات رنانة، بينما يظل صامتًا أمام قضايا مجتمعه الحقيقية. أما “قادة الرأي”، فكثيرًا ما أصبحوا مجرد متحدثين مهرة، يتقنون فن الكلام دون الالتزام بفعل يغير الواقع.
إن المشكلة لا تكمن في المصطلحات نفسها، بل في الطريقة التي يتم بها منح هذه الألقاب. فمنح هذه الأوصاف لمجرد الشهرة أو القدرة على التعبير، دون النظر إلى الأثر الفعلي للفكر أو القيادة، يُفقد هذه المفاهيم قيمتها.
الثقافة ليست صورة تُلتقط بجانب كتاب، والنخبوية ليست صفة تُمنح لمن يجلس في الصف الأول، والقيادة ليست لقبًا يُمنح لمن يتحدث بصوت أعلى.
هذه المفاهيم تحتاج إلى ربطها بالأفعال وليس بالألقاب، بالأثر الإيجابي على المجتمع وليس بالاستعراض الفردي.
على المجتمعات أن تتحلى بالوعي، وأن تُعيد بناء معاييرها. فالواقع بحاجة إلى مثقفين ينيرون الطريق، ونخب تحمل هموم الناس قبل همومها الشخصية، وقادة رأي يقودون بصدق وأمانة، وليس بشعارات فارغة.