مع تسارع وتيرة الأحداث الجارية منذ اندلاع عملية طوفان الاقصى التي شكلت هزة كبيرة لإركان الامبريالية الصهيوامريكية التي ارتكبت عملية الابادة الجماعية وغرقها في المذابح البشرية للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة يقف العالم العربي والإسلامي بعيداً في حالة من الصمت المقيت والعمى الأسود الذي أصبحنا من خلاله رهائن للغطرسة الغربية التي باتت تفتك بارضنا وحضارتنا وابناء جلدتنا، لا بل انسلاخاً عن تاريخنا وهويتنا العربية والإسلامية، فاليوم العالم العربي في حالة يُرثى لها وسيدفع ثمن خطيئة الصمت والخنوع والاذلال والتي ستكون كُلفتها باهضة جداً خلال المدى المنظور..
عصا السنوار ما زالت تسعى على أرض غزة وستفتك باسرائيل وامريكا وهذا وعد لهي، نعم رحل الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ بلا ذنب بواسطة الماكينة الغربية الفتاكة، وبُترت الأطراف وُدمرت البنى التحتية واختفت معالم المدينة الذهبية الا انها ما زالت تنبض بالحياة بجذورها الإسلامية الاصيلة والتي تحتضن في بطنها جُند الله في الارض أحفاد صلاح الدين الايوبي الذين سيغيرون مجرى التاريخ، ومن هنا ستسقط إسرائيل الحارس لمصالح الغرب يوماً ما وسيسقط معها العملاء والخونة من بني قريضة وبني قينقاع سقوطاً مدوياً، فالأمس ليس ببعيد فسوريا كانت الرئة التي تتنفس من خلالها المنطقة العربية وعاشت نصف قرن ونيف من الظلم والطغيان والاستبداد والفساد وبقدرة المولى عز وجل تحررت من قيود العبودية والاذلال، فسقط الطاغية ونظامه خلال أيام معدودة، فما بُني على باطل فهو باطل وسينتصر الحق على الباطل، وهذه تدابير العزيز الجبار بنفس الوقت الذي ما زالت فيه المقاومة في غزة تقاتل وتفتك وتؤلم الغرب المتصهين منذ سنة وشهرين ولم تستسلم بالرغم انها حرب غير متكافئة فالعدو إسرائيل وامريكيا ودول الاتحاد الأوروبي بأكملها وبعض الخون والعملاء متسلحين بطائراتهم ودباباتهم وفرقاطاتهم وسفنهم الحربية ومسيراتهم العمياء واستخباراتهم من بلاد العُرب اوطاني، كل هذا العالم الظالم يقف ضد غزة الجريحة التي ما زالت تنبض بالحياة فهنالك جنود الله الذين سيجهضون المشروع الاستعماري الذي خُطط له منذ قرن ونيف من الزمن..
والله يا أهل غزة اننا نشعر باستحياء وخجل وعجز وضعف ليس له مثيل لأننا كامة عربية وقفنا معكم في محنتكم فتقمصنا دور نساء المسلمين في الحرب بتضميد الجراح وتوفير المؤن والطعام وسقاية العطشى كما فعلت عائشة بنت أبي بكر الصديق وأم عمارة نسيبة بنت كعب في غزوة أُحد.
وختاماً ستبقى المقاومة شُعلة نار ملتهبة ستحرق امريكيا واسرائيل واعوانهم وستوقد مصباح الحق وسُتظيء شعلة الإسلام التي أُخمدت منذ زمن بعيد..