الهوية الأردنية وحدة لا تقبل التجزئة
سامي شريم
27-12-2024 01:50 PM
تعتبر الهوية الوطنية الأردنية رمزاً للوحدة والانتماء الذي يربط جميع أبناء الوطن بماضٍ عريق وحاضر مشرق ومستقبل واعد والحديث عن الهوية الأردنية بوصفها موضوعاً جدلياً أو قابلاً للتأويل يشكّل تجاوزاً للحقيقة الراسخة التي تؤكد أن جميع الأردنيين بمختلف أصولهم ومشاربهم يجتمعون تحت مظلة واحدة هي مظلة الأردن التي تمثل رمزاً للأصالة والاستقرار.
الحديث عن ازدواجية الهوية أو التلميح بوجود خلافات بين أبناء الوطن هو أمر بعيد عن الواقع بل يشكّل إساءة مباشرة للأردنيين الذين يُضرب بهم المثل في الولاء والانتماء، فالشعب الأردني المعروف بتلاحمه وقدرته على مواجهة التحديات يجسد نموذجاً يحتذى به في الوحدة الوطنية التي تنبذ كل أشكال الانقسام.
الهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد فكرة بل هي واقع يعيشه كل أردني ويدافع عنه بفخر واعتزاز هذه الهوية ترتكز على تاريخ مشترك مليء بالإنجازات والتضحيات وعلى قيم تجمع بين الأصالة والمعاصرة والحديث عن هويات فرعية أو انتماءات متناقضة هو محاولة يائسة لتقويض هذا النسيج المتين الذي يُعد أحد أبرز عناصر الاستقرار في الأردن.
فالأردن وطن لكل أبنائه دون تمييز إن الهوية الأردنية لا تقصي أحداً بل تشمل الجميع على قدم المساواة فالمواطنة الأردنية تعني أن يكون كل فرد جزءاً من مشروع وطني واحد يضع مصلحة الأردن فوق أي اعتبار آخر ومن يروّج لفكرة تعدد الهويات أو التنافس بينها إنما يتجاهل حقيقة أن الأردنيين قد اجتمعوا منذ عقود على هدف واحد وهو بناء وطن قوي متين ومزدهر.
في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه الأردن يصبح تعزيز الهوية الوطنية مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات فالهوية الأردنية ليست مجرد انتماء جغرافي أو قانوني بل هي شعور بالمسؤولية تجاه الوطن وحرص على تحقيق مصلحته العليا وهذا يتطلب توجيه الجهود نحو تعزيز هذه الهوية من خلال التعليم والإعلام والمبادرات المجتمعية التي تغرس قيم الوحدة والانتماء.
على المؤسسات الحكومية والمدنية أن تعمل معاً لترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية في مختلف مجالات الحياة كما يجب أن يُفهم أن الهوية الوطنية الأردنية ليست موضوعاً للنقاش أو الخلاف بل هي ثابت من ثوابت الدولة الأردنية لا يمكن التشكيك فيه أو تقويضه.
الأردنيون اليوم يقفون على إرث تاريخي مشترك يحملهم مسؤولية الحفاظ على هويتهم الوطنية وتعزيزها للأجيال القادمة هذا الإرث يتمثل في تضحيات الأجداد الذين ناضلوا من أجل استقلال الأردن وبناء دولته الحديثة وفي الإنجازات التي حققها الأردنيون في مختلف المجالات.
وعلى الرغم من تعدد التحديات التي يواجهها الأردن تبقى الهوية الوطنية هي الحصن الذي يحمي المجتمع من الانقسامات ويضمن استمرار استقراره فهي تعكس الروح الأردنية الحقيقية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وتحافظ على وحدة الشعب مهما اشتدت الأزمات.
الحديث عن الهوية الأردنية يجب أن يكون حديثاً عن الوحدة الولاء والانتماء الذي يجمع كل الأردنيين تحت راية واحدة إن محاولة التشكيك في هذه الهوية أو افتعال النقاشات حولها يشكل خطراً على النسيج الاجتماعي الأردني.
الهوية الأردنية هي جامع لكل أبناء الوطن وهي أكبر من أن تكون موضوعاً للجدل أو الخلاف إنها الروح التي توحد الأردنيين في مواجهة التحديات والقوة التي تدفعهم نحو تحقيق مستقبل أفضل حمى الله الأردن شعباً وقيادة وحفظ وحدته التي ستظل دائماً رمزاً للفخر والاعتزاز.